ذرة للشوى
في طريقها للعزبة بعدما أحضرت ما طلبته أمها منها ..بعض الحشائش للطيور تتوقف كثيرا تلتقط البلح الساقط في النهر وتقذف النخل بالطوب لجلب المزيد..تطارد عرائس البحر.. تلملم الصدف لتصنع به عقود وتلملم الهندباء الندية ..تحبها بعدما تضعها في الماء فتلتف على نفسها كحلوى المشبكفاجأها خارجاً من أحدي الجنائن ..بينهما مجرى للماء قفز من الجانب المقابل إلى جانبها..تلفت وهو يتنفس بصوت عال
( إيه اللي معاك ده .. بلح؟.)
لم ترد ..كانت تمضغ بلحها في بطء وتنظر إليه
(أجبلك كوزين ذرة أحسن؟ )
صامته لا تزال
(بس متقليش لحد إني أنا اللي عاطهملك )
قفز مرة ثانية للجانب المقابل ..جمع لها العديد من كيزان الذرة وقفز إليها
وقع وأحداً منه ..تلفت وهو يلتقطه ..صار أمامها كثعلب يوشك على خطف طيور أمها تذكرت أمها ..تذكرت ما تقوله إليها بصوت واطئ كلما انفاردا وحدهما عن خبث الرجال وأفعالهم الشنيعة ..شعرت بالخوف ..أدارت قدميها ناحية الطريق ..خطت خطوة ..امسك بها من الخلف..احتضنها
(متخفيش ..امسكي الدرة )
وضع ما بيده على صدرها ..وقعت بعض الكيزان ..التقطها مرة أخرى من الأرض ووضعهم بين يديها المشغولة بما معها ..اقترب أكتر لمس زهورها التي ما زالت تحاول التفتح .. أحست بغيمة تلف رأسها.. لا تعرف كيف صارت بين يديه كانت لا تزال تمسك بالذرة بشده كأنما هكذا تمسك بالهرب وهو يزيد ضغطه عليها وأحست بماء فمه يغرقها .. انتفضت .. تجاهد كي تتخلص منه عندما تركها كان يلهث ككلب يعاني الحر.. حاول الابتسام و لم تحاول هي.. مشت
وهو قفز للجانب الآخر .. للجُنينه التي كان فيها
أحست برغبة في البكاء ..تماسكت ..فقط دمعتين انحدرا غصبا ورأتهما يقعان في تراب السكة الناعم كدقيق أمها يوم الخبيز..تذكرت أمها ثانية ..أحست بها ستعرف ما دار ..ألقت بالذرة للنهر ونفضت ملابسها بشده من عوالق وهمية لا يراها أحد
اقتربت من العزبة ..أحست بخدها يأكلها ..مسحته بعنف
رغبة البكاء تعادوها ..تمشي ببطيء أكثر ..تشعر أن النساء الجالسات على عتبات بيوتهن يتأملن المارين يعرفن ..هن يعرفن كل الأشياء التي تحدث ليلا وداخل البيوت المغلقة
تشعر بان مكان يديه على جسدها يلمع فيراه الناس
ترى افوههن تتحرك ولا تسمع ..فتعرف أن الكلام عليها ..يصرن قميئات أكثر
ترى باب بيتهم يقترب ..وأمها في ناحية البصر تحمل قفص طيور
تلقي بنفسها على الحصير في الحجرة الداخلية وتبكى كثيرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق