السبت، يوليو 12، 2014

سينُ السلام قصيدة للشاعر / السيد الجزايرلي




سينُ السلام
                      السيد الجزايرلي
هل روَّضَ الزيتونُ 
غصناً واحداً
وبقيَّةُ الأغصانِ فرَّتْ
يومَ أن فلتَ الزِّمامْ؟
أم أنَّ سينَ السلمِ لاقتْ
حتفها
فتغيَّرَ المعنى
وجفَّ الصدقُ في غصنِ
السلامْ؟!
خدعوكَ يا ابن الأرضِ
كي تحيا غريباً
فوقَ أرضكَ
بين أهلكَ
أو تهاجرَ مثلَ أسرابِ الحمامْ
كانتْ تراتيلُ السلامِ خرافةً
وخرافةً
كانت وصايا الأنبياءِ
لمن أرادوا السلمَ عشباً
لا يجفُّ من الدماءْ
فاقرأْ كتابَكَ
يا شقيَّاً
قد أتاهُ الوحيُ كِذْباً
في الخفاءْ
ودَّعْ ضُحاكَ بدمعةٍ
ودَعِ التمسُّحَ في قبورِ الأولياءْ
من قال إن الأرضَ إن ضاعتْ
ستأتي بالدعاء؟
خدعوكَ يا ابن الأرضِ
واستولوا على كلِّ الخرائطِ
في الزحامْ
تركوكَ في ليلِ المخيَّمِ
جائعاً
ترشو أنينَ الجوعِ
بالصبر المقدَّسِ
وافتعالكَ للصيامْ
رسموكَ في ليلِ المخيَّمِ
نجمةً
باعتْ خيوطَ الضوءِ
واستلقتْ على كَتِفِ الظلامْ
صبُّوكَ في ليلِ المخيَّمِ
كأسَ خمرٍ
كي تغيبَ ولا تنامْ
كانت تراتيلُ السلامِ غوايةً
وغوايةً
كان السلامْ
فاسألْ يقينكَ أولاً:
هل كان صوتُكَ عارياً
حين اتَّكأتَ على الجدارْ؟
هل ظلَّ من كُرْهِ المقدَّسِ
للمدنَّسِ
غير تحريضِ الرياحِ
على الغبارْ؟
قد نحرسُ الألمَ المخبَّأَ في الصدورِ
لكي يكونَ الفجرُ خبزاً
للنهارْ
ولكي يكونَ الخبزُ زاداً
للصغارْ
لكنَّ قلبَ الليلِ أعمتْه الخرافةُ
والغوايةُ
حرَّضتْ كلَّ الطيورِ
على الفرارْ
والسينُ ـ أوَّلُ آيةٍ في السلمِ ـ
لاقتْ حتفها،
فتعوَّذتْ منها الحروفُ
وشيَّدَ الطوفانُ قبراً
للمعاني الكاذبةْ
لم يبقَ من معنى السلامِ
سوى الشعارْ
أطلالُ غصنٍ يابسٍ
ويمامةٌ
قد هدَّها طولُ الحصارْ.

ليست هناك تعليقات: