الأربعاء، نوفمبر 03، 2010

قصيدة / لحظات في الحديقة سركون بولص (1944-2007)



ما هيَ إلا

بضعُ أُمسياتٍ مرّت

ولم تمرّ، أتوحّـدُ فيها خلف البيت

أمامي أعشابٌ يابسة ٌ عالية بالكاد تحجبُ عنّي

شظايا الزجاج المتلألئة المرصوصة

على السورِ، في الشمس

الضعيفة .

أجلسُ لأحسبَ الثواني

لأفهمَ ما معنى أن أمضي

أو أن أبقى في مكاني .

حالما ً دونَ أن أتابعَ الحلم . صامتا ً وفي نيّتي

أن أصرخ . أما مَ بيوت ِ جيراني

تـُرفرفُ رايات ٌ كبيرة.

جنرالاتُ أمريكا

يشحذونَ آلة َ الخراب .

صامتا ً وفي نيّـتي أن أصرخ...

لا هذه اللمحة ُ التي

أقتنصها من ملحمة الطبيعةِ قـَسراً

تقودني الى سرّ أطمحُ أن أستجليهِ بكلّ تلافيفهِ

المظلمة ِ يوما ً، ولا ذلك المنحنى

في ذاكرتي يسمحُ لي

أن أرى القناعَ الهاربَ الى الوراء ِ دوما ً

في أزقـّة حياتي الماضية .

الواقع ُ أنـّني هنا ، في هذه الزاوية:

يدايَ في حضني، عيني

تـُلاحقُ بعوضة ً تطنّ بين الأعشاب.

تطيرُ فوق السور، تأخذ ُ أفكاري الى المجهول ِ لحظة ً

لا أفكّـرُ فيها ، لا أحلم ُ ، لا أريدُ شيئا ً.

لحظة ٌ جديرة ٌ

بأيّ ناسك ٍ بوذيّ .

ثـُمّ انتهت تلك الأماسي ، وعُـدتُ الى

عالم المجانين .


ليست هناك تعليقات: