الاثنين، ديسمبر 06، 2010

فاروق حسني في حوار لمصر المحروسة :- "علشان يرتاحوا " ...أتمنى أن تتحقق شائعات خروجى من الوزارة






أجري الاستاذ يسري السيد رئيس تحرير مجلة مصر المحروسة التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة حوارا مهما مع وزير الثقافة فاروق حسني لم استطع ان احرم زوار مدونتي الاعزاء من متابعته لذلك نقلته هنا لكم 

& مش"جدعنه" من الشرقاوى أن يجعلنا واجهة لمشاكله لأننا ناس طيبين ..عايز يتخانق يتخانق مع الشرطة.. و مسرحه يلعب بمشاعر الجماهير و ينتمى إلى أشباه النضال..
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
&  لن أسمح لأى أحد يحرق تاريخ مصر ومهمتى الدفاع عن أرواح البشر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

& النظام يهمه أن يشعر المثقفون أن هذا الوطن وطنهم

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 حوار اجراه / يسري السيد

الحوار مع فاروق حسنى "وزير الثقافة" متعة إنسانية وثقافية .. يجيد الكر والفر وأنا أستمتع دائمًا بمثل هذه المرواغات الفكرية.

هذه المرة شعرت بتدفق إنساني وإبداعي وضحكات صافية مثل ضحكات أيام زمان .. تكلمنا فى أشياء كثيرة بعضها للنشر وبعضها خصني بها في فضفضة إنسانية وإبداعية ...

قال لى: إنه واحد من المثقفين يحن لمقاهي المثقفين التي جلس عليها كثيرًا مع المبدعين في القاهرة والإسكندرية وباريس وروما.

مش"جدعنه" من الشرقاوى أن يجعلنا واجهة لمشاكله لأننا ناس طيبين ..عايز يتخانق يتخانق مع الشرطة.. و مسرحه يلعب بمشاعر الجماهير و ينتمى إلى أشباه النضال..

أسرار كثيرة يبوح بها الصديق فاروق حسنى في هذا الحوار الساخن أحيانًا والحالم أحيانًا والإنساني في أحيان كثيرة عن مناطق الألم والفرح والوجع ... وهذه تفاصيل هذه الفضفضة الرمضانية.

قلت:

هناك مجموعة من الأدباء والنقاد يدعون إلى تنظيم مؤتمر مواز لمؤتمر المثقفين الذي تنوى إقامته وزارة الثقافة اعتراضًا منهم على تشكيل اللجنة التحضيرية من قيادات وزارة الثقافة بعيدًا عن أصحاب الاتجاهات الفكرية المختلفة؟

الوزير:

إذا كان هدفهم صالح الثقافة المصرية أهلاً بهم .... إحنا رايحين فى هذا المؤتمر لخدمتهم، نحن نسعى لوضع رؤية المثقفين بمختلف أطيافهم أمام صانع القرار السياسي .. فاروق حسنى مش قاعد للأبد.. هدفنا صياغة دستور ثقافي محترم يضعه كل المثقفين المصريين المهمومين بأحلام الوطن ومشاكله، والدستور الثقافى سوف أستفيد به ويستفيد به أي وزير يأتي بعدى، ليس عندى مشاكل فى التعامل مع أى مثقف، أنا فكرت فى المؤتمر ليس لصالح فاروق حسنى ولكن لكل المثقفين.

قلت:

من حق البعض الاعتراض على تهميشهم أثناء التحضير للمؤتمر والاكتفاء فقط برجال وزارة الثقافة؟

الوزير:

ياسيدى أنا سألقى خطابًا فى الجلسة الافتتاحية وسأترك الساحة لكل المثقفين لطرح كل مشاكلهم ورؤاهم بحرية مطلقة ... وزير الثقافة ليس له دعوة من قريب أوبعيد إلا الرافد الثقافي الجمعي الذي يجمعنا كأبناء وطن واحد.

قلت:

هل يمكن ضم بعض الأدباء من هذا التجمع للجنة التحضيرية؟

قال:

الباب مفتوح للجميع .. كل من لديه أفكار جادة مكتوبة بعناية يمكن دراستها وسوف تدرج فى جدول الأعمال.

قلت:

متى سيعقد المؤتمر؟

قال:

عاملين حسابنا على أوائل ديسمبر القادم، لكن المهم اكتمال الأوراق والأبحاث والأفكار الجديرة بطرحها للنقاش والحوار.. المهم رغبة المثقفين أنفسهم في صياغة دستورهم.

قلت:

وماذا سيستفيد وزير الثقافة من هذا الدستور الثقافى ؟

قال:

هذا الدستور يعفى أى وزير من الحرج، لأنه سيقول ببساطة للقيادة السياسية هذا دستور وضعه المثقفون أنفسهم وعلينا تتطبيقه ، هذه رؤية المثقفين التى يجب وضعها فى قنوات التنفيذ.

قلت:

لكن هناك اتهامًا لكم بأنكم "النظام والحكومة" و تريدون فرض سياسات جديدة أو أمور باسم المثقفين؟

قال:

لن أسمح لأى أحد بحرق تاريخ مصر ومهمتى الدفاع عن أرواح البشر
اتهموا زى م أنتم عايزين، إحنا فى النهاية نبحث عن مصلحة وطن ومصلحة مجتمعية، مش مصلحة فئة على حساب فئة، وعلى فكرة، النظام يهمه جدًا أن يشعر المثقفون أن هذا الوطن وطنهم، وعلى فكرة، عايز أقول من زمان: كلنا في حظيرة الثقافة زى م كلنا في حظيرة الإسلام حتى لا يقول من يقول: فراخ وغيره.

قلت بصراحة:

أين نحن من العالم ثقافيًا؟

قال :

أنا واحد من المثقين يتمنى الرفعه لمصر، والرفعة تقاس بوضعنا بالنسبة للعالم، يعنى أين نحن ثقافيًا؟ ، ليس فى الداخل أو فى المنطقة المحيطة فقط، ولكن فى العالم كله... هذا هو السؤال المهم والمعضلة التي يجب أن تؤرقنا جميعًا، لذلك يكون هناك معنى للتجارب الجديدة والتفوق والمغامرة الثقافية والإبداعية.. لذلك أكون سعيدًا جدًا عندما أرى شباب مغامر ومجرب في مختلف نواحي الإبداع أثقلتهم التجربة في العمل الثقافي وأعتقد سيكون لهم شأن كبير عندما يتولون مناصب عامة في مصر.

قلت:

الكلام مازال عن استبعاد متعمد لكل التيارات الفكرية عن اللجنة التحضيرية لمؤتمر المثقفين أو العمل الثقافى العام فى الوزارة بما لا يليق بالثقافة المصرية التى تقتصر على قيادات وزارة الثقافة ؟

قال:

اللجنة التحضيرية أو أي تخطيط للعمل الثقافي يقتصر على شخصيات تجيد صناعة "الميكانيزم "، وهذه صفة غير موجودة فى كثير من المثقفين.. تجربة العمل الثقافي شيء يفتقده الكثير من المثقفين الذين لم يعملوا فى الشأن الثقافي العام بآلياته المختلفة.. ومع ذلك تم ضم شخصيات ذات ثقل ثقافي كبير مثل "سيد ياسين ود. مصطفى الفقي وآخرين" ... نحن نسعى لعمل "كاركاس" كامل للمثقفين، باختصار، عندما يكون لدينا 11 لاعبًا من فريق لكرة القدم أعتقد أن مهمتنا أن نوفر لهم ملعبًا رياضيًا متكاملاً، يعنى باختصار مهمتنا أن نمهد الملعب الذي سيلعب فيه المثقفون من كل الاتجاهات،

أضاف:

أنا كرجل مسئول أفرح جدًا عندما أتلقى أية فكرة جديدة وأعتبرها مكسبًا شخصيًا حتى أواصل عملي بنجاح، أنا أريد التجديد، أريد الدخول في آفاق جديدة لم أدخلها من قبل، أنا عيني على المستقبل.

أهلا بأدباء الأقاليم

قلت:

وعدتنى منذ شهور باستضافة مؤتمر أدباء الأقاليم فى دورته ال25 فى القاهرة ، هل الوعد مازال قائمًا؟

أهلا بمؤتمر أدباء الأقاليم فى القاهرة و250 ألف جنيه جوائز فى انتظارهم
قال:

أنا عند وعدى لك.

قلت:

سأبلغ أمانة المؤتمر والدكتور أحمد مجاهد بدعوتكم.

قال:

أشكرك على دورك في هذا المجال وأنا هدفي من دعوة أدباء الأقاليم إلى القاهرة أن يشاهدوا ويشاركوا بإبداعاتهم في معاقل القاهرة الثقافية المحتشدة بالزخم الإبداعي، هدفي أن يأتي أدباء الأقاليم كي يثروا هذه المنتديات بإبداعاتهم من جهة وليشاهدوا عن قرب حجم الإنجاز الثقافي الذي تقدمه وزارة الثقافة ومؤسسات المجتمع المدني من جهة أخرى.

قلت:

وعدت أيضًا بجوائز لأدباء الأقاليم قيمتها 250 ألف جنيه؟

قال:

وأنا عند وعدى ولا أرجع في أى وعد أو كلمه قلتها.

قلت ضاحكًا:

سيادة الوزير: أنت مشغول بإيه الآن؟

رد ضاحكًا: وبضحكة صافية من ضحكات أيام زمان: مشغول بغيري!!

قلت:

وأى مشروع ثقافى يشغلك الآن؟

قال:

مشغول بـ 4 مشروعات ثقافية كبرى.

قلت:

وما هى؟

عندى مليون عمل مؤجل ومشكلتى فى الانتقاء.. والاختيار سيكون لذاتى وفنى وحياتى
قال:

المشروع الأول .. مشروع غير محتفى به إعلاميًا ، وهو الخطة القومية لتغطية قرى الصعيد والوجه البحري بمكتبات تقوم بدور تنويري كبير.

قلت:

كم مكتبة يتم انشاؤها سنويًا؟

قال:

من 10 الى15 مكتبة وأصبح لدينا حصيلة محترمة من العمل فى السنوات السابقة، وهذا مشروع ثقافة الشعب، وهدفنا منه تثقيف الناس بالوصول إليهم فى قراهم ونجوعهم.

قلت:

والمشروع الثانى؟

قال:

المتحف المصري الكبير.. وبصراحة أنا أعتبره شرف مصر الثقافي، وقد وصفته كبريات الصحف العالمية المهتمة بالمشروعات الثقافية الكبرى في العالم بأنه أكبر مشروع ثقافي للقرن القادم على مستوى العالم لأنه ببساطة ثاني أكبر مشروع معماري في العالم بعد القرية الأوليمبية في الصين، وهذا يجعلني أعد الدقائق حتى موعد افتتاح مرحلته الثالثة والأخيرة.

قلت:

والمشروع الثالث؟

قال:

متحف الحضارة وما أدراك ما حضارة مصر، من قبل التاريخ وحتى الآن، والمتحف يقام فى وسط القاهرة على ضفاف بحيرة عين الصيرة، وسيكون

أعد الدقائق لافتتاح المتحف المصرى أكبر مشروع ثقافى فى العالم هذا القرن.

بحق مركزًا ثقافيًا عالميًا بما يملك من إمكانيات وأنشطة.

قلت:

أخيرا ما هو المشروع الرابع ؟

قال:

حلمى اكتمال ترميم القاهرة التاريخية، انتهينا منذ فترة من ترميم شارع المعز، والعمل الآن على قدم وساق فى شارع الجمالية الموازى له، وبانتهاء العمل فيه يكون لدينا حى كامل من التاريخ الحى والمتعة والسياحة والرواج الاقتصادى.

البشر أهم من الأماكن

قلت:

البعض يرى أنك تهتم بالبنايات والإنشاءات والمشروعات، لكنك نسيت البشر وهم العنصر الغائب فى مشروعك الثقافى؟

قال:

هذا قصور فى الرؤية .. أنا أبنى إيه؟ أنا أبنى مسارح ومكتبات ومتاحف ومراكز ثقافية، والسؤال: لمن هذه الإنشاءات؟ أليست للبشر؟!

قلت:

المقصود أننا ننشىء منشآت كبرى، ننفق عليها المئات من ملايين الجنيهات دون أن نقدم فيها خدمة ثقافية مستمرة طوال العام؟

قال:

قل لمن يروج هذا الكلام: اذهب فجأة فى أى يوم فى العام لأى مركز ثقافي وستجد فيه نشاطًا، مطلوب من الذين يوجهون هذه الاتهامات أن يذهبوا ليعرفوا ويملئوا هذه الأماكن بأفكارهم ونقاشهم وحيويتهم وإبداعاتهم، أما الكسالى أو اللى مش عايزين يعرفوا لاِ شأن لى بهم، أنا مهمتى أن أعد "الحلّة " لمن يريد أن يطبخ وعلى المترددين أن يأتوا ليطبخوا!!

قلت:

البعض يرى أن العائد الثقافى من القلاع الثقافية التى أنفق عليها مئات الملايين قليل لعدم وجود أنشطة مستمرة؟

قال:

يوجد أنشطة، لكن غالبية الناس لا يذهبون، الناس لا تريد أن تترك منازلها ليذهبوا إلى أى مكان.

قلت:

كلنا فى حظيرة الثقافة زى ما كلنا فى حظيرة الإسلام
هل قل اهتمام الناس بالثقافة؟

قال:

لا

قلت:

حتى مع العوز الاقتصادى والغلاء وانشغال الكل بلقمة العيش؟

قال:

لا ...لكن هناك وسائط جديدة جذبت الناس من الثقافة الجادة مثل الإنترنت والفضائيات لكنى متأكد أن الأمر لن يستمر كثيرًا وسوف يحن الناس للخروج للهواء والتعامل مع البشر والذهاب لمشاهدة مسرحية أو حضور معرض للفن التشكيلى ... وأذهب للقلعة الآن وأشاهد تعطش الناس للثقافة الحقيقية هناك.

أنا والشرقاوى

قلت:

إيه حكايتك مع جلال الشرقاوى؟ .. الراجل شغال من سنوات طويلة وفجأة الدنيا اتقلبت على دماغه؟

قال:

مش إحنا السبب كوزارة ثقافة، اللى ضده مش إحنا، لو حد ذكى بيفكر شويه يسأل نفسه: إحنا سكتنا عليه السنين اللى فاتت دى ليه؟ ، لو كان هدفنا نمشيه كنا عملنا كده من سنوات بعد ترميم وافتتاح متحف محمد عبد الوهاب ومتحف الموسيقى العربية الملاصق ليه.

قلت:

وما هو السبب الحقيقى؟

قال:

بعد حريق بنى سويف والمسرح القومى تم إغلاق معظم مسارح الوزارة حتى يتم توفير اشتراطات السلامة والأمان، ألا تتذكر معى إغلاق مسارح الهناجر والسلام ومعظم مسارح الأقاليم ولم نصرخ مثل الشرقاوى لقرار السلطات المختصة لأن الأمر يتعلق بحياة بشر.

قلت:

ولماذا يتهمك جلال الشرقاوى بشكل شخصى ورسمى مادام الأمر خارج عن وزارة الثقافة؟

قال :

حتى يتعاطف معه الناس والمجتمع ويوحى للجميع بأن الحكومة ضده.

قلت:

وهى الحكومة مش ضده عندما يكون وراء الموضوع جهة حكومية حتى لو لم تكن وزارة الثقافة ضده؟

قال:

لا مش الحكومة.. لكن غياب عناصر الأمان هي السبب، وأنا لن أعطيه رخصة مزاوله العمل الفني حتى يحصل على موافقة الدفاع المدني لأن أرواح الناس مش لعبة وحماية الأثر الملاصق له مسؤولية كبرى في رقبتي.

قلت:

وماذا يفعل جلال الشرقاوى؟

قال:

عايز يتخانق يروح يتخانق مع الشرطة مش يتخانق معانا علشان إحنا ناس طيبين.

قلت:

وزارة الثقافة ناس طيبين؟

قال:

نعم .. عيب أن يجعل جلال الشرقاوي وزارة الثقافة واجهة لمشاكله مع جهة أخرى، دى مش " جدعنه" إطلاقًا، محافظة القاهرة ووزارة الثقافة بريئة من مشكلته.

قلت:

كيف تكون وزارة الثقافة ليست السبب وهى المنوط بها حماية المتحف الأثرى الملاصق له ؟

قال:

هو مش عايز يدرك إن دورنا حماية الأثر الملاصق لمسرحه، لأنه لو حدثت عنده مصيبة لا قدر الله ممكن تحرق الأثر، وفى هذه الحالة لن يخسر هو شيئًا مثل خسارتنا الحضارية، باختصار أنا لن أسمح لأى أحد بحرق تاريخ مصر وآثارها.

قلت:

قد يرى جلال الشرقاوى أن الهدف من إغلاق مسرحه يرجع لأسباب سياسية، لأنه قدم مسرح سياسي ساخن؟

قال:

لو كان هذا هو السبب حقيقى لماذا لم نغلق مسرحه منذ سنوات عندما قدم "ع الرصيف ودستور يا سيادنا"؟ ... هو الآن لا يقدم أى عمل مسرحي من هذه النوعية حتى يكون محقًا فيما يقول، ... بصراحة: ما يقدمه من مسرح ينتمى إلى أشباه النضال وليس النضال الحقيقي و هو مسرح يلعب بمشاعر الجماهير.

قلت:

بمناسبة الكلام عن المسرح القومى .. متى سيتم افتتاحه بعد الترميم؟

قال:

أوائل العام القادم.

قلت:

النظام يهمه أن يشعر المثقفون أن هذا الوطن وطنهم
كل فترة نشعر بالعجز الحقيقى حين يسقط منا مبدع كبير بسبب المرض أو العوز الاقتصادى والاجتماعى، نذرف الدمع، وقبل أن يجف نذرف الدمع من جديد .. حدث ذلك مؤخرًا مع الشاعر الكبير محمد عفيفى مطر الذى مات على سرير فى مستشفى منوف الحكومى العام .. والآن يتكرر المشهد مع الكاتب د. هشام السلامونى .. متى نخرج من هذا النفق المظلم وتقدم وزارة الثقافة مشروعًا يكفل الحياة الكريمة والعلاج بعيدًا عن التسول وإراقة ماء الوجه؟

قال:

عندكم اتحاد كتاب مصر ولديه وديعة معقولة لهذا الأمر.

قلت:

وماذا تفعل وزارة الثقافة؟

قال:

ليس لدينا ميزانيات لهذا الغرض.

قلت:

معقولة؟

قال:

لدينا ميزانيات للإنفاق على الأنشطة والمؤتمرات والندوات لكن لا يوجد لدينا سلطة للإنفاق على علاج أديب أو مبدع ، والجهة الوحيدة المنوط بها ذلك وزارة الصحة ولا يوجد مرة واحدة تدخلت لطلب علاج مبدع على نفقة الدولة إلا واستجاب وزير الصحة لطلبى والأمر يتكرر مع القوات المسلحة وباقى أجهزة الدولة.

قلت:

وأنت كفنان قبل أن تكون وزيرًا هل يقتصر دورك على ذلك؟

قال:

لا .. أحيانًا أحتال على اللوائح كى أقدم وردة لمبدع يمر بظروف صعبة.

قلت:

هل تحتال على اللوائح من أجل المبدعين؟

قال:

نعم.

قلت:

كيف؟

قال:

بشراء عمل فنى أو بطبع عمل أدبى للمبدع مقابل مبلغ مادي معقول طبقًا للوائح.

قلت:

ممكن تحتال على اللوائح من أجل الكاتب هشام السلامونى الذى يمر بظروف صحية صعبة؟

قال:

بعيدا عن العواطف.. يرسل لى تقريرًا طبيًا مفصلاً ولن أتاخر لحظة عنه.

قلت:

أنت كفنان أكبر من المنصب الوزارى، لكن كإنسان كيف تتعامل مع بعض الكتابات الصحفية أو الإشاعات التى تتنبأ بخروجك من الوزارة مع أول تعديل وزارى؟

قال ضاحكا:

أتمنى أن تتحقق.

قلت:

هل فكرت لحظة فى هذه المرحلة اللاحقة؟

قال:

عندى مليون عمل مؤجل ومشكلتى وقتها فى الانتقاء، وعلى فكرة عند الانتقاء والاختيار سأختار ذاتى وفنى وحياتى.

مرارة ليه؟!

قلت:

ألا تشعر بالمرارة عندئذ؟

قال:

مرارة ليه ؟.. أنا عملت بما فيه الكفايه لخدمة الوطن وبقى أن أعمل لذاتى وفنى.

قلت:

هل عملت حسابًا للبشر الذين يتعاملون معك من أجل المنصب وسوف تتغير مشاعرهم بعد ذلك؟

قال:

لدى حاسة تجعلنى أفرق بين من يتعامل معى كوزير ومن يتعامل معى لشخصى.

قلت:

هل جربت الكتابة الإبداعية بجوار الفن التشكيلى؟

قال:

لك خبر مثير.. أنا الآن مشغول بكتابة سردية، أكتب بهواية وليس باحتراف مثلك.

أكتب الآن حكايتى مع الإبداع ب3 لغات... والأماكن والحياة والبشر والوجود والفرح والوجع
قلت:

عن أى شىء تدور الكتابات؟

قال:

علاقتى بالبشر والأماكن والحياة والوجود، باختصار سرد عاطفى وفكرى حقيقى لمسيرة حياة ومسيرة فن وفنان.

قلت:

فيها أماكن ومناطق للألم والوجع؟

قال:

كل حاجة.

قلت:

ومناطق الفرح ؟

قال:

كل حاجة.

قلت:

والنسبة الأكبر فى حياة الوزير: الألم أم الفرح؟

قال:

الألم بسيط.

قلت:

من أى نوع ألم فاروق حسنى؟

أجيد فن التصدى وليس التصادم .. ولدى حاسة تجعلنى أفرق بين من يتعامل معى كوزير أو لشخصى
قال:

ألم التصادمات الاجتماعية وهى لا تستغرق بالمناسبة عندى وقتًا طويلا ، فإذا حدث هذا الألم سرعان ما يزول ثاني يوم بعد أن أتخطى مرحلة الألم.

قلت:

أنت تجيد فن التصادم يا سيادة الوزير؟

قال ضاحكًا:

بل أجيد فن التصدى.

قلت:

أين ستنشر كتابك؟

قال:

اتفقت معى الجامعة الأمريكية ودار إلياس على إصدار الكتاب ب 3 لغات أجنبية.

قلت أخيرًا:

بيقولوا لو قعدت فترة دون معركة لا تكون سعيدًا؟

رد ضاحكًا:

أنا قدامك مبسوط من غير معارك.

ليست هناك تعليقات: