الثلاثاء، أغسطس 30، 2011

تداعيات أزمة تحكيم مهرجان المسرح :- الكاتب محمود الطوخي في مداخلة علي الكاتب ناصر العزبي

الكاتب / محمود الطوخي


* في بلاد المسرح .. إن جازت التسمية .. الإعلان البسيط على مدخل باب دار العرض يقولها بوضوح .. فرقة كذا تقدم ( شكسبير/ ز أو تشيكوف / ز أو مارلو / ز أو أوزبورن / ز أو نيل سيمون / ز ) واسم العمل .. وحرف الزين المضاف بعد كل اسم هو ( زين ) الملكية .. أي أن العمل ينسب شرعيا لكاتبه مهما كان ( الجن الأزرق ) اللي قام بإخراجه .
* بصفتي مشروع مسرحي درس وكتب وأخرج ومثّل وطاف بلادا كثيرة شاهد مسرحها .. ويست إند لندن وبرودواي نيويورك وجينزا طوكيو ومونمارتر باريس وثقافة أسوان وبنها وقويسنا والبحر الأحمر والوادي الجديد ومطروح وغيرها .. يهيألي أن من حقي الوقوف قليلا أمام قضية ( المؤلف / المخرج ) .
* الغالبية من كتاب المسرح في شرقنا الأوسط .. أدباء وليسوا مسرحيين
* الغالبية من كتاب المسرح في شرقنا الأوسط ..يكتبون ( طرحا ) مسرحيا وليس ( عرضا ) مسرحيا
* الغالبية من كتاب المسرح في شرقنا الأوسط .. يسهبون ( لغويا ) ويسرحون .. لكن لا ( يمسرحون )
* الراحل سعد الله ونوس ( مسرحجي ) بالدرجة الأولى منذ ( حفلة سمر من أجل 5 حزيران )
* الصديق بهيج اسماعيل ( أديب وشاعر ) قام بمسرحته الراحل السيد راضي
** ما يحدث من ( لعب ) في نصوص المسرحيين عندنا .. بالذات في فرق الهواة والثقافة المسرحية له أسباب عديدة :
* عشق الأنا .. مخرج شاب محدود التجربة .. يتوه في النص فيستسهل .. كيف يكون الكاتب أقوى منه أو أكبر أو أكثر شرعية ؟.. فيلعب بمفهوم الأستاذ الفاهم .. طب ما تكتب انت لما انت فاهم قوي كده !!
* قلة الإمكانيات وغالبا قلة الممثلين ومحدودية ميزانيات الإنفاق على الديكو والملابس وغيها من عناصر العرض .. فالحل هو أن تشطب وتقلب وكل سنة وانت طيب والمسرح زي الزفت
* هناك نصوص لمسرحجية .. لا يستطيع مخرج يتعرض لها إلاّ أن يكون مخرجا منفذا .. فالكاتب ( عقر) مسرحجي ابن شرعي للخشبة .. هناك مخرجون حقيقيون يقنعون بهذا الدور الهام ويفخرون به .. وهناك من يفسدون الحكاية كلها .
* للكاتب المسرحجي .. مناطق ( ماستر سين ) غالبا يستصعبها المخرج الهاوي .. فيطنشها ويكروت العمل فالهدف غالبا هو السبوبة أو الشريحة أو المهرجان . وتسديد الأوراق الإدارية
* مطروح أمامنا التعاون الذي قام بين صبحي ولينين وما أنتجه التحام المخرج والكاتب .. ونتاج ما بعد الانفصال
* غالبا لا يلتقي الكاتب والمخرج في عروض الهواة أو اللا محترفين .. فحتما لا يحدث جسر التفاهم ..
* تجربة شخصية .. عشرات المخرجين قدموا لي نصوصا تملكها الثقافة الجماهيرية .. وغالبا ما أرفق وسائل الاتصال بي في نصوصي التي أطبعها بنفسي وأقدمها للهيئة .. لم يُضع واحد منهم ساعة ليلتقي بي قبل الشروع في الإخراج ( رحم الله منير عبد الحميد ) الذي طلبني من مطروح لأذهب إليه .. ونتفق ونتفاهم ونتواءم فيخرج عرض جيد .. نفس الأمر مع الراحل فوزي فوزي يوسف الذي استدعاني لأسوان في الصيف والله ( وهو صديق ورفيق كفاح ) عندما قرر أن يخرج نصا من كتابتي ..
* لي تجربتين مع أستاذي ( رغم خناقاتي معه ) جلال الشرقاوي .. وهو مسرحجي كبير وأديب أيضا .. لكن أمام النص المسرحي لا سيد له سوى الكاتب .. بل في أول عرض لي معه فوجئت بإسمي ( وأنا من تلاميذه ) بنفس حجم وبنط ولون اسمه في كل وسائل الدعاية والإعلام .
* يزعجني في الأساتذة النقاد .. التعامل بالأصول وتطبيقها في زمن مسرح السمك لبن تمر هندي
* رحم الله عمنا نجيب سرور ( إنما الإخراج بالنية )
* غيّر المخرج والمشخصاتية والديكوريست وكل عناصر العرض وحتى الجمهور.. الثابت أبدا .. هو الورق
* معلش سرقت دقائق من وقتكم الثمين فالحياة جلابية قماشتها الوقت .
.
وقد علق العزبي علي الطوخي قائلا :-

Nasser El Ezaby
الكاتب الكبير محمود الطوخي ، تسعدني مداخلتك التي أتفق معك فيها ، وهي مداخلة هامة من كاتب صاحب تجربة طويلة من الإبداع وقد جاءت مغموسة بمرار الشكوى من التعديات فكانت صرخة ربما تعبر عن لسان حال أي مبدع يتم التعدي ـ بصور مختلفة ـ على فكره ، والأمر الأخطر نجده من جيل المخرجين الجدد الذي بدأ يتدخل بالإعداد ويسقط اسم المؤلف نهائياٌ بل ويتعاقد على النص ليسقط الحق الأدبي والمادي ـ خاصة النصوص الأجنبية ـ واتفاقي معك هنا ليس من قبيل كوني كاتب ولكن لكونها قضية يجب ألا نتجاهلها وقد أشار إليها بعاليه الناقد محمد السلاموني .. وأشكرك على مداخلتك ...، وأضطر تنحية الكاتب داخلي لأعطي المخرج أيضاً حقه ، فهي قضية ترتبط بالإبداع وعدم الحجر على الابتكار ويكفي أن يكون النص مفجراً لخيال المخرج ليخرج علينا بإبداع جديد ولكن دون أن ينسب الحق لصاحبه ، فكلمة إعداد تفيد أن هناك تدخل طرأ على فكر المؤلف يتحمل مسؤوليته من قام بالتدخل ولا تسلب حق المؤلف حقه في وضع اسمه بحجمه الطبيعي .. والقضية كبيرة وتحتاج مساحة واسعة من الحوار ..
ولكن موضوعنا هنا يتناول حدود هذا التدخل ، والنص للكاتب سعد الله ونوس ، والكاتب رحل عن عالمنا ، وتبدلت الظروف السياسية واختلف العصر بعد الثورة ، بل أن القضية هنا أن المخرج اكتفي بالاستعانة بجزء من النص ـ فصل واحد ـ وجد فيه الكفاية لتوصيل رؤيته ، وأعد افتتاحية وخاتمة وقدم أفضل عرضاً بالمهرجان، ولكن هذا التصرف حرمه جائزة المهرجان ..
زمن هنا كان الاختلاف بين وجهتي نظر " وجهة نظر اللجنة " التي حمة المبدع المبتكر حقه في تحقيق الإدهاش " ، و " وجهة نظر المتلقين التي رأن أمه حق يجب أن يرد له " ، وكلاهما وجهتين أحترمهما وان كنت أتحيز للثانية وآخذ على المخرج فقط أنه لم يضع كلم إعداد يما يفيد أن النص قد تعرض لتدخل ، حيث أن ليس كل من تفرج يعرف النص الأصلي ..
أشكرك على مداخلتك التي تثري موضوعنا ، خالص تقديري ، كل عام وأنت بخير وعيد سعيد




ليست هناك تعليقات: