الأحد، ديسمبر 12، 2010

قصيدة :ومضــــــــــــــــــات .... جزء ثان......للشاعر الدكتور محمد ربيع هاشم




أحتاج بعض الروح لأنهض

هذا وعدك

أن أغلق دونك احتياجي

فلماذا إذا احتجتك

لا أجدني

ولا أراك؟



حين يطول الليل

وينشب أظفاره في كل ما حولي

وأداري وحشته بروح سقيمة

وأرقب في سواده بقعة ضوء

فيها روحك

فأنا أحتاجك جدا



أشم رائحة البشرى

وأسند رأسي على مشجب الترقب

أشعر بالبرد وحدي

وأغتسل بالمطر

وفي كل طقوس يومي

أشعر منذ أحببتك

أنك بين الأشياء

والطقوس

بل كل الأشياء

حين أحتاجك



ها أنا أستعيد طفولتي

وأفجر حولك بالونات ملونة

وأنثر في قلبك وردا وياسمينا

أحرك كفي نحوك

وأستعير كل ما فقدته

حين شعرت صدق احتياجي إليك



ويتكرر نفس المشهد

تترجل سائرا إليها

حاملا مشعلك ،

وباسطا كفيك

ومتخطيا كل حدود الفوضى

تتقافز في عينيك لغة صامتة

وقلب في جوفك لا يستكين

وحين تلقاها لا تجد نفسك سوى

بضعة حروف لا تهدأ

وحد سكين يقطع كل شرايينك

ليصلهابهذي الروح التي تنسلخ منك

وتراودك عن نفسك

وتعطيك كل شيء

وأي شيء

لكنها تمنع عنك نفسك

وتطعم قلبك طعم التوتر

والخوف الدفين



أتأرجح كالنسيم

وأهتف : يا سيدتي

مثقلة روحي بكِ

فحاولي مرة أن تذيقيها طعم التحليق



شمسُكِ تخرج من عيني

وصمتي يرسم عينيك

وبين هذي العيون

أكتب شعري

وأهديه للمطر

وللريح

وللعاشقين الذين يلوحون مثلنا بعيونهم

ولا يعرفون كيف تشرق الشمسُ من عيني

وأرسم بصمتي عينيكِ

فيهتفون : هذا إبداع ، هذا إبداع



خطوتك إليها تتثاقل

لكنها عميقة

تحفر في كل شرايينها

مساحات حنين



تتقافز كل الأفكار برأسك

حتى إذا شممت رائحة عرقها

لا تتذكر شيئا سوى

هذا العبق المنتشر حولك



كأنك بحار

أو فارس

أو طائر

لا تملك وطنا غير عينيها

وعبثا كل محاولاتك أن تستقر.

أو تهدأ ثائرتك



كأنك إليه

وكأنها منك

وكأنكما واحد

وتظل الحقيقة دائما

أنكما عاشقان



وأختم بالرحيق مبسمي

وأظهر للكون تبسمي

وأهبط فأقبل روحها

وأعلو فأقطف أنجمي

فاستريحي على ذراعي

واستكيني بين عيني

اهدأي يا حبيبتي واكتفي

واقطفي هذه الفرحة

من بين رقصة من قلبي

وترنيمة من روحي

ودعوة صادقة أن تنعمي



تطير الأوراق خلف الأحرف

ويظل العمر محفوفا بالفوضى

وصوت الأجراس يفتح كل الاحتمالات

السفر ،

الغياب ،

الحزن

الفوضى

نظل ساكنين لا نتحرك

خلف قطار العمر



أيها العمرُ المثقلُ بالألوان

المأخوذ كلوحة جدارية على صدرنا

تعلو إيقاعا وتهبط صامتة

ويظل التأرجح والزمن يطول

يطول

ثم يقصر ولا نجد شيئا سوى نفس اللحظات

لكنها فارقةفارقة



تزيني أيتها العروسٌ

واحلمي بالمدى الملون

والفقاعات الفارغة

وفساد الأوكسوجين في الماء

ومعادلات معقدة

وسحابات خائفة

وارتبكي

ولملمي كل الأشياء

ستحلمين أنكِ محور الكون

والناس تنتظر ابتسامتك

وحين يحين رقودك الأخير

لن يتوقف حتى الطائر

عن مشاغبة بجعات الماء

وستظل تضحك السماء

وتدور الأرض دورتها المعتادة دون مبالاة



وأحزن كلما سارعت الخطا

واتسعت المسافة

وظل سراب الجدول المنساب في دمنا

ينزف شوقا

وتهادى قارب يحملنا كأنه حلم

ها أنا أستطيع أن أحلم

وأن أصمت

أستطيع أن أصنع من زحفي إليك جسرا غير مهتريء

فنعبر معا

وحين نلتقي نصحو

فلا نبصر غير الذكرى

مرسومةوسط السراب



أي قلب أحمل؟

وهو يهتز كعصفور يهاجر نحو الغيم

ويهبط ليغتبط منقاره وهو يلامس الماء

ويصعد بالسمك إلى قلب الغيم

حتى إذا تعب من السفر والهجرة

نام واستراح فحلم

فطار وحلق

واستيقظ

مجهدا يفكر كيف يهتز حين يهاجر نحو الغيم

ثم يهبط ليغتبط بالماء والسمك

ثم

ثم

ثم

فأي قلب أحمل؟

أي قلب أحمل؟

ليست هناك تعليقات: