الخميس، أكتوبر 31، 2013

قصيدة : وصايا الطريق " للشاعر المغربي / محسن أخريف

محسن أخريف: وصايا الطريـقPDFطباعةإرسال إلى صديق
لاَ حَطَبَ فِي الغَابَةِ،
وَلاَ ظِلَّ شَجَرَةٍ فِي الطَّرِيقِ،
فَسِرْ، لاَ تَلْوِي عَلَى شَيْءٍ،
الطَّرِيقُ فَرَاغٌ أَنْتَ تَصْنَعُهُ
وَالطَّرِيقُ هُوَ الَّذِي يَصْنَعُكَ.

***

أَناَ أَعْرِفُكَ، مِنَ الصَّعْبِ عَلَيْكَ
أَنْ تَنْدَمِجَ مَعَ القَطِيعِ؛
فَأَنْتَ أَنْتَ، وَالآخَرُونَ آخَرُونَ؛

أَنْتَ أوَّلُ الطَّريقِ.
أَنْتَ نِهاَيَةُ الطَّرِيقِ،
وَأَنْتَ الطَّرِيقُ؛
لاَ طَرِيقَ قَبْلَكَ. لاَ طَرِيقَ بَعْدَكَ
سِرْ، فَلاَ أَحَدَ يَلْتَفِتُ خَلْفَهُ فَيَرَاكَ
لاَ دَلِيلَ يَأْتِيكَ مِنَ السَّمَاءِ،
وَلاَ دَلِيلَ لَكَ عَلَى الأَرْضِ؛
وَحْدَهاَ صَلاَتُكَ تُحرِّك الشِّفاَهَ،
وَأنتَ الآنَ غائبٌ فِي أَرْضٍ،
لاَ يَعْرِفُهاَ أَحَدٌ
وَمَعَ هَذَا الصَّمْتِ الفَاضِحِ،
الضَّاجِّ بِالمَمَرَّاتِ وَبِالأَنْفَاسِ الخَبِيئَةِ
رَدِّدْ أَغاَنِيكَ.
صَحِيحٌ أَنَّ الحزْنَ يُشْبِهُ طَرِيقاً صاَعِداً
صَحِيحٌ أَنَّ الْحُزْنَ يُشْبِهُ عَزْفَ رِيحٍ فِي أوَّلِ الخَرِيفِ،
وَصَحِيحٌ أَنَّ الفُصُولَ أُصِيبَتْ بِالخَرَفِ،
وَأَنَّ الغاَبَةَ لَمْ تَعُدْ تَحْفَظُ ذاَكِرَةَ الأَشْجَارِ،
وَصَحِيحٌ أَنَّ النَّهْرَ لاَ ذَاكِرَةَ لَهُ؛
صَحِيحٌ أَنَّهَا وَهِيَ تَتَعَرَّى وَتَتَغَطَّى؛
الجِبَالُ الَّتِي لاَ يَعْرِفُ أَحَدٌ
طَرِيقَةَ صُعُودِهَا،
وَلاَ طَرِيقَةَ نُزُولِهَا؛
هِيَ الحَياَةُ  مَرَّةً تَسِيرُ بِناَ الهُوَيْنَى،
وَمَرَّاتٍ تَسْلبُنَا أَنْفاَسَناَ مِنْ شِدَّةِ العَدْوِ.
لَكِنَّكَ، وأَنْتَ الْمنْفَلِتُ مِنْ عِقاَلِ كُلِّ شَيْءٍ.
لاَ خُطُواتَ تَدُلُّ عَلَيْكَ،
لاَ تُهَوِّلِ الأَمْرَ،
وَتَمَهَّلْ قَلِيلاً،
تَرَوَّ قَلِيلاً،
وَإِنْ كُنْتَ مُسْتَعْجِلاً لِشَيْءٍ،
قُلْ: لَعَلَّهُ فاَتَنِي وَأَنَا لَسْتُ أدْرِي

-----------------------
اللوحة المرفقة للفنان المغربي بنيونس عميروش

ليست هناك تعليقات: