السبت، سبتمبر 06، 2014

نَمْلٌ يَنْتَظِرُ إشارةً عَسْكَرِيَّةً. .. للشاعر هشام الصباحي




نَمْلٌ يَنْتَظِرُ إشارةً عَسْكَرِيَّةً
**********
ظافرًا بالجثثِ الطَّازجةِ
يَخْطُو وَاثِقًا نَحْوَ مُسْتَقْبِلٍ مُلَوَّثٍ
يُحنطُ أحلامَ الرَّعِيَّةِ
يَحُثُّ سَائِقى
عربات النقلِ الثقيلةَ
على سرعةِ نقلِ القمامةِ إلى أَطرافِ الْمَدِينَةِ
كَانَ يَقِيسُ النّهارَ بِعَدَدِ الْموتى
كُلُّ نَعْشٍ كان يَحْمِلُ ثَوَرَتَهُ فى دَاخلهِ
فَكّرَ فى طَرِيقَةٍ تبدو وَطَنِيَّةً
يَضَعُ بِهَا قواتٍ عَسْكَرِيَّةً عَلَى الْقُبُورِ
خوفاً من عَوْدَةِ الشّهداءِ
مُبْتَسِمًا أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ
أَجلسُ جِوَارَ اللهِ
أَنْتَظِرُ اِنْتِهاءَ الْقِتْلِ العشوائى
بَدَأتُ فى إِعادَةِ خلق كُلّ الْأَشْيَاءِ
التى يقعُ عَلَيهَا نظرى
ركّبتُ لِلبيوتِ أَجنحةً
تَطيرُ بِسَاكِنِيِهَا إلى بِلادٍ أُخْرَى
حَوّلتُ الْعَرَبَاتِ
إلى صخورٍ ثابتةٍ
ثَمَّ شكّلتَها قبورًا بِنوافذَ
منعتُ اللَّيْلَ مَنِ المجيِ
حتى أنتهى من قراءةِ التاريخ
جهرًا على العبيدِ
تَجمّعَ تَحْتَ منزلى
كَثِيرٌ منَ النَّمْلِ
فى اِنْتِظارِ إشارَةٍ عَسْكَرِيَّةٍ
لِبَدْءِ مَعْرَكَةٍجَدِيدَةٍ

ليست هناك تعليقات: