السبت، يناير 17، 2015

ثلاث قصائد للشاعر عادل الحراني







إنِّي أسلمتُ الدرعَ هنالك قبل دخولي
وتركتُ قميصي من دُبُرٍ عن قصدٍ ....
ولأني لم أُلق بخمري فـ امرأةٍ لا تسكر
ظَلَّت كلُّ الحاناتِ تراودُني
وشربتُ عشرين زُليخة
وأنا لا أعرفُ فـ التأويل ولا التفسير
وتركتهم يبحثون عن ذئبٍ ليس بريئاً من دمي
ولستُ بريئاً من قتلِه
وحين وصلتُ إلى السماءِ العاشرةِ التي فوق الأرضِ الاخيرة
رأيتُ ساحرةً تُلقي بخورَها فـ النار فتشتعلُ الأبالسةُ التي تسجد
فأكلتُ امرأةً في حجمِ التفاحةِ
وهبطتُ إلى الأرضِ الأولى
فـ اتجاهِ العُري الأَسْود
حيث لا سماء
فاتحاً قميصي من دُبُرٍ عن قصدٍ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين صار جسدي مطرقةً فوق جسدك
كنت أحفرُ ببطءٍٍ كي أتلذذَ بالإختراق
وتركتُ السماءَ تقتربُ لتوشوشَ أذنيك
بأن آلهةَ الحربِ لا توافقُ على الهُدنة
فاارفعي رايتَكِ الحمراء ..
هي الحربُ حين تستدعي طفلاً
لاتُجدي معها الحروف
ولا الأعداد
ولا الأفكارُ الرومانتيكيةُ المُعلبة
في توصيف فخذين لـ امرأةٍ بأنهما وطن
أو أنهما هذا البحر الذي إذ ينفتحُ يصيرُ ماءين
أو أنهما حرف الـ واو
بين الـ اَلِفْ
والـ هاء
أو أنهما هذا العُرْي
الذي يدفعُ على الخطيئةِ عند العامة
وعند العارفين يصيرُ كشفاً
هذي الحربُ ........
لا يُجدي معها ثباتُ المشهدـــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 فنجانٌ قهوةٍ ... مقلوب "

في فنجانِ قهوتي
صُوَرٌ كثيرة
بعضُها يأكلُ السُّكَّر
وبعضُها سادة
وبعضُها يأكلُ القُبل
ويرسمُ فوق جدارِ الفنجان
لوحةً تشكيليةً
تقول خطوطُها إنني لاأكتبُ بشكلٍ جيد
ولاأجيدُ الرقصَ
أو الغناء 
أو العزف
وأنني أَبْلَه كثيرُ الأسئلة
سوف أموتُ عند منتصف القرن الحادي والعشرين
أثناء الحرب على الكراسي
التي ستلتفُّ حول المائدة
...
هذه الصُّورةُ
تخرجُ من فُستانِها الأسْود
وتصُبُّ الليلَ على جسدي
هي صورةُ بدون ترقيم
لـ امرأةٍ لاترتشفُ قُبلاتي
و لاأبحثُ عنها
تأتيني دائماً حيث لاظل لي
ذلك اثناء الحرب
وحين أُعلن أنني ثورىٌ
كي تزدادَ قناعاتي بأنني أملكُ صفةَ التمرد
...
الصورةُ التالتة 
تفتحُ عينيها الزُّجاجيتين
تنامُ إلى جِواري 
وأبداً لاتقترب
هي فقط تقول لي
إنها لاترى العالم
كما يريدُ لها أن تراه
لكن عيني تقفزُ فـ الفنجانِ
وأدخلُ تحت لباسِها الأسود
أُراقصُها
حتى تراني
فتضحكُ
حينما أكتشفُ أنني لم أكن ابداً أراها
...
الصورةُ الخامسة
تصعدُ دخاناً
يلتفُّ حول عيني
تقول لي
صباحُ التكرار والمَلَلْ
والبداياتِ النهايات
والإتكاءِ على العِلَلْ
ثم تدفع بي 
نحو الصورةِ الرابعة
التي تمدُّ حبلاً فـ الفنجان
وتدعو كلَّ الصُّوَرِ إلى حرفِ الـ " ن "
...
يزدادُ المشهدُ تألقاً
لمجئِ الصورةِ السابعة
وهي تفتحُ فخذيها للهزائم 
وانحسارِ القهوةِ فـ الفنجان
حتى النصف
...
الصورةُ السادسة
تتسلقُ جدارَ الفنجان
والمرأةٌ ذاتُ الخمسة أثداء
تدعوني
للخروجِ عن النَّصِّ النسائيِّ القديم
وتؤكدُّ أن اللوحةَ التشكيليةَ 
التي رسمتُها عبر عشرين سنة 
مليئةً بالنساءِ العاهرات
وأنصافِ الحروبِ
والثوراتِ العرجاء
ونشراتِ الأخبارِ
والتاريخِ ذو العين الواحدة
لكن الصورةَ الثامنة
تعترضُ على هذه الثرثرة
وتتشبثُ بقميصي
الذي يتمزق
فتسقطُ في قاعِ الفنجان
وتقطعُ حبلاً للصعودِ يمتد لها من الأفكار المُعَلَّبة
مُعلنةً أن العالمَ يدعو على السخرية
طالما انه قابلٌ للتأويل باستمرار
...
أنا الآن
خارج الفنجان
والصورةُ التاسعة
تضعُ لي
مزيداً من السُّكَّر
ودعوةً لحضورِ حفلةَ حبٍ تنكُّريَّة
وأزمنةٍ لم أعشِها على الإطلاق
فقط قرأتُها فـ الكُتب
...
الصورةُ الثانيةُ بعد العاشرة
- حيث العقربان فوق بعضهما -
تحاول إنقاذ
باقي الصور
بالتناسل الوهميْ
قَبْلَ أن ينغلقَ المشهد
...
تتحركُ الصُّوَرُ
تتزاحمُ
يدفعُ بعضُها بعضاً
ينقلبُ الفنجانُ
فتنسابُ الصُّوَر
- كولاجيةً -
لترسمَ بُقعةً سوداء .....

ليست هناك تعليقات: