"طيبة"
طه متولي
العواجي
أسيوط
،،،،،،،،،،،،،،،،،
|
قومي اخلعي ثوب الجهالةِ واطرحي
|
|
عنكِ الغشاوةَ والضلالةَ وافرحي
|
|
فغدًا تُزَفُّ إليكِ خيرُ رسالةٍ
|
|
حُمِلَتْ على كفِّ الحبيبِ المُصلحِ
|
|
وتهيَّئي وتجمَّلي وتزيَّني
|
|
فالنورُ آتٍ في ثيابٍ موشَح
|
|
نادي طيورَ الرَّوضِ تعزفْ لحنَها
|
|
يا أرضَ طيبةَ بالسَّعادةِ فاصدَحي
|
|
جاءَ الحبيبُ إليكِ يركضُ خلفه
|
|
أهلُ الضَّلالةِ فاحمِه وتسلَّحي
|
|
تركَ الحبيبَ ديارَه متألِّمًا
|
|
يشكو الأذَى من كلِّ باغٍ مُفْصِح
|
|
سالت بعينيه الدُّموعُ كأنَّها
|
|
نهرٌ جرَى يروي ظِماءَ الأسْفُحِ
|
|
يرنو بعينِ الحزنِ نحو ديارِها
|
|
ويقولُ : مكةُ أنتِ خيرُ الأبطحِ
|
|
اللهُ يعلمُ ما تركتُكِ راغبًا
|
|
لكنَّ أهلكِ أخرجوني ، فاصفحي
|
|
فلأنتِ أفضلُ بقعةٍ وأجلُّها
|
|
والبيتُ فيكِ علامةٌ لا تنمحي
|
|
هاجرتُ منكِ وفي الفؤادِ محبةٌ
|
|
فإذا أتيتكِ فاتحًا لكِ فافتحي
|
|
هذا عليُّ أبو الشجاعةِ نائمٌ
|
|
فوق البساطِ تراه يُشبه ملمحي
|
|
وتجمَّعت بالبابِ هاماتُ العِدَى
|
|
ترجو القضاءَ على الضِّياءِ الأوضَحِ
|
|
نورُ الحبيبِ أضاءَ عند خروجِه
|
|
فطغَى على عينِ الحقودِ الأكسحِ
|
|
خرجَ الحبيبُ ولم يُصَبْ بمذمَّةٍ
|
|
وأخو الجهالةِ واقفٌ لم يلمحِ
|
|
في صحبةِ الصِّديقِ سارَ كأنَّه
|
|
قمرٌ يضيءُ وشمسُ يومٍ مُصبِح
|
|
وبغارِ ثورٍ يفتديه محبَّةً
|
|
أنعمْ به من صاحبٍ لم يَبرحِ
|
|
هذا سُراقةُ جاءَ يركضُ خلفهم
|
|
يرجو الهديَّةَ من كفورٍ مُجْنِحِ
|
|
وتعثَّرَ الفَرَسُ المدجَّجُ في الثَّرَى
|
|
فهَوَى سراقةُ خائبًا لم يُفلحِ
|
|
يا أهلّ طيبةَ للحبيبِ ترقَّبوا
|
|
فوقَ الغصونِ وفي أعالي الأسطحِ
|
|
ها قد بدا نورُ الحبيبِ وصحبُه
|
|
بشراكِ يا أرضَ المدينةِ فاطرحي
|
|
طرق الحبيبُ ديارَ قومِكِ راجيًا
|
|
منكِ الجوارَ محبَّةً لك فامنحي
طه متولي العواجي
|




