الثلاثاء، نوفمبر 16، 2010

الكواري يهدي درع الدوحة للمفكرين والمثقفين العرب

*


* بيان ختامي يدعو لتعزيز العمل الثقافي العربي المشترك
* د فاروق شوشة: ضرورة جمع لغوي ثانٍ للغتنا العربية
* د نبيل علي: نحتاج إلى نهج بيولوجي للنهوض بالثقافة
* د قاسم شعبان: تهميش اللغة العربية تم على يد أبنائها


كتب- مصطفى عبد المنعم :


اختتمت أمس بحضور سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث فعاليات الندوة الدولية الثقافية التي احتضنتها الدوحة عاصمة الثقافة العربية تحت عنوان "المشروع الثقافي العربي بين جدل الغياب وتشتت الحضور" وشهد الجلسة الثالثة والأخيرة عدد كبير من أدباء ومثقفي الوطن العربي وكان بين الحضور الاستاذ محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب العرب ونائب رئيس الاتحاد الدولي للكتاب بالاضافة الى المتحدثين بالجلسة الثالثة وهم الدكتور الشاعر فاروق شوشة والدكتور نبيل علي والدكتور قاسم شعبان وأدار الجلسة الأستاذ موسى زينل.
وشهد ختام الندوة في النهاية حفل تكريم للسادة المشاركين في جلسات الندوة حيث قام سعادة الدكتور الكواري بتسليم درع الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010 وشهادات تقدير الى كل من :
الاستاذ الدكتور جابر عصفور، الاستاذ فاروق شوشة، الاستاذ الدكتور عبد السلام المسدي، الأستاذ الدكتور نبيل علي، الأستاذ الدكتور سليمان عبد المنعم، الأستاذ الدكتور قاسم شعبان، الأستاذ محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب العرب، ومديري الجلسات الاستاذة الدكتورة عائشة يوسف المناعي، الاستاذ الدكتور ابراهيم شهداد والاستاذ موسى زينل.
وبدأت الجلسة الثالثة والتي كانت بعنوان تحديات اللغة ومعوقات المشروع بتقديم من السيد موسى زينل الذي رحب بوزير الثقافة والحضور ثم قدم الشاعر والاذاعي الكبير فاروق شوشة من مصر والذي قدم ورقة تحمل عنوان "ضرورة جمع لغوي ثانٍ" ولكنه سبق الحديث أزمة اللغة العربية بتحية لراعي هذا الملتقى ومصمم الاحتفالية ليصبح صوت الدوحة يدوي في كل مكان وقال ان الحديث عن اللغة حديث ذو شجون والمثير أن الوطن العربي لم يشهد في تاريخه صحوة للحديث عن اللغة بقدر ما شهد في السنوات الأخيرة ولكن بقدر البلاء يكون الحديث.
وبدأ شوشة وصف الازمة بأن الثنائيات أربكتنا وأصبحت في موروثنا الثقافي فدائما نقول الدنيا والاخرة والعلم والدين والنقل والعقل والاسطورة والخيال العلمي في مقابل التفكير العلمي والانشغال بهذه الثنائيات أدى الى هذا التفرق وأخطر الاشياء هو حضور الماضي ليصبح لافتا في قلب الحاضر وعائقا للمستقبل.
وقال شوشة نحن أمام مستويين من الفصحى : مستوى تراثي قديم ومستوى آخر هو الفصحى العصرية التي ننتجها ونبدعها، ولا مفر من أن تكون الفصحى المعاصرة هي اللغة التعليمية، وأشار الى انه من المؤسف أن يبدأ الطلاب في تعلم اللغة العربية بداية من المعلقات والشعر الجاهلي وكأننا نبدأ بالمجهول، لذلك علينا أن نبدأ بشعر هذا العصر وأدب هذا العصر.
وطالب الشاعر فاروق شوشة أن تكون اللغة المستهدفة في تعليم النشء هي اللغة المعاصرة وهذا ليس معناه مقاطعة التراث ، ثم دعا الى تطوير التعليم واستشهد بمقولة "الوارث الرشيد هو الذي يبدأ بإحصاء التركة" ونحن حتى الان لا نعرف حجم تركتنا.
وقدم الاستاذ موسى زينل المتحدث الثاني هو الدكتور نبيل علي مهندس الطيران الذي عشق اللغة العربية والحاسوب، صاحب كمبيوتر صخر ومشروع مقنع الذي نتمنى أن يرى النور.
وبدأ الدكتور نبيل علي حديثه بشكر لدولة قطر وقدم ورقة عن اللغة العربية ومطالب مجتمع المعرفة مشيرا الى أن هناك ثلاثية لصنع مجتمع المعرفة وهي ثنائية التفكير الذي ينبثق عنها تفكير خلاق وتفكير نقدي، وثلاثية العقول والتي ينبثق عنها عقل انساني وعقل آلي وعقل جمعي، ورباعية المعرفة وينبثق عنها علوم صورية وطبيعية وانسانية ومعرفة الفنون.
وأشار الى محور تنمية اللغة وهو الثقافة مؤكدا ان الثقافة لا تقبل التهميش، واننا نحتاج الى نهج بيولوجي للثقافة وأكد على أهمية الاعلام الشعبي والمدونات لافتا إلى أنها البناء الثقافي.
ثم تحدث الدكتور قاسم شعبان الاستاذ بجامعة قطر بورقة عنوانها "حال اللغة العربية منذ الاستعمار الى العولمة" والتي عمد فيها الى تحليل الاوضاع التي مرت بها اللغة بدءا بفترة الاستعمار التي تميزت بالتهميش المتعمد للغة على يد المستعمرين في محاولة للهيمنة السياسية والثقافية على مقدرات الشعوب العربية، ثم يتم تحليل تهميش اللغة على يد أبنائها في عصور الاستقلال والعولمة وعلى السياسات اللغوية والتربية التي أوصلت الحال الى ما هو عليه الان، كما استعرض قاسم الحيوية المستمرة والمتعاظمة للغة العربية والعوامل التي تؤدي الى الحفاظ عليها والابحاث التي تصب في كشف وتحديد تلك العوامل.
وفي ختام كلمات المتحدثين تم فتح باب المداخلات والنقاش بين الحضور والذي لم يقل سخونة عن الجلسات الثلاث التي انعقدت طيلة أيام الندوة وتحدث عقب الجلسة كل من الدكتور جابر عصفور ، والدكتورة عائشة المناعي، والاستاذ محمد سلماوي والسيد عبد الرحيم كافود .
وفي الختام تم قراءة البيان الختامي للندوة والذي احتوى على عدد من التوصيات أهمها: دعم كل المبادرات الرامية الى تعزيز العمل الثقافي المشترك لصياغة مشروع يقوم على التنسيق وحشد الادوار.
دعوة المؤسسات العامة والخاصة لإحياء التراث العربي القديم، والدعوة لإقامة شبكة شراكات عربية بين المؤسسات المعنية بالعمل الثقافي والتركيز على المشروعات القومية الثقافية الكبرى.
وثانيا على صعيد الترجمة: تشجيع كل جهود الترجمة وإنشاء آلية مناسبة للنهوض بالترجمة في العالم العربي.
إنشاء قاعدة بيانات ومعلومات والسعي لإطلاق القائمة الموحدة للكتب المترجمة في أنحاء العالم العربي.
وثالثا للغة العربية: دعم مشروع استطلاع الرأي "انهض بلغتك" الذي ترعاه مؤسسة الفكر العربي تمهيدا لوضع رؤية يشترك في صياغتها أهل الخبرة والتخصص.
جريدة الراية
دعوة المؤسسات المعنية لإيلاء اللغة ما تستحقه من اهتمام والسعي لإنشاء ملتقى سنوي لبحث قضية تراجعها.
إعادة اكتشاف التراث اللغوي وتوظيف الحاسوب لتطوير استخدام العربية.
ورابعا المحتوى العربي على شبكة الانترنت: الانطلاق نحو توجيه المصطلحات العربية والاهتمام بالمحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية.
تشجيع مبادرات غرس القراءة لدى النشء ودعوة الدول لتخصيص جزء من موازنتها لتمويل البحث العلمي وحركة التأليف والنشر.
العمل على تطويع العلوم اللغوية والاهتمام بعلم المصطلح.

ليست هناك تعليقات: