الأربعاء، فبراير 22، 2012

قصة " الشلال " للقاص / محمد عبد السميع نوح

الشلال ..




أحاول صناعة الحلم ، أستلقي على فراشي ، أغمض عينيَّ ، أطرد الأفكار وأطرد عقلي معها ، أركز فقط على خيال أرسمه بصعوبة لوديان وصحراء ومساحات خضر ، أمر عليها من أعلى ، كما لو بطائرة تتحرك بهدوء ، هذه ترعة ، هذا ضباب ، هذه شواشي الأشجار ، هذا شلال هادر في منحدر نيلي أتوقف فوقه ، أدقق النظر .. أكثر .. أكثر ، أمارس عليه جبروت الفنان ، أحاول أن أنقله شيئا فشيئا من بئر عميقة في بؤرة الخيال .. أستدرجه ليقع على شبكة عيني المغمضة ، هاهو يطيع .. إنه يدنو شيئا فشيئا ، المنظر الثابت يصعب تسليسه للحالة ، المنظر المتحرك فقط يصلح للتجربة ، أفرح حقا حين يقترب المنظر من شبكية العين المادية المحسوسة ، حالة نادرة من الشفافية ، كنز من الراحة والإبداع ، المشهد صار يضيف إلى نفسه ، يتجاوب معي ، كنت أستدرجه وأستميله ، هاهو يدهشني ويقترح عليَّ فنونا من الخلق ، المنظر يتلون ، يتجسد ، بخار الماء بدأ يداعب عدسة نظارتي ، أوشك أن أضع المنظر في فضاء الحجرة وأنادي أولادي ..
فعلتها مرة .. ناديتهم .. أقبلوا ..
ـ فيه إيه يابابا ؟
منظومة عقلي عادت في طاقة أعلى ..
ـ لا أبدا .. العشا جاهز ..؟
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
معلومات عن محمد عبد السميع نوح
السيرة
شاعر وقاص وناقد ومسرحي ... صدر لي عشرة كتب (شعر وقصص ونقد وأعمال مسرحية )
الموقع
طنطا
الاهتمام
القراءة .. السياسة .. الموسيقى
الوظيفة
موجه لغة عربية .. ثم تربية مسرحية بإدارة شرق طنطا التعليمية

ليست هناك تعليقات: