السبت، مارس 31، 2012

معوض يوسف يكتب :- خواطر حول ديوان{كلام مدهون} للشاعر السيد كامل




{كلام مدهون }هو الديوان الأول للشاعر السيد كامل وهذا الديوان يتسم بما تتسم به دائما الإبداعات الأولى للمبدعين من بساطة التجربه وعفوية التعبير ولكن المهم فى النهايه هو أن هذا الديوان يبشر بولادة موهبه شعريه حقيقيه سوف تبلغ النضج في المستقبل بأذن الله
إن تجربة الشاعر السيد كامل في هذا الديوان هي تجربه عاطفيه في المقام الأول
يتحدث فيها الشاعر عن {الحب}ونحن من خلال قراة قصائد الديوان نجد ان الحب هو الحلم الجميل الذي يسعي الشاعر الى تحقيقه بشتى الطرق
يقول فى قصيدة {رميت أحلامى على كفى }مثلا.
رميت احلامي علي كفى
وايدى الثانيه سانداها
ثم
بيكبر حبها فقلبى
وحبى فقلبها بيفور
وهذا الحب يقوم على الصراحه والوضوح والمكاشفه بعيدا ً عن الغش والخداع
وقلت هاروح أصارحها
بنفسي وهاكشف المستور
وعيش عمري وحياتي ف نور
غير أن هذا الحلم بالتواصل مع الحبيبة ولقائها ومصارحتها لم يتحقق لوقوع الشاعر في حالة بين الحيرة , حيرة يتجاذبه فيها صوتان وهما صوت العقل وصوت القلب فعقله يدعوه إلى عدم الخضوع للخيال الجامح كأنه يوصيه بضرورة الأبتعاد عن حبيبته , أما قلبه فيهواها ويدعوه إلى الأقتراب منها .
وقد لخص الشاعر هذه الحيرة في سطرين غاية ً في التكثيف حيث يقول :
مشيت والفرحه ملياني
مغمي عنيا ع المحظور
تذيد الحيره جوايا
أقول يارب ماالقاها


وعندما جائت الساعة الحاسمة وهي كما يقول الشاعر
ساعة ماعنيا لمحتها ف ثانية القلب كان مفطور
وخطوة رجلي بتعافر كأن الأرض ماسكاها
ومالقيتش لكلامي سطور


ثم كانت النتيجة في النهاية وهي ضياع الحلم وإيثار الشاعر أن يعيش في غربة عاطفية .
يقول الشاعر :
رجعت بكل أحلامي
رميتهم جوه بير مهجور
وفي قصيدة ( أحلامي تايهه ف سكتك ) يشكو الشاعر ضياع الحلم على الرغم من أن حلمه صغير حيث يقول :
دانا حلمي أصغر من خطاك
وطموحي لابد في الرصيف
ونظرا ً لأن تجارب الشاعر تتسم بالبساطة والعفوية في التعبير فإن الفكرة التي يطرحها في هذه القصيدة تبدو مشوشه إلى حد ما إذ نراه يعترف في موضع من القصيدة أن محبة الحبيبة له ضالة في سكته حيث يقول :
ومحبتك بتجيني ضاله ف سكتي
وفي موضع آخر نراه يعترف بأن أحلامه هو تائه في سكتها هي حيث يقول
( أحلامي تايها ف سكتك ) وفي موضع سادس يطرح بأن حبيبته غير معطا حيث يقول :
وتملي شايفك أرض بور
وماتصلحيش ولا للمرور
وع كل هذا نراه يطلب من حبيبته أن تضعه في حساباته حيث يقول :
خليني مره جوه دايرة حسبتك
دانا حلمي أصغر من خطاك
وطموحي لابد في الرصيف
هذا فضلا ً عن أنني لا أكاد أفهم مايعنيه الشاعر بقوله
( وطموحي لابد في الرصيف )


الحبيبه \ الوطن :
في قصيدة ( بنترجاكي سامحينا ) يمزج الشاعر بين الحبيبة والوطن \ مصر ويصبح رجائه أن تسامحه حبيبته وأن تتغاضى عما يكون قد سببه لها من جراح وما أرتكبه من حقها من أخطا هو أيضا ً رجا يتوجه به إلى حبيبته الوطن وفي هذه القصيدة يستخدم الشاعر المفردات الدالة على الوطن وتعد من مكوناته وهي الأرض والشمس التي تشرق عليها والبحر والمرسى والموج , وإذا كان البحر يكثب دلالة ً سلبية من حيث أنه أصبح رمزا ً للضياع حيث يقول الشاعر :
تتوه مراكبنا ف بحورك
بلا مرسى ولا مينا
فأن الموج يكتسب دلالة إيجابية فقد أصبح بالنسبة للشاعر هو المنقذ الذي يوصله إلى بر الأمان والأستقرار , يقول الشاعر :
يفور غضبك على موجك
وتاخدنا لأقرب بر ترمينا


بنية المفارقة .


في قصيدة ( جمدّت قلبك ) نجد مفارقة فنية جميلة يقول الشاعر :
بتهد نفسك طوبه طوبه
وبتبني جواك الضياع
لا قدرت تخلص من عذابك
ولا حتى رديت له الأمل
حيث يضع التقابل اللفظي بين الفعلين ( بتهد ) , ( بتبني ) مفارقة فنية فالهد يعني إزالة أو التخلص من الأشيا أو القيم التي ترفضها والبنا يعني إقامة ماتبتغيه من معمار أو قيم أو تقاليد , ولكن هاهو البنا يحمل معاني الضياع داخل الذات وبذالك يكتسب البنا دلالة سلبية تجعله يتساوى تماما ً مع فعل الهدم .


يبقى أن اقول أن هذا الديوان هو من أجمل الدواوين التي قرأتها للشعرا الشباب , وتبشر بأن هذه الأجيال من شعرائنا الشباب سوف يخرج من بينهم من يحمل الشعلة ويكمل المسيرة في رحلة الأبداع الشعري عندنا.


معوض يوسف وهيب
نادي الأدب – قصر ثقافة الفيوم

ليست هناك تعليقات: