أنا حزين قليلا
..
..
في وقت مبكر ومُضيء
كنتُ اعبث بمثل هذا الغبش
وهذا الآسى الكثيف
الآسى المكسور
كالذي تذهب به الوردة من غصنها
أو شفاه من شفاه
كنتُ كجرو ضال
ارتوي مباشرة من البرك
بعدما اقف عاريا لأستحم بالوحل
وانظر بنفاد صبر إلى الطرف الآخر من البحر
وابكي جيدا !
كان حينها البكاء يأتي كمَلهَاةٍ وحيدة وغامضة
ومن السهل أن انام تحت الأجَمة
مثلما تفعل الجواميس في السهل
..
كنتُ صغيرا
وكبرتُ مثلما تكبر الضباع
فها أنا الآن
على مقربة من الشاطيء
رفقة كلابي سيئة الصيت
تلك التي لا يوقظها شِجار مهربين
ولا صرير مراكب تُدفَع بقوة بإتجاه البحر
حزين قليلا
لأن قلبي بات يشفّ عما بداخله
وما من احمق غير هذي الكلاب
بوسعها أن ترقب فيه اضطرام الحقول
وحدها كلابي الشريرة
مَن تَرِق وترتعد
مِن الجثت المتروكة في العراء
ومِن حطام المراكب القديمة
حزين
لأني وحيد ارقب الموج كيف يرغي ويزبد
ويتكسر على الشاطيء
انظر إلى حماسة الراحلين
بعيون كلب قذر
وآسى ضبع خسر انيابه
ووقاحته
يهمِز جشعه امام الفريسة
..
ويبتعد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق