الجمعة، أغسطس 08، 2014

غادة هيكل تكتب .... صوفيا




أيتها الأرض أنتِ مثل صوفيا، رطبة لينة، تنبتين الزرع الأخضر، وصوفيا تنبت حياة.
صوفيا نصف قديسة، عندما يمتزج طينك بروح صوفيا، كونى رطبة لينة، لا تبخلي عليها من أُنسك وهمسك .
عبثية هى الحياة، حملت صوفيا من بين بين، من حياة إلى شرنقة لا تمتلك فيها سوى جسد يتعذب، وقلب يدق بحياة خافتة كضوء قنديل يتناقص زيته، فصار يحرق فتلاته رويدا.
صوفيا حملت خطايا وذنوب جمالها إلى منفى الرب بعيدا عن أعين الصياد، صوفيا يا أنا .
يا أمل النساء، يا طهر الأرض، ونبع الماء، يتدفق من أعلى، من سمائك أنتِ وحدك،
من فيض روحك الصاعدة تبحث عن خلاصها من ذنوب البشر، من علات الجسد الذي يباغتك بشهوة .
أنتِ الآن فوق الأرض لا تحتها، روحك تنادى البشر أن أطلقوا العنان للأرواح كى تتجلى، أن تبوح بسرها الأعلى، سر الجمال الأوحد، كينونة النفس التى خلقها الرب ولوثها البشر.
صوفيا امتلكت أدوات طهرها ،هناك فى صحراء جرداء، فركت ما بين كفيها عرقا أنبت خضرا، أتاها الطير ليرتوي، والحيوان.
ابتهالاتها اخترقت جدران الكون
نداءات ساقتني إليك أيتها القديسة، وكيف تركتِ نصفك بشريا ليحدثني.
أنا الغائب عن دنيا البراءة، ونفسي تتوق
أنا الأسير لذاك الهوى والنفس عليلة
أنا الباغي على روحي الثكلى وكيف الهروب
صوفيا، أما زلت غريبا فى دارك، فى روحك، فى هواكِ
فليكن عشقي قربانا
وليكن تعبدي في محرابك هجرانا للخطيئة
وليكن بوحي لك خادما مطيعا
كفاني من وجودك طلة بشرية
وكفاك من وجودي عاشق متعبدا.
غادة هيكل/ مصر

ليست هناك تعليقات: