الجمعة، أكتوبر 07، 2016

عامر الطيب يكتب : مرايا





#مرايا..
أمام المرآة نفقد لحظة الطفولة.. 
تذوب الدهشة بكوب قهوة
و يطير الورق مثل ريش نعامة..
أنه الزمن الذي يجمع الغرباء بغرفة واحدة 
ويعلق إسم الحلم على مطار بعيد..
يا ربي آه يا ربي..
نحن رجال الخطيئة..
أعدنا إلى السماء..
وأعد كل النساء إلى موطنهن اﻷصلي:- 
ضلوعنا المزروعة بالشبق والنعاس!
■■■
في الغرفة الصغيرة 
ساعة ما كنا هناك 
لم يكن القمر واضحاً
ولم تكن المصابيح مستعدة أن تفتح أفواهها بكلمة..
كانت أنفاسك وحدها تمﻷ العتمة مثل طيور الكركي..
حتى اﻵن لم أفتح نافذةً
وﻻ باباً
خشية أن يدخل الضوء وتهرب أنفاسك!
■■■
الكتاب مثل جدار عازل للضوء..
ونحن كحمامتين معلقتين على سعفة نخيل يابسة..
كل كلمة تخرج وتدخل مثل كرة صغيرة..
"لنفتح صفحةً جديدةً "!
بين فترة وأخرى حتى إنتبهنا مؤخراً أمام كتاب فارغ..
وصفحات لم يتبق منها سوى دخان يرتطم بجدار عازل وحمامتين!
■■■
لم يكن الشاعر كوافيراً ماهراً وﻻ عازفاً جوالاً وﻻ بائع كنافة..
أنه فقط ذلك الميت الذي عثر على نفسه بعد أن تعثرت عيناه بعيني إمرأة خارجة عن المألوف..
إشتهته الطعنة 
و تسرب الدم لمفرداته المكهربة
فجمع كل خﻻياه وقال:-
"أنا سيد النسيان وعبد الذاكرة..
ممنوع من الصرف..
و مصنوع للبحر والحبيية وخنجر الخاصرة!
■■■

ليست هناك تعليقات: