الأربعاء، فبراير 12، 2014

الشاعر أمجد ريان يكتب ... رائحة البيت ..

Amged Rayan

رائحة البيت 

..

موبيليا تتلوى بأشكالها ، وتشهق من حولى 
والحياة تسير بإيقاعاتها خارج الغرفة ، وداخلها
ونحن قابعون فى الزوايا نخلع الملابس ، ونقدمها للغسيل والكى ، ثم نضعها على أجسادنا
لكى نواصل تمثيلية الحياة :
نصفق بملء اليدين ، ونظل نجرى على الأسفلت الساخن .

نكهة الوجود لسعت الإنسان ، فابتكر الموبيليا
ليخلق الدراما على المقاعد متعددة الأطوال
المقاعد التى تستعرض التواءاتها وزخارفها .

يضيع النجارون أعمارنا فى إصلاح أرجلها ، وإعادتها إلى ما كانت عليه :
الموبيليا توجز الحياة ، والكتابة تحتشد ، والعقول تتسكع ، بينما نمعن فى وضع قطع الموبيليا إلى جوار الجدران
لكى نتخيل الاستقرار المنزلى
ونجعل الاستقرار شعاراً فى الشوارع ،
ونظل نقترب ونبتعد ، بوجوه لا تكاد تفهم شيئاً .

وتظل الأصابع تلمس الموبيليا للتتأكد من الجودة ، ثم نهرول أمام نوافذ البنوك
فى النهارات الشتوية الرمادية
لأننا لابد أن نملأ قطع الموبيليا بالأشياء : الأشياء السرية ، والأشياء العلنية
حتى يمر اليوم بأحزانه الباهظة .

وفى آخر الليل أتصور الموبيليا وحوشاً متراصة ،
والفتاة بالمايوه المشدود تقف بنصف كتفها خلف باب الدولاب
وعندما يدور بمرآته العريضة تنبعث رائحة العتاقة
فأكتشف : أن قطع الموبيليا تشيخ مثلما نشيخ .

كل شىء فى الوجود يسير نحو النهاية
وأنا أرشف ببطء من فنجان القهوة
وقلبى مفتوح على النافذة : أرى قميص نومك
وهو يرفرف فى السماء
والنجوم المعدنية نصف البارقة يأتى نورها الخافت
ليضىء تمثال القط الخزفى فوق الكومدينو .

ليست هناك تعليقات: