كأس براندي
..
..انتهى الكأس بيدي
وراح بصري يمتد نحو الأفق
حيث غابة الإسمنت تغرق في المراثي
ورأسي مليء بصوت البحر
البحر الذي يضحك كالصبايا
وبالأحصنة المكدودة تنخر في البعيد
..
"أحبكَ"
هي الكلمة الوحيدة التي رأيتها تحلّق
كفراشة تطير
مدفوعة بالنزق والرعونة
صوب ضوء الشرفة الخافت
ترتعش
وتتحرر من عناقها بالضوء
ظننتني احلم
فضاع في الظلام عطر قديم اعرفه
واستيقظ جرح اعرفه
ونفق بارد, طويل اعرفه
ورائحة انفاس مغسولة بالشِعر اعرفها
كان ظهرها يلامس ببدائية ظهري
وحفيف فستان التافتا
يقضم الصمت الثقيل كالحديد
..
وبرفة عين
افرغتُ الكأس تلو الكأس
وغابت هي في الظلام
مثلما يغيب الحديد في اللحم
..
اللعنة !
إلى كم زجاجة براندي سيحتاج رجل حي منذ زمن بعيد
كي يتلمس وجهها
وينحنى على شفتيها
مثلما ينحني الغيم فوق رؤوس الشجر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق