الموتورة ُ العمياء
شعر / أحمد نبوي
جلست ْ
على تل ِّ الرماد ْ
جلست ْ
على أطلال قريتها التى
لم يأت ِ عن أمثالها
– من قبل ُ –
ذكر ٌ فى البلاد ْ
***
كانت – بقريتها –
تعيش ُ بلا ضجيج ٍ
أو أنين ْ
وسط َ الأناس ِ الطيبين
يدها يداهم
خطوها من خطوهم
وسطوع عينيها الذى فقدته ُ
كانت تستمده ُ
من ضياء قلوبهم
***
مر الزمان ُ بها
وما شعرت به ِ
ونما بأفق جبينها شجر السنين ْ
فى قرية ٍ
عشقت أيادى الفالحين
عاشوا بها
لايعرفون سوى الزراعة ِ والحصاد
سمعوا بأنباء الحروب
وما تخيل عقلهم – يوما ً –
بأن الحرب سوف تدوسهم
***
فى ليلة ٍ
كانوا يعدون الحنين َ
ويشعلون الوقت
شوقا ً للسنابل ْ
عصفت بهم
ريح ُ المدافع ِ والقنابل
وعلا الصراخ ُ
تطايرت جثث ٌ
ود ُكت
– فوق من فيها –
المنازل
***
واستيقظت ْ
– مفزوعة ً –
الجدة ُ العمياء ْ
نادت : ....
فلم يسمع أحد ْ
نادت : ....
فغالبها البكاء ْ
مدت يديها – فى الفراغ – أمامها
وتحسست خطواتها
فتعثرت
فى جثة ابنتها
التى
فاحت برائحة ِ الدماء ْ
نادت : هدى
نادت : ....
فجاوبها المدى
صرخت : ....
فلم تسمع سوى نوح الصدى
فتذكرت – فى التو ِّ – عينيها
وألجمت البكاء
وتحسست
جلست على أطلال قريتها التى
لم يأت ِ عن أمثالها – من قبل ُ –
ذكر ٌ فى البلاد ْ
جلست
على
تل ِّ الرماد
***
شعر /أحمد نبوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق