أعلنت صفحة الشئون الثقافية بقصور الثقافة عن حدث ثقافي كبير وهوتدشين منفذ بيع الإصدارات وقاعة الندوات بهيئة قصور الثقافة وأكدت علي أن مبنى الهيئة العامة لقصور الثقافة بعد اليوم مكانا لتحريك الأوراق أو التخطيط النظري للأنشطة الثقافية فحسب، بل سيتجاوز دوره الإداري ليصبح متنفسًا ثقافيًّا ورئة تضخّ أنسام الثقافة والفن إلى المصريين جنبا إلى جنب مع عشرات المواقع التي تزدحم بها القاهرة الآن.
في نهاية عام 2010م أقدمت الجهة الإدارية في محافظة القاهرة على فعلة غير مدروسة تشير بقوة إلى نظرة الحكومة وقتها إلى الثقافة وإلى دور وأهمية الكتاب، فقد هدمت منفذ بيع إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة وأتت بأخشابه ومحتوياته الثمينة على الأرض، بين عشية وضحاها بحجة أن منافذ البيع ليس لها ترخيص رسمي، وصحت الهيئة حينئذ على كارثة ثقافية تنذر بكثير من الخلافات السياسية.
بعد أيام من هذه المأساة، تحرّك الشعب المصري، والمثقفون في طليعته، صباح يوم 25 يناير 2011م ليقول كلمته التاريخية المطالبة بالتغيير، وقد امتدت آثارها في رسم مستقبل الوطن حتى اليوم.
ومنذ عامين فكّر الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة في صُنع البديل، أو تحريك الموقف إيجابيًّا، وبعد عدة دراسات اختارت الهيئة مكانا مجاورًا لمبناها بالدور الأول بجوار مبنى " أ " (الموجود في شارع أمين سامي) ليصبح بديلاً للمنفذ الذي أنشأه حسين مهران الرئيس الأول للهيئة وهدمته محافظة القاهرة، واستطاعت الهيئة أن تحصل على 100 متر مربعة من اتحاد ملاك المبنى؛ لتقيم عليها المنفذ، وبدأت الإدارات المعنية والمختصة بالأمر ــ وعلى رأسها الإدارة المركزية للشئون الثقافية والإدارة العامة للمكتبات ــ في تتبع الأمر على مستويات عدة حتى استُكمل المشروع وبدأ عمله في أبريل 2013م بتشغيل منفذ بيع الإصدارات واستكمال مستلزماته.
واليوم أصبح منفذ بيع إصدارات الهيئة (الذي يطلّ على شارع قصر العيني) مكانا مهما تتردد عليه أقدام المثقفين والمتابعين لإصدارات الهيئة والمهتمين بمطبوعاتها، حيث يضم عددا كبيرا من أحدث العناوين التي صدرت في عام 2013م، والعناوين التي صدرت خلال السنوات الحمس الأخيرة على الأقل، والدوريات الثقافية وجريدة مسرحنا، وهو يقدّم هذه الخدمة بشكل تخصصي حيث يرى زائر المنفذ ركنا خاصا بكل سلسلة، أو ركنا متخصصا في كل مجال ثقافي، وهو إلى جانب ذلك يضم مخزنا ملحقا به ليضمن للقارئ أو الزائر إمكانية كبيرة لتوفير ما يحتاجه من العناوين.
ولم تكد فكرة منفذ البيع تنتهي؛ حتى استثمر الشاعر سعد عبد الرحمن نجاح تجربة منفذ البيع، وقرر إنشاء قاعة للندوات والاحتفالات والاجتماعات بجوار منفذ البيع وبدأ العمل في مايو 2013م وانتهى في نوفمبر 2013م.
وباكتمال المشروعين معًا، تُصبح الساحة المسطّحة المطلة على شارعي قصر العيني وأمين سامي باشا مجمّعًا ثقافيا يحتوي مكتبة لبيع إصدارات وكتب الهيئة وبجواره قاعة مخصصة للندوات، والأمسيات الشعرية، ومناقشة القضايا الثقافية والفكرية، وإقامة حفلات التوقيع، ومناقشة الأعمال الأدبية التي تصدر في مصر بوجه عام، بالإضافة إلى إقامة السهرات الفنية لفنون الغناء والموسيقى والعروض الفنية، وهي إلى جانب ذلك تستقبل اجتماعات الهيئة ولقاءتها وورشها التثقيفية والتوعوية، وتوقيع اتفاقيات (بروتوكولات) التعاون، والاجتماعات التشاورية، واللقاءات الرسمية.
تستطيع الهيئة العامة لقصور الثقافة أن تعلن بقوة أنه اعتبارا من اليوم الأحد 5 من يناير من عام 2014م لم تعد الهيئة مبنى إداريا عتيدًا تحيط به الأركان الخرسانية وزحام الشوارع وضوضاؤها وحركة الموظفين والمتعاملين مع الهيئة فحسب، بل إن تدشين هذه المجموعة الثقافية بالهيئة يخطو بها خطوة صحيحة وجادة إلى طريق النور، وإلى ميدان الثقافة وساحاتها المتجاورة، ويخلّص مبنى الهيئة من طابعه البيروقراطي ويصبغه بألوان الكيف الثقافي الزاخر والحيوي الذي تتمتع به مصر، لتستقبل الهيئة عاما ميلاديا جديدا يضيف إلى نقاط النور في حاضرة الزمان "القاهرة" نقطة نراها شديدة الأهمية وقادرة على إحداث تحول واضح في جغرافية الخريطة الثقافية بالقاهرة.
بدأت وقائع تدشين منفذ الإصدارات وقاعة الاحتفالات والندوات التابعيْن للهيئة في الساعة السابعة والنصف مساء الأحد 5 يناير 2014م حيث قص شريط التدشين الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، في حضور د. محمد رضا الشيني نائب رئيس الهيئة، والشاعر محمد أبو المجد رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، والشاعر مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، ونانسي سمير رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، وصلاح عبودة رئيس الإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية، وعدد كبير من المثقفين والكتاب والإعلاميين ولفيف من مثقفي وقيادات الهيئة الحاليين والسابقين.
عقب التدشين أُقيم اللقاء الثقافيّ الأول في قاعة الندوات حول كتاب "حكاية دساتير مصر في مائتي عام" للكاتب الصحفي الشاعر ماهر حسن، وهو الكتاب الذي نُشر قبل شهرين عن سلسلة "حكاية مصر" التي تصدرها عن الهيئة، ويرأس تحريرها د. محمد عفيفي.
شارك في الحديث عن الكتاب ومسألة الدستور بوجه عام: د. محمد عفيفي، د. عمار علي حسن، الشاعر شعبان يوسف ومؤلف الكتاب ماهر حسن، في حضور عدد من المهتمين بالكتاب وبالقضية منهم: الفنان محمد عبلة والشاعر أشرف عامر والروائي فؤاد قنديل والأديب أحمد زحام وعدد من المثقفين والمبدعين والأدباء العاملين في الهيئة.
وهنأت الصفحة مثفي مصر قائلة :-
ويسرّ "الصفحة الرسمية للشئون الثقافية بالهيئة" أن تتوجه بالتهنئة إلى جميع مثقفي مصر ومبدعيها وكتابها، وإلى المثقفين العاملين بقصور الثقافة وبالهيئة والقطاعات المختلفة بوزارة الثقافة، وإلى الزملاء بالهيئة في مناسبة افتتاح هذا المركز الثقافي المهم، وأن تتوجه بالشكر الجزيل كذلك إلى جميع المشاركين في افتتاح هذا المركز الثقافي بجناحيه لتلبيتهم دعوة الهيئة، وجميع الزملاء في الإدارات المركزية والعامة بالهيئة ممن بذلوا جهدا كبيرا لإنجاز هذا المشروع الثقافي، متمنية أن تتواصل لقاءاتكم معنا عبر الأنشطة المختلفة المقرر تنظيمها خلال عام 2014م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق