الجمعة، يناير 29، 2016

فوضى الحواس...الأديبة رولا حسينات









فوضى الحواس............قصة قصيرة

انزلق وجه النهار على عجل خلف الخناجر السوداء، وقد نزف قرص الشمس وتأبن في ستار الليل، حين امتد سريعا ليسرق الظلال..
سار موكب الجان مشيعا الوجوم وقد قشر الرؤى تلك القناديل المتدلية من صفحة السماء، لتحدق بالأخيلة الذائبة في غيمة الرمال..
تبكي بصمت والريح تعزف فزعة لحن الوداع...
حين اكتهلت مرآة القمر بيتا عتيقا وقد غشيه خيش سميك..
حينما سيق قرص الشمس إلى مقابر قد ارتحل ساكنوها...
ولكن تلك الأرواح المغلّقة عليها القوارير النحاسية بإحكام من رفضت أن ترقد بسلام ..
كان شرطها أن تنام بسلام..
دون أن تبلل أذهانها بلعاب الشهوات..
فقط أن ترقد بدفء في القوارير المملوءة بماء الحياة المقطوفة من قرص الشمس..
ولكنها لم تنم لم ترقد بسلام ..
أخذ ماؤها يتجمد وازكمتها رائحة الجيف ..
وما وراء الجدران المتشققة يتنزه عن الفطرة، ينغرس كأسافين في الوحل.. 
ربما نسوا وربما نسيت شيء ما قد أنساها؟؟
ربما ماؤها المتجمد حولها أو ما أصاخت لسمعه من قرع للطبول أو ذلك النور الذي خبا ساعة النهار؟؟
وقد ماتت عقارب الزمن مشحونة بفوضى الحواس..
حين يموت ناموس الوجود..ينتهي كل شيء..
أما هو فقد أٌقعي وكلبه تعبين يتصفد جبينهما عرقا في النهار، الذي تنوس عينه فلا يبصران المدى..
وكأنهما على قمة بركان كور نفسه على صاحبه، يمسد فراءه وقد أضجره الأنين خاو الجسد وقد فنيت المآكل وعروشها..
ما عادا يستشعران الشبع كذي قبل في الأحلام المتهادنة مع الصبر، ما عاد ذاك الثوب من نسيج الصبر يتسرب إلى ذلك الخواء وقد تصدع من رذاذ صقيع صيفهما..
ما عاد يدفئ الأوصال العارية تلك الأعجاز المتهاوية.. 
ما اخترم نفسيهما واقسما أنها الحقيقة.. تلك العارية التي يملئ نورها الليل، ويقسم أخرى أنه قد رآها متلحفة بردائها الأبيض..
وأخرى وقد امتطت فرسا مجنحا يرتقي وإياها أدراج السماء إلى ما تكاد أعناقهما تصبوان لدلوكه.. حتى تئن فترجع صدى إلى حيث يجثوان في المغارة الملتصقة بتلك الخناجر..
حيث لا تصل أجفانهما الهرمة إلى الأفق، وقد دغدغت الخيوط أهابها الغض أمام هيبة النور ضجت الضلوع بالحنين، لقد استطاع أن يصطاد القليل من الرذاذ الذهبي ويرقده تحت حفنة من التراب، لتتعامد أنواره هازئة من ألوان الكون الباهتة، كشجرة قد تساقطت قصصها المليئة بالأحلام..
لعله الهذيان الذي يحرق جذوره الموؤدة بقيعان ضحلة.. ما يجعله يشتهي الرغبة ثانية؟؟
أشفقته كانت على كلبه المقعي مجوفا كغصن يابس؟؟ فأين هي المؤن وأين هي الطرائد؟
لقد فرغت حقيبة زمانه فما عادت تخبئ في جوفها غيره العدم..وتلك القرية قطعت بزمجرتها كل الفرائض..
أيشاطر الشيطان أم يلتمس من جديد لقيمة من موائد اللئام؟؟ 
تكور على ذكرياته، قرصات عويل النهار والليل سواء، وذاته صوت السوط ينهب جسده ينز عن دماءه التي تقطر ساخنة ، تٌرجع إليه الرجفة مبتورة فلا وقت للآهات والسوط يمزقه..
أي أيام ترجعه أعجف ثانية غير كلها؟.. فقد دعكت قدماه ببئر الظلم..
أيان تراه ميعاد شربهم.. نجاستهم.. لا يكاد يجزم فالقرية رجز على رجز، فقد عاقرته وزنت وإياه واستحالت الفجور فضائل.. إنها الساعة ينزلق جسده في فوضى للحواس، هذي التي استشرت كالجذام.. كمنابت الشر.. يذكر يوم هرب كوميض يجعله متكورا على نفسه، متقلصا ليبتلعه خوفه.. وذاك الوفي يتلو خطاه الواسعة لا يضيع له أثرا كظله بدا..
أتراه يحتمي بمن لا أنياب له ولا مخالب؟ من منا منحته الطبيعة قوى أكثر إيلاما وضراوة ؟؟ يستجدي عطفا ببضع لقيمات.. هو لا يدري كيف نبتت الصداقة بينهما كبذرة انفلقت وشقت الأرض الصلدة!!
كان يحرسه في كوخه الحقير على أعتاب الحدائق الغناء لقصر اللئيم ذي الكرش..
أي معاهدة وثقت بينهما من غير شهود ليتقاسما أن يكونا على الحلوة والمرة؟؟ وما ذاق إلا أقساها، ذاك السوط الأسود لا يخطئه ولا يخطئ أذنيه وهو يتم العد لخمسة، لينهال عليه مقشرا جلده الرقيق..الجلدة تلو الجلدة تهوي تهوي بهذيان، وصوت ذاك الخف الرنان وقد تعلقت قطع الذهب على جنبيه يتضاحك.. أيسعدك أن تحترق أمامي كما الأمس..؟ فليلتهب جسدي بركانا وما أقاسيه بعد؟! وما بالها عيني تقطر بملوحة لاذعة تستفز تلك الأنفاق في جسدي الشمعي.. وكأنه السوط ذاته يفجر فيّ صمتي..
وتلك الأكياس المملوءة بالجواهر تتفاخر أمام كيسي العتيق.. أي شرخ بين الكبر والكبرياء بين الكره والحب؟؟ نطف نزعت منها الرحمة!؟ أم تعمدت بماء غيره ماء الطمأنينة ..
أن ترحم النفس النفس.. ذاك الشعور الذي تتشارك فيه كائنات الأرض على حد سواء أم تراها قد تبللت بأمواه قذرة واستحال طينها لزجا قميئا؟؟ حبلى تلك القرية بالشقاء ما عساه أن يفعل وكؤوسهم ملأى بالحبر الأحمر.. سكارى هم..
ها قد شخت يا قرية البؤس وقد آتت أرضك أكلها.. لما قلبه ينبض إذا حرقة؟؟ أهي تلك الكلمات الخمرة ما جعلته لا يراوح التفكير إلا في سبل العودة ؟؟
"أن الأرواح قد جعلت في قوارير نحاسية... تلك الأرواح موصدة عليها الأبواب وها نحن نتصدر السنين، لقد ملوا من تعاليمها ومن النبوءات.. ما يردونه بسيط المال والجواري والشراب المزيد من المجون.. لا شيء سوى هذا أبه كفر؟؟!
وتنطلق الضحكات كأفاع تلتهم ما تبقى من أنفاس وصوت من هناك يحاجج .."خرافات الأرواح.. ما بالهم والتعاليم وتراسيمها؟؟ والآلهة الطيبة لا تبني القصور.."
لقد تقاسموا إلا يضيعوا قولا أو فعلا وإن فعلوا فعليهم فلتتساقط الحجارة من السماء، ثم هاهم يتصيدون لهو الحياة، فقط تلك الروح العفنة، التي فرت لكنها فرت بلا رذاذ بلا ملحها الذي يمنحها القوة، فما تستطيع أن تكيل لهم بالصاع..
عندما مد بصره فوق أسياده خرَّ قلبه صريعا بين قدميه.. أعين القوم بدت بلا روح زجاجية وحسب وأيديهم متصلبة وتلك الأجساد يسمع لها الخوار.. وما جريرة البلاء إلا ابتلاء وقدره أن يهرول على أربع، إلى حيث يعيش دون عبودية دون رجس، أن يقتات كسرة الحياة والموت سواء.. 
تلك القمصان الملتصقة بجسده قد نزعها وما بها من محن مائعة فما له من صوامع ولا معابد يتبتل فيها في مهج غادرة مشحونة بأرياح عتيقة.. خربة تلك الديار..
ترهل كتفاه وانحنى رأسه من زحم أفكاره والمغارة مشرعة أبوابها للسحب الركام، إذا هي النهاية فلرحمة الله أترانا نصير؟؟
عندما اندلعت النيران في الأرواح وقد تجمد ماؤها، غادرت سجنها وباتت حرة اليوم فلا قضبان..هالها ما رأت فكان أجزل مما قد تصيخه سمعا.. أهكذا يكون العهد القديم والتعاليم والكتاب؟؟ فليحل العذاب والموت بهؤلاء لكل من داست قدماه هذي الرمال، فليحل الموت على من تهب عليه رائحته..
شيء ما جعله يرقد بسلام يغفو محتضنا كلبه وعلى محياه ابتسامة، شيء ما دخل جوفه الصائم وبل ريقه بدفء.. بلذة تثير الحواس تجعله يهيم في الأحلام المكتظة بالألوان.. إنه يكاد يقسم أنه ضمها إليه.. بل توغل نورها إلى جسده.. كان هذا ما تراءى إليه عندما استيقظ بعد حين على غير تلك الفوضى التي كانت فوضى للحواس ..

الأربعاء، يناير 27، 2016

Utopia .. Sabi Radwan ترجمة أ كمال مصطفي جاد






Translated By: Kamal Mustafa Gad

I jump over the waves and arrange a lot of straws that I let my heart fall on in order not to break

His lighting beloved neither breaks like a halo in the night tock nor his arrival stations to the final destination of life

***

I arrange a lot of straws . Then I am trained to loosen rib cage scientifically to avoid any fault in the rectangular medullary or having a serious surgical operation .

***

Then I take my lungs off and throw them behind heavy oxygen that doesn’t leave the the compassionate hand of Allah

This hand you kiss according the effect of playing the obedient and universal lute

To the effect of songs , seas and

Lilacs

***

This is the halo of arenas when the night falls in forests.

***

I arrange a lot of straws on the departure truck

Then I drop my soft soul so it can’t be crashed by the new circumstances or bleeds blood by the fluids thermometer or suffers from pain due to the injectons of the cold cities in a region full of needles and the gunpowder

***

Between two waves

I swim over mounds

I am thrown to a platform by a sudden wreckage

***

In the sea, there are some technical breakdowns .

For a while fishes stop breathing

The lodine departs for the near hospitals

The blood cells gather around the center of gravity.

***

The daylight resists the symptoms of coma .

Despite the trials to survive , I lose the softness of my cartilages to settle around a spot of death .





مقطوعة اليوتوبيا .. صبري رضوان
ترجمة: كمال مصطفى جاد


أقفز فوق الموج

وأرتب قشا كثيرا

كي يسقط قلبي فوقه

ولا يتحطم

لا تتحطم عشيقته المضيئة كهالة في صخرة الليل

لا تتحطم محطات وصوله إلى المرحلة الأخيرة من الحياة

أرتب قشا كثيرا

ثم أتدرب على فك القفص الصدري

بطريقة علمية لا تحدث خللا في النخاع المستطيل

ولا تستدعي جراحة كبرى

ثم أخلع رئتي وألقيها خلف أوكسجين كثيف لم يشأ أن يغادر يد الله اللطيفة

هذه اليد التي نقبلها بحجم العزف على عود الكون المطبع

بحجم الأغنيات وحجم البحار والزنابق

هذه هالة الميادين كلما حل ليل في الغابات

أرتب قشا كثيرا فوق مقطورة الرحيل

ثم ألقي روحي اللينة

فلا يصدمها حديد الظروف

ولا تنزف دم ارتطامها بترمومتر السوائل

ولا يوجعها وخز المدن الباردة

في منطقة آهلة بالإبر والبارود

***

بين موجتين

أسبح فوق تلال

يلقيني العطب المفاجئ إلى رصيف

في البحر ثمة أعطال فنية

لبرهة تتوقف الأسماك عن التنفس

ويرحل اليود إلى المشافي القريبة

وتتجمع كرات دموية حول مركز الجاذبية

يقاوم النهار أعراض الغيبوبة

لكنني

رغم محاولات البقاء

أفقد ليونة غضاريفي

وأستقر

حول بقعة موت

صرير طين..الشاعرة ديمة محمود






صرير طين             

للصّـقيــعِ هـيـبـةٌ وتـفـاصـيلُ

لا يـعـرفُـهـا إلا الـبـطـريـقُ و أنــــا

آنــــئــــذٍ تـعـتـرينـي وَحـشـةٌ  

ورغـبـةٌ بـالتّـنـحّـي والانـطـواء

تــجــمـحُ بــي

فأنـكـمـشُ في زاويـةِ بـيــتِ اللّـبـِن

بــلا أدخـنـة  

لا من قــهـوةٍ ولا من تـبـغ

ولا من مـدفـأةٍ ولا من ذاكــرة

   ****

وحـدهُ الـطّيـنُ الـمُـبْـتَـلُّ

بِـزخّـاتِ عـيـنيَّ

يـنـفـثُ رائـحـتَـه الـحـادّةَ

في حـوافّ أظـافري

.

.

لِـوَهــلةٍ فقط

تُـوشكُ أن تـجـمعَـني

تَـتـوقُ لِــتُــدفـئَـني

لـكـنّهـا تـغـادرُ الـشُّروخَ على عَـجَـل

مـذعـورةً من الـقـشعـريـرةِ والـتـصـحُّـر

الـمُـمـسِـكـيْن بِـتـلابـيـبـي  

وأبـقـى أنـا أَلـُــوكُ الـصـريـرَ

على مَــهْــلٍ وانـفـراد..


خمس دقايق ع الطريق . الشاعر محمد رضا العوضي







خمس دقايق ع الطريق
لبنت 
من أخر حته ف ضلوعي
عيونها.. غيمة ذكريات
هربانه يمكن من معاد ف البرد
لحاله من العياط الفوضوي واليأس
لكنها
كالعادة.. مُبهِج.. بين برائة حلمها
روجها الطفولي
كحلها الدايب ف ريحة عطرها
وأنا.. 
شايل قصيدة من الجبل
خايف عليها من الغرام
تتلف
مجاذيب يا سيدة
بيجروا رجلينا
واحنا..
جينا نرمي الحمل ونولي الفرار
متكلبشين ف المقام
مستنين الاذن
و الطبل.. كرابيج م الزمن ع الجسم
وانا لسه خايب ف العدد للذكر بالاسم
دايب يا سيدة
ضوافري واقعة ولحمي بيسقط
دبلان دموع
خمس دقايق
وأنا.. 
غرقان ف حالة نشوى ف عيونها
هيمان يا سيدة
بفلت عيوني عنها بالعافية

الأحد، يناير 24، 2016

الدم .. كاتشب .. صبري رضوان







عندما تجلس ساعتين أو أكثر
أمام فيلم أكشن
أو فيلم خيال علمي 
ثم تنفعل بمشاهد التدمير
وترغمك طلقات الرصاص علي اعتبار أن جميع القتلي قتلي حقيقة 
ثم تضغط علي زر الريموت 
لتفاجئ عينيك بهؤلاء الذين ماتوا
في لقاء علي الهواء مباشرة
فتأكد أنك طبيعي جدا 
وأنك لم تغب عن الوعي قليلا 
أو لمدة ساعتين وأكثر
تأكد أنك كنت لا تشاهد مدير التصوير 
وهو يظبط الكادر علي بطل الفيلم
وعلي وجوه الأعداء المرعبة
وأن المخرج كان راضيا عن مشهد القبلة الساخنة 
أن الشفتين حقيقتان 
وحركة اللسان حقيقية 
فقط الدم
كاتشب وأن الخراب كان لقطة سريالية
من أطلال مدينة سورية 
بعد 2011

أنشوده فرح.. الشاعرة رشا فؤاد







أنا الواحد المسروق من دفتر الهامش
بهمزة وصل
بحاور الأبجديه ف كلامى مربعات ع الأرض
وكالعاده الوشوش الممدوده من روحى
بتكمل الدايرة نشاذ
النوته مقطوعه جوه الغنى بالسر
كل الموسيقى إتطبقت حجاب للودع
طلع الكمان جوه الوتر باللحن
إندهوا بتهوفن (إنشوده للفرح )
حاسين صوابع عزف الدويتو ف المعجزة
ثورة ف رومانتيكا
آه يا حنيه جوه النغم شيكا بيكا
غاويه رسم موازين الموسيقا بالألوان ف مثلثات الدو
وادى المؤشر الثابت وقارة 
بيبتدى الرقصه بسوناتا
حديث شخصى مع الإله والحرب
تحذير............
اللمبه حمرا والدم مش طاهر
مفيش داعى
لكائنات فضائيه ع الحاله
رصد الغيير المرادى مش صادق
الحدث جى م الباطن دواير خضرا 
بتعد كل التواريخ المرسومه على جغرافيا الأرض 
ف سرقه الآله للوقت اللى فاضل من عمرنا
كى بورد للدهشه اللى خطفانا حتى الموت كتابه شعر

سُبحان من.. الشاعر محمد مجدي






(مفتتح)
سلام الله ..
على الشعر الحقيقى بجد ..
على البنت اللى ما يشبه جمال عينها ..
ف وقت الضحكة أبدا حد ..
وع الخدين ف حين لما بيطرحوا ورد ..
وجون رائع لمصطفى فتحى كان باكورد ..
( السيمفونية الأولى )
سبحان من ..
خلقك موسيقى .. 
تجرى فى عروقى ..
تخلى دمايا ترقص تانجو م النشوة ..
ولما تجن .. 
بترقص شعبى .. 
مهرجانات ..
يا بنت ذوات ..
بحبك .. حب ميساعهوش .. 
كتير لايكات ..
( السيمفونية التانية )
سبحان من ..
خلى القليب الغض ..
يسبح فى رموش عذبة ..
بتشبه نهر ..
وجعلك باقة ..
عشرين جيجا ..
تكفينى .. لآخر الشهر ..
يا أجمل وردة سواها الإله ..
تفتن جميع الخلق .. 
بين كل الورود والزهر ..
( خاتمة )
سبحان من ..
خلقك سحابة ..
تروى عطش الأرض ..
وخلاكى ..
لحاف فايبر .. 
يدفينى ..
فى عز البرد ..

السبت، يناير 23، 2016

في المساء.... الشاعر عبد الغني المخلافي





في المساء..

خذيني
إلى ملجأ عينيك الرحيم..
أنا هذا الوجع المتضخم
والغياب المستبد..
في المساء أصير يتيمًا
تتقاذف بي الأرصفة والمقاهي
مع الغرباء..
أتسلى بالسجائر الرخيصة
وأقداح الشاي المعتقة بالحزن..

أنا والأصدقاء الشعراء السكارى
نفشي بالزلات الحميمة  لبعضنا..
ومع شيء من الكذب الأبيض
وفنتازية الأدب وقِلّته..
ندير الكلام الفاحش في النساء
بجرأة شبقة،
وخيال رومانسي فاضح..
نطلق أحاديثَ خطيرةً 
في أروقة النواميس
والهواء المكهرب، 
لو سجلت بعناية
هي أعمق بكثير مما نكتب.

من ديوان للوجع مكان في عينيه 

نص_غجري... الشاعرة مريم النقادي




نص_غجري
اليوم أستعير فرحة الغجر
ببضعة قروش يرقص القمر
فجعلت حروفي الثمانية والعشرين
مزركشة بكل علامات النحو
وعلى نحو آخر ..
رسمت الخلفيات بألوان الضوء
لا يوجد في النص تورية
الأحرف في ثوب غجرية
والفرحة جسد يهتز
على طبلٍ دق للتو
على صدرها إنتشت النون
وعلى جانبيها أعوًّج الألف
وكل الحروف المتشابهة كالأقراط
مالت في الجو
وفي تمايلها اندهش الحزن
حتى الخرز المطرز في ثوبها ..
إندهش ..
الرقص عجيبٌ كدواء
لكنه علاج لا يدوم
فالغجر مهما رقصوا .. يرحلون
وفي الشتاء
فرصة الأحزان للنمو
لا بأس ..
حرفي يستمتع بالرقص
والنص يزيد غِناء و غناء
اللحن الصاخب في الخلفية
قد زاد بوهج الغجرية
والحرف الراقص على طبلة
يستمتع بتفاصيل بدائية
النص سعيد بالفرح
والحزن سعيدٌ بالسهو !!
#مريم_النقاديÿ

متي تَذوبُ قطْعَةُ الثَّلْج.. الشاعرة غادة عزيز






متي تَذوبُ قطْعَةُ الثَّلْج
وَيَطْلُقُ الماءُ
صَوْتَهُ الحَبيس
لِيخْرُجَ نيسانُ منَ الشّمس
كيْ أَسأَلَ القمرَ 
على لَيْلٍ منْ ليالي السّاهِرين
هو قَمَرٌ واحدٌ يَرِقُّ
حينَ يَكْتَمِلُ الحُلمُ في نفْسى
فَيَنْثُرُ الصّمْتَ منْ مقْبَرَتي،
مِنْ رِحْلَتِهِ في الحَنين ..
أَنتَظِرُ الثَّوْبَةَ على الباب
وروحي جَسَدٌ
أُدَرِّبُها على الغِيَاب
أُدربها على حمْلِ أَلْواني
في متاهاتِ الوُجود ،
في سَماء الغَريب
في ساحَةِ حَرْبٍ تَعْصى الكَلِمات
أَصْواتُها عويلٌ من صَرْخَةِ روحي
تَتْرُكُ جَسَدِيَ عارِياً
مَصْلوباً إلى ميراثِ القُيود
يَحْتَفي بالعَفَنِ الطّاغي
يُنْصِتُ إلى لَعَناتي
ويَرْمي الفَرَحَ على الحُدود ..؟؟
أهْرُبُ منْ سُؤالي ؟ 
أَتْرُكُ للصَّمتِ أَجْوِبَتي
لِأَجْنِحَتِه التي لا تَطير
كَيْ أَنامَ على كلِماتي ..
أَنتَظِرُ المَطَرَ الشّفيف
أنتظرُ لُججَ البَحر
لِأَعْرِفَ كيفَ 
يشْرُبُ القلبُ منَ الماء ..؟؟
ترْصُفُ السماءُ شَواطِئَنا
تُردِّدُ أُدْعِيَةً منْ بَهاء
تُشْعِلُ بهْجةَ البِحار
لِتُعلِّمًني الكتابَةَ والرِّهان
لِتُعلِّمَني في لَحْظَةٍ 
كيْفَ أَمْتطي الرّياح ..؟
لأُرَدِّدَ أُغْنِيةً للمساء....!

الخوف .. الشاعرة هدي عبد القادر





مثلما يبدو الخوف
عاقداً عزمه على التماسك
يضم ركبتيه ويشد جفنيه ويرتجف
اعقد ذراعيّ وانتظر ان تمر اللحظة
تلك التي ارى فيها داخلي
اسمح لنفسي برفع الغطاء الثقيل
لتلدغني الحقيقة بعيونها اللامعة
تنظرني مباشرة دون حقد
دون محبة
ودون رغبة في المغفرة الفعلية
تؤكد لي غبائي ووحدتي
كما تؤكد على استمرار ذلك
اللحظة التي افهم فيها الاشياء البديهية
ولا اريد ذلك
وافهم فيها الاشياء غير العادية
ولا اريد ذلك
ثم الدخول لمنطقة تعليق الامر برمته على مقبض الباب
على حافة الدرج
على طرف التجاهل
المهم تركه هناك علّه يذوب من الشمس
او يتجمد من التعامي عنه
اللحظة نفسها التي انتظرت خوفي
لتأكلني حية وتشبع
جضرت.

لوجه حبيبى .. الشاعرة نبيلة الفولي












وجهى ليس ملصقاً إعلانياً.. 
عن الحب !!
تتنازعه العيون 
فى الأوقات الضائعة 
تمتطى صهوة قطة
تتسلل فى جنح الروح
إلى أقرب دار لعرض الصور العارية !! 
أو اقرب مسرح من مسارح العرائس المتحركة !!
أتعجب .. 
أى متعة تتملكهم 
من هؤلاء الذين يخلعون أرواحهم..
قبل النزول إلى خشبة المسرح
وتسليم خيوطهم.. 
إلى من يجيدون الاختباء.. 
وتحريكهم فى موات !!
فى حكايات رديئة الحكى 
بأجساد سيئة الصنع ؟!
تحسسوا الطرق 
فروحى ليست مدينة للمشردين
فى فقر الحياة 
يشتمون الوجوه المحببة
فيمدون سكين حاجاتهم إلى الصدور
ويقتطعون ما يفيض عن حاجة القلوب !
أو يبحثون عن الفتات فى صفائح جانبية !
أو يتخفون فى ليل الرغبة 
عند سفح لأهرامات 
ما بناها القدماء إلا لحفظ الموتى !!
فيتمسكون بأطراف الظلمة 
خشية الوقوع فى النور !
هم يدمنون سرية العادة !
ويداومون على حفظ أسماء حبيباتهم القديمات 
المنقوشة على جداران الأثر 
بعيون من زجاج
يتمسكون بآخر ما تبقى من حروفهم
قبل إستحالتها إلى رمال !
"يشمونها " قبل السقوط 
من نقوش الذاكرة 
لتعيد الريح تدويرها 
وتوزيعها من جديد
على شوارع المدن الجديدة 
المزدحمة بالعطلات 
و على المارين فى الأوقات الضائعة 
والجالسين على المقاهى 
لاجترار حبات الوجوه الطافية 
على وجوه فناجين القهوة 
يحتسون حبيباتهم على ملل شديد 
لإنفاق وقتهم الفائض عن حاجة الحياة 
ويعيدون تدوين ما إعتادوا حفظه جيداً
فى دفتر القلب !!
تحسسوا الطرق 
فوجهى ليس إلا باباً لمدينة
كل ملصقاتها..
لوجه حبيبى
كل شوارعها..
لبيوت حبييى 
كل طرقاتها..
لخطوات حبيبى 
كل خيوطها..
لحكايات.. فى يد حبيبى 
كل فناجين قهوتها..
لطالعى فى عيون حبييى
تحسسوا الطرق..
فوجهى باب لمدينتى
ومدينتى..
إسمها حبييى.
...
نبيلة الفولى

النقطة والصفر - الشاعرة هالة عثمان





النقطة والصفر -
كنقطة على السطر ليس إلا
اقف بين الموجب والسالب
بين سيولة الهمس في اذني
ومرايا الجليد تحت قدمي
كنقطة ....وليس أهم من النقطة
في البدايات والنهايات
قد تقول بأنها نقطة لاغير
ان كنت على مسافة ست اصفار الى يمينك
فأنت تساوي مليون قبلة
وان كنت على يسارك
ستفقدني حتما
حين تقع في اخطاء حسابية
وانت تعد نبضات قلبك
كالصفر ليس إلا
ولا تستهن ابدا بالصفر
هو كالنقطة اختتم به جملة
او أبدأ به الكلام

ثرثرة ... الشاعر عادل الحراني




ثرثرة ..... "
----------------
إلهُ الجسدِ الجديدِ يعرفُ أنَّ الجنَّةَ أُغْلِقَت
ومع ذلك يدُقُّ على الباب ويُحدثُ جلبة !!
أصمت ياأبله
ولْتَعْلَمَ أنَّ قوانينَ المعبدِ لاتسمحُ بالثرثرةِ الجسديةِ
ليس عليك هنالك إلا أن ترسم هذي الصُّوَرَ بقدر الإمكان
ولاتيأس من جسدك
هذي العمليةُ للتصنيفِ
صمتاً .. نُعلنُ عن بدءِ الحَضْرَةِ
- طابورُ من الأوثان -
راقصةُ المعبدِ تعرفُ أنَّ الأوثانَ هي التجسيدُ الأحمقُ للآلهة
كُلُّ إلهٍ جلس ليصنعَ صورتِهُ الحجرية
وأطلقَها كي تتعدد
في سُلالاتٍ واشكالٍ كثيرةٍ للإنحناءاتِ حتى لايصيبه المَلَلْ
صمتاً أيتها الراقصةُ الأُسطوريةُ
كُنََّا نبحثُ عن إبداعيِّ نحسبُ أنَّه في إيقاعِكِ المُنْتَظِر
لاتحدثي جلبة واكشفي عن جسدِكِ الأيسر
تضحككُ راقصةُ المعبدِ إذ تعرف أنَّ الإبداعيَّ
لايحتويه العُرْيُ ولن يراه أحدٌ في عُرْيِها المُظلِم
صمتاً .. نُعلنُ عن بدءِ الحَضْرَةِ
في سقف المعبدِ بعضُ رسوماتٍ لإله السِّحْرِ عن الأوثان
التي نزعت عنها ملابسها وارتدت نفس الجسدِ
على سبيل ديكتاتوريةِ التوحيدِ ودعوى المساواة
والتي بعد موتِ الجنَّةِ راحت تتناسلُ بالتلقيحِ الرمزيِّ
نحو مزيدٍ من صُوَرٍ أكثر سيريالية
هكذا تؤكدُ آلهةُ الإبداعِ المُذهلِ
أنَّ الفنَّ التشكيليَّ السِّحْريَّ
إجراءٌ لهذا النوعِ من التناسلِ
يعملُ على تفكيكِ الجسدِ الوثنيِّ الوحشيِّ
ويخرجُ به بعيداً عن البداياتِ والنهاياتِ
وذلك ...لمراوغةِ العين
وتعاني آلهةُ الإبداعِ المُذهلِ أنَّ الإبداعيَّ المُنفلتَ
لايعنيه التناسل التكراري المُتغير ترتيباً
لايعنيه السِّحْرُ المُمِلُّ الأزرق
قَدْرَ مايعنيه الفيضُ الأُسطوريُّ المراوغُ
والمستفزُّ للثباتِ المُتعدد -
تقول الآلهةُ الأسطوريةُ
هذا الإبداعيُّ المُنْفلتُ الأبلهُ لا ينحني لسكين الخمرةِ
كيف لهذا الحصانِ الأَسْوَدِ أنَ يمتدَّ صهيلاً
فيما قبل شفاهِ السِّحْرِِ إلى مابعد حروف الأسطورةِ
وهذي العينُ البيضاءُ الوحشيةُ كيف لها تبتلعُ الصُّوَرَ وكُلَّ الألوان
إن تتحركَ تتحركُ كُلُّ الأوثانِ
هذا الإبداعيُّ يكسرُ الفاتريناتِ والمعاني المستقيمةِ
ويرتدى من الإيقاعِ مايشاءُ
هذا الإبداعيُّ لايعنيه بابُ النارِ ولا يَدُقُّ على أبوابِ الجَنَّةِ
هذا الإبداعيُّ المُنفلتُ الأبْلَهُ لابد أن يرى
صمتاً .. نُعلنُ عن بدءِ الحَضْرَةِ
يمتلئُ المعبدُ بالسُّكْرِ ورائحةِ القتلِ الأبيض يمتلئُ
وإلهُ الصُّوَرِ هنالك ينفخُ في الطينِ وينفخُ
ينفخُ ينفخُ ينفخُ
فقَّاعاتٍ تكبرُ تكبرُ تكبرُ
تنفجرُ
والمعبدُ ؟
المعبدُ يمتلئُ بلونِ الحَضْرَةِ لإلهِ الموت
تقولُ راقصةُ المعبدِ ..
مسكينٌ هذا الإبداعيُّ الأعمى
الذي يرى كُلَّ الآلهةِ ولا تراه
وكان الإبداعيُّ خارج المعبدِ
مُنشغلاً بجنونِ الفيضِ الأُسطوريِّ
ويتحسسُ بعينه البيضاء عُرْيَها
فينفتحُ
صمتاً .. نُعلنُ عن بدءِ الحَضْرَةِ
عن بدءِ الرقصةِ
رقصةُ الغناءِ الوحشيةِ
- رقصةُ بدايةِ القَتْل -