السبت، مارس 15، 2014

صحراء قاحلة ... قصة للأديب لمحمد لطيف


صحراء قاحلة
هكذا يمكن للواحد ان يبدأ نصا فشل كثيرا فى انهاءه ، مترامية وموغلة ، هى الصحراء ، وابى ينخسها بعصاته ، ثم يردف ، عليك ان تؤمن فأنت حر
اتذكر تلك الحالة جيدا ، الفرافرة وصهد الصيف الخانق والواحة ولت بعيدا ، وابى ، شيخ البدو الطاعن يعلّم ولده الذى حتى قبل ان ينفق الأب هربا من سهول الصحارى وقحلها الى غابات الريف وتشعباته ، عليك ان تؤمن فأنت حر ، كان للمفردات طعما غريبا أنذاك ، ربما لجهل الواحد ساعتها بالأيمان او الحرية ، رغم انى بت مقتنعا بعدم جدوى الايمان خصوصا اذا كان الواحد عبدا ، ليس عبدا فحسب بل عبدا ذليلا ايضا ، تعنى الحرية ان تختار ، وان تتحمل نتيجة اختياراتك ، فمن منا يختار ان ينام او لا ينام ، معدل ثمان ساعات يوميا يتنازل عنها الواحد هكذا ببساطة لسلطان النوم والغطيط ، اى حرية تلك ، ام هى العبودية والاذلال ، فانت تجبر على ان تأكل وتشرب وتمارس حياة قميئة بمفردات لاتقل قمائتة عنها ، اننا عبيد لتك الحالة ، حالة الاحتياج المزمن للطعام والشراب ودخول الحمام ، عبيد الحمامات نحن ، نلجئ اليها حينما تزنقنا الحاجة .
عليك ان تؤمن فأنت حر ، يلقيها بدويا لايعلم معنى السكينة ، فى ترحال مستمر من واد الى واد ، بحثا عن المرعى ، عبدا ذليلا للمرعى هو الأب النافق فى سهول صحراء الفرافرة ،
يتجلى كفره وجيها ، سببا مناسبا ليس للاحتقان فحسب انما لأن يكون قبلة وملاذا ، الكفر بالطبيعة الاحتياجية للواحد ، زوج له مزايا وعليه انفاقات ، انسان عليه ان يواكب التطور الانسانى ، اى تطور انسانى والسلام ، ، سجين بين ايمانه وكفره ، مابال الواحد تخنقه التفاصيل هكذا ، صحراء قاحلة ، يمكن ان نبدأ النص هكذا ، النص الذى سنفشل كالعادة فى انهاءه ، النص الذى سيسعى حابيا لطرح علاقة الواحد منا بالايمان والكفر ، والحرية والعبودية ، والخلاص ،
كذا انهت امى الأمر فى حقول اطسا قديما ، كانت اذ ترانى تبسمل وتحوقل ثم تستعيذ من همزات الشياطين واستحضارها ، اقابلها هكذا فى باحة دارها فلا تهش او تنش ، تقتضب ملامحاها وتتعقد بسرعة رهيبة ، جيت ياغراب ، اعوذ بك من همزات الشياطين وان يحضرون ، ، كنت ارى العيال فى الشارع ، وامهاتهم تحنو وتتعاطف ، وارها بنفس المقدار من البطش فى ساحة البيت تسب وتلعن ، ليلة مقتل شيخ البدو الطاعن _ الذى اغتيل منذ ان ترك مراعى الواحة الى خصوبة ريف اطسا ، متزوجا بزنجية ينتهى نسبها بالادارسة على ضفاف نهر النوبة _ ليلة مقتلة ، وكانو قد ذبحوه دون فصل الرقبة ، ثم ربطوه بذيل حصانه فظل مجرورا لمسافة كافية ليعلق الجسد بالترعة وتتدحرج خلفه الرأس مبتسمة ، ليلة مقتله هالنى بشاعة المشهد ف جريت عليها صارخا وملتاذا ، فما كان منها الا ان بصت لي بكراهية لم اجد مثيل لها ، اتسعت حدقات عينيها كفوهتى بركان وتطايرت كل شرور العالم ، وهى تقول وسابوك ليه
تلك مرحلة قد خلت ، ف شيخ البدو مات ذبيحا ، والزنجية الادريسية نفقت بعده بسنوات ، وبقيت للواحد همومه وصراعاته ، بين ايمانه وحريته ، وبين عبوديته وهمزات الشياطين المحيطة ، اعوذ من همزاتهم وحضورهم ، اتسلل الى غرفتى ، او قل المكان المعد لنومى ، التحف غطائى واتذكر حديث الأب عن الايمان والحرية ، ثم تجابهنى تعقيدات ملامح الأم وقسوتها ، فأكره الأيمان والنفاق ، واكرة الحرية والاذلال ، بيد انى فى غالب الأحوال اقوم لأقضى حاجتى كأى عبد ذلي

ليست هناك تعليقات: