الثلاثاء، سبتمبر 30، 2014

الشاعر أمجد ريان يكتب :- تسبقنى الغربة دائماً إلى البيت




تسبقنى الغربة دائماً إلى البيت 
ساعة حائط ويافطة مضيئة وصوت مغنية أجنبية
..
رجل واقف يرش سيارته بالماء
وفى الأفق : النافذة الرومانسية ذات الستائر الشفافة ، وتأتى صبية حالمة ، تنظر للحظة ثم تغيب فى الداخل .
ليست الشوارع إلا متاهات
ولكن فى أى وقت ، يمكن أن يحدث أى شىء :
هل الزمن دائرى أم أنه يسير فى خط مستقيم ؟
أضغط بالمكواة على صدر القميص
منتظراً لحظة النطق بالافراج عن علاء عبد الفتاح .
عندما تتراص مئات النوافذ الصغيرة المربعة : مضيئة ومظلمة ونصف مضيئة ، أحس بالشجن الآدمى الذى يتوهج خلفها .
بينما "فتافيت" من السندوتش الذى بيدى تسقط بين أزرار الكيبورد فأحاول إخراجها :
الوطن على الحافة ،
وإذا اكتمل الشىء نقص .
كنت مع محمد عبد الباسط على حافة النافورة عندما مرت هذه السائحة التى تشبه القطة لتبتسم لنا ، وتشير ، وترسل القبلات فى الهواء ، فتهتز ضفيرتاها الذهبيتان وهى تعدو ، حتى اختفت تحت شرفة الكريستال .
قام شاب اسمه فرج ، صباح اليوم ، بشنق نفسه فوق لوحة الإعلانات
تسبقنى الغربة دائماً إلى البيت
وأحس دائماً كأن الشبابيك تتساقط .
عمارات قديمة ضخمة ، على واجهاتها عشرات اللافتات الباهتة لمكاتب المحامين والأطباء ، وأنا أفرد ذراعىّ ، وأدور مثل مروحة السقف

ليست هناك تعليقات: