الأحد، مارس 09، 2014

القاصة غادة هيكل في حوار للمدونة .المرأة تنال حقوقها علي الورق وفي الإعلام فقط

استكمالا لسلسلة الحوارات التي تجريها المدونة مع جيل من المبدعين تحاور المدونة القاصة غادة هيكل لنتعرف سيرتها الذاتية ورأيها في العديد من القضايا الفكرية و الابداعية
ومناقشة موقفها كمبدعة من بعض الابداعات المطروحة علي الساحة . للقاصة مجموعة قصصية بعنوان " لهن أحكي " والصادرة عن مركز عماد على قطرى مسابقة الاصدار الاول

السبرة الذاتية
الاسم : ( غادة هيكل )
المؤهل : ليسانس اداب قسم تاريخ 1996 دبلوم عام فى التربية وعلم النفس دبلوم خاص فى التربية وعلم النفس 1998
السن : 39
العنوان : مصر / القليوبية / شبين القناطر
الخبرات : باحث اكاديمى / استانفورد كوليدج مصر : عضو بجمعية شمس النيل لعلوم الاهرام : صحفية بجريدة عين الشعب حاصلة على عدة جوائز فى القصة القصيرة والمقال مركز اول فى مسابقة صلاح هلال
ااشتركت بأعمال فى القصة القصيرة والقصيرة جدا كتاب ابداع وروائع وقمم تبع حزب الدستور وكتاب لدار نشر حواديت وقصص عربية قصيرة جدا واهمها مجموعتى القصصية القصيرة جدا تبع مركز عماد على قطرى وهى تحت الطبع



  • كيف بدات علاقتك بكتابة القصة ؟



  • نشرت فى عديد من الجرائد اخبار اليوم واخبار الادب وعين الشعب ومجلة العربى وعديد من المواقع الاليكترونية

    بدأت فعليا منذ سنتين هنا على الفيس بوك

    بشكل مكثف

    سواء فى الكتابة او النشر
  • هل كان الفيس بوك هو الملهم الاول لكتابة القصة ؟

  • لا طبعا عندى العديد من الكتابات المدفونة بين الصفحات ولكن لم تخرج الا هنا



    كما تعلم المرأة محدودة الحركة والفيس اتاح لها حرية اكبر




  • وهل تري ان ابداعات الفيس هي ابداعات حقيقية ؟




  • هى مرحلة متأرجحة بين الافتراض والحقيقة ولكنها تساعد الموهوبين على تنمية موهبتهم وتفتح لهم آفاق معرفة وطرق جديدة للتواصل مع الواقع بشكل ميسر




  • الا ترين معي ان الفيس اصبح مكانا لنشر ابداعات غثة وملئ بالمجاملات ؟




  • معك حق المجاملات تفسد الكثير وتطغى على المبدعين الحقيقين ولكن كما ترى الابداع الحقيقى يجد له أرضا حقيقية خارج الفيس ويظل هنا الغث فقط




  • هل لجأ المبدعون الي الفيس لغياب دور قصور الثقافة ؟




  • لفساد دور الثقافة وليس لغيابها فهى الحاضر الغائب




  • ما معني فساد المؤسسة الثقافية ؟




  • القائمين عليها يغيب عنهم دورهم الحقيقى فى اظهار الابداع يحكمهم فى ذلك اشياء كثيرة منها المجاملات كما ذكرت أو الشللية او الناحية المادية




  • هل فكرتي في النشر الاقليمي ؟




  • حتى الان لم اسأل ولا أعرف طريقه


  • ما رايك في المشهد الثقافي في مصر عقب ثورتين متواليين ؟
  • اصابته تخمة المادة كبيرة جدا والمكتوب عنها كثير جدا والقارئ غير موجود

  • بالاضافة الى غياب الدور الثقافى الحقيقى

    للمؤسسات والهيئات

    والاجتهادات الفردية حلقة مفرغة من الانشاد والاستماع والتهليل
  • ما رأيك في قصيدة النثر ؟
    يظل الشعر العمودى له رونق خاص مهما تعددت التسميات تربينا على الانصات والتذوق وهذا عامل يفتقده الشباب الان
ولكن سواء كان الشعر الحر او التفعيلة او العامى او قصيدة النثر فالأثر لمن له تأثير على اذن المستمع وتفاعله معه

هل لذلم فسدت الذائقة الأدبية في السنوات الأخيرة ؟

من يقرأ التاريخ جيدا فى مصر يعرف أن فيها الكلمة الجميلة تسير جنبا الى جنب مع الكلمة المهترئة لأن الشعب المصرى طبقات عدة وله العديد من الأمزجة ولكن الكل يتفق على أن صوت أم كلثوم مثلا لن يتكرر



فى زمنها ظهرت العديد من الاغنيات الشعبية البسيطة



ولكن الان اتفق معك أن الذائقة اختلفت كثيرا وتدهورت كثيرا

ومع ذلك يظهر صوت جميل يجذب كل الطبقات وننسى معه كل هذا الغث

ما رأيك في المؤتمرات الأدبية التي تقيمها الثقافة في الاقاليم ؟

نوع من الحراك القائم على مجهود العاملين فيها وليس عن خطة شاملة ولهذا ينقصها الإهتمام الاعلامى واظهار المبدعين بما يليق بهم ولكنه شئ طيب

في يوم المراة ... هل تشعرين ان المراة تنال حقها كالرجل في مصر ؟
لها كل الحقوق على الورق وفى الاعلام وان نفذتها على ارض الواقع يبدأ الكلام واللوم....هى تلام على تقصيرها فى البيت ان خرجت للعمل وتلام على تدخلها فى السياسة ان طالبت بحق وتلام على خروجها فى المظاهرات ان لم تتماشى مع الرأى المطلوب وتلام على حضورها الندوات ان تأخرت.....قد يأتى اللوم من البيت سواء زوج او اب وقد يأتى من الزملاء وقد ياتى من المجتمع فى الطريقالمراة سايرة بيتها وزوجها والرجالاسيرة
من ابداعات القاصة غادة هيكل
إضافة تسمية توضيحية
أنا وأنت ***** ينفث دخان سيجارته فى الهواء، تتكون سحابات كثيفة يراوغها فيحرك فيها شريط الذكريات ، هنا كنت أغازل الشمس فى الصباح، فأكون عقدا من الحروف تنسج لى أحلى الكلمات ،وفي الليل أعقد من خيوط القمر ألوان قوس قزح فأرسم أعظم اللوحات ، وهنا أحببت ألف أمرأة ركعن لى بلا حياء،والأن هن هناك وأنا هنا ، أرسمهن في خيوط عرائسي ، أحادثهن في أركان لمسنها فتركن آثار أظافرهن فيها ، على هذا الجدار ترقد الشقراء ابنة العشرين عاما وأنا كما أنا ابن الثلاثين ،هههههههه! ألم أزل شابا نعم : ينظر إلى المرآة بجوار الطاولة التى أصبحت سكنه الدائم، وكرسيه الهزاز، وقطته الأليفة التى تحتضن أنامله كلما غدا أو راح، يلفظها فتعود : أنت فقط من تعودين..! لماذا تعودين ؟ فلترحلي مثلهن، فقد رأيت كيف تركنني بلا مسحة أسف على وجوهن الملونة ! أواه عليهن من غادرات خائنات نهلن من حرفي، ورسمنني على صدورهن وشم ملاك حتى اكتفين .وصنعت لهن أسماء، الآن هن الملكات ، وكن جوارى منذ زمن ليس ببعيد.
هل تذكرين تلك السمراء ،كم أحببت نظرة عيونها، كقطة برية متمنعة مراوغة ممشوقة القوام ألا يعجبك ما أقول ؟ نعم أحببتها كمثلهن جميعا، فكل واحدة سكنت قلمى ورقصت فوق سنونه، وتربعت على لوحاتي ونقشتها بألوانى، ورسمتها جنية شقراء أو سمراء ذات مجون أو ذات حياء ، كلهن وقفن أمامى عاريات ، وكلهن أحببتهن سواء . إلا هى : لم تكن مثلهن بل كانت كلهن . ينفث دخان سيجارته بعنف ، يعلو صدره ويهبط ، وفجأة يقوم من مجلسه، يترك محاورته الأليفة فى غضب ، يدلف إلى حجرة مكتبه ، يعبث بالأشياء المبعثرة ، يصادف كفه عش عنكبوت تسلل بين الأتربة ونسج خيوطه ، يرميه بقوة ، تعانده الأتربة المتراكمة ، لم يعد صدره يحتمل ، ينتابه سعال مفاجئ ، يحاول كتمانه، ولكن لماذا لم تعد هنا ، لكى أخاف من علو صوتى وهذيانى بكلمات ألعن فيها سعالي ! كانت تقترب منى فى هدوء، تحتضنى بقوة ويداها تدلكان صدري المفتور، فتسكن كل جوارحي، حتى ذكراها تريحنى يا لها من فوضى عبثت بي بعد رحيلها! ها هى صورتها الوحيدة التى تركتها لى بعد عناء ورجاء ، كانت تخشى مني، لا تثق فيّ حتى ركعت بين قدميها، وأقسمت لها ألا يراها أحد . يعود إلى طاولته، يرمى بجسده فوق كرسيه الهزاز وهى ترقبه وتتمسح برجليه تشب لتراها. يبتسم لها، ها هى، نعم.. هى سمراء رهيفة القلب، مليحة العينين، عذبة الصوت، رقيقة الملمس ، طلبت أن أرسمها فرفضت قالت:أنا طيف لن تراه إلا فى منامك . صدقت.. فهى الآن طيف أراه فى سحابة دخان لا تنتهي ،رسم الحزن على ملامحه سحابة كآبة لم تحتملها رفيقته فهربت بعيدا، وغاص هو في دخانها مغمض العينين ليلتقى بمحبوته في القطار . في مقصورة القطار تلاقت عيونهما ، ابتسامة ضيافة ثقيلة ، يتأفف لأن رفيقته سيدة تخفى وجهها فلن تكون سفريته مريحة. اتخذ كل منهما جهة مقابلة بجوار الشباك ، خلعت معطفها وكشفت عن وجهها ، فلم يتمالك نفسه، أصدر صوتا لم يخفه إلا وضع يده على فيه ، صعق لرؤية هذا الجمال المصرى الأصيل، فكم من امرأة عرف.. وكم من جمال سطر حسنه ورسم حلاوته ، ولكنها ليست مثلهن ، جمالها طبيعى لم تلوثه صبغات الألوان ، شفاه بضة بلون الفراولة الناضجة ، وعيون عسلية تشعان بهجة ،يبرز منها لؤلؤتان بحجم مجرة صغيرة، تتنهدان صعودا وهبوطا مع حركات القطار السريع، يزيدانه لهفة للمسهما فى صومعته الخاصة ، يا لها من لوحة ربانية !ويا لك من ماجن تحب العبث بالجمال ؟! لم يكن اللقاء صدفة تحادث نفسها ، أنت يا من تركع لك النساء، ويحطن بقلمك فيراقصهن كعرائس المولد ،أيها المغتر بنفسك ،وبفرشاتك وألوانك ، هل تفكر الآن كيف تمتلكني ، كيف ترسمني ، أم كيف تمارس العشق معى؟ تنظر إليه وينظر إليها، كل منهما يتيه ويعود ..في لحظة ما فقد كل منهما صبره وتعالت الكلمات فوق الشفاة الصامتة كالبركان ، هو: من أنت؟ هى :أنت الكاتب المشهور ..... ـ نعم أنا هو ـ وأنا واحدة من المتيمان بقلمك . يضحك ساخرا :الآن سهلت المهمة علي ، ستقترب أكثر ذئب يصطاد ضحيته، وضحية تحيك شباكها بقوة . تجاذبا أطراف الحديث فسكن كل منهما للآخر، ووجد فيه ضالته ،انطلقا إلى صومعته . وهنا عاد إلى دخان سيجارته من جديد ، ونظراته تتجول بالمكان ، هنا جلست وهنا وقفت وهناك وضعت يدها حول خصري تداعب أذني بلمستها البرية المتوحشة وتهمس لى كم تحبنى؟ وتعلو ضحكاتها ، وبسرعة تجيب :أعرف أني واحدة أخرى فى دفتر مواعيدك . لماذا صمت وانعقد لساني ؟ لماذا لم أتمسك بها ؟ وما تلك الضحكة المنفرة التى أطلقتها عجبا وتيها بقولها. لا لم تكن واحدة منهن.. لم تكن أبدا مثلهن ، لم تعبث بدفاتري لتنتقي أحلى العبارات وتتزين بها في محافل الكُتّاب ! لم تسكرني بخمر شفتيها لأكتب لها قصائد حب تذيلها باسمها وتتغني بها ! لم تحفر اسمي موشوما على صدرها كما فعلن ، لم أرسمها بفرشاتى لوحة عارية من أخمص قدميها إلى أطراف شعرها ! لم ترهقنى بأسئلة العشق الفاجر، لتخفي عنى حقيقة عطشها للشهرة ! لم تكن يوما مثلهن . واليوم أنا هنا ..فأين هى؟ إنها في أحضان حب زائف، لا يملك منها سوى جسد لا تملكه هى الأخرى بل امتلكته أنا! في ثوب عار كم تمنت أن تمزقه أمامي إن أنا أردت ، في حضرة قلب لا يعرف كم تهواني ، وكم كتمت هواها لعبثي ومجوني وفظاظتي الآن هى هناك، وأنا هنا معك أيتها الأليفة الصماء، وسحابات دخان، وكرسي هزاز، وسكون الليل الموحش ، أنا وأنت .

ليست هناك تعليقات: