يحاول موقع (كَ تَ بَ) جادًا أن يطرح أيقونات الفعل الثقافي في الآونة الأخيرة. يجتهد كي يفتح ملفات حراك حقيقي كمرجعية قابلة للتعاطي والتعاطف مع واقع يلام عليه فراغ الفضاءات وانعدام انطلاقها نحو ثقافات مغايرة، كترجمة حقيقية لثبات لغة الخطاب الأدبي، وكمونه عند جيل حاول أن يبعث نهضة فكرية وإبداعية، لكنه توقف عند تنظيرات تشبه إلى حد كبير هاته التنظيرات الفقهية الثابتة التي ترى الأدب قالبا لا يجوز اقتراف جريرة الخروج عليه فاحتفى بأصنام التابوهات عدا ثلة من الكتاب الذين صمدوا في مواجهة الساكن.
يحاول (كَ تَ بَ) أن يجعل الإبداع منظومة من التحرر والحرية وتجاوز الممكن لإزاحة لغة النص حيث الدوال التي يمكنها حماية الواقع ومحاورته، فيفتح أبوابه لمبدعين يهشمون الذاكرة الجمعية للمفردة فيخلقون شعرية جديدة، ويكسبون نقاطا جمة في حلبة صراع حضاري، لتنتفي فكرة المهمش فيتسع الهامش ويضيق متن البيروقراطية الثقافية بنشر لا يخضع لهوى. أو تحكمه عقليات الشللية التي اتسخ بها الوسط الأدبي في حقبة ليست بالقصيرة.
كان المبدعون قبل ظهور الفضاء الإلكتروني “يحفون” لنشر قصيدة في مجلة تابعة “لأباطرة العاصمة” وكان النشر في أضيق حدود خاصة لأدباء الأقاليم الذين لم تكن إبداعتهم تخرج عن إطار مكاتب صغيرة في قصور وبيوت ثقافة متهالكة تضم كبار المبدعين الذين لم ينالوا أضواء وشهرة المركز.
والآن نطرح سؤالا مهما: ما الربح العائد على من يؤسسون مواقع ثقافية على صفحات الإنترنت؟ أغلب ظني أن البحث في تلكم المسألة تستوجب التوقف طويلا أمام ما يتحمله مدير موقع أو مدونة أدبية تمارس دورا مجانيا لنشر الثقافة ولفتح آفاق واسعة كزوايا للمبتهلين في محراب الإبداع.. وبتجربة شخصية تأكدت أن لذة إسعاد الآخرين تساوي كثيرا بعيدا عن المكاسب المالية.
نشر (كَ تَ بَ) لمبدعين حقيقيين في مصر والشام والمغرب العربي، ويصنع أرشفة راقية تستطيع من نافذته العودة إلى ما قدمته الأقلام الراقية.
أخيرا أمتلك الشجاعة كي أقولها بدون مجاملات أو محاولة للنفاق.. أقول: (كَ تَ بَ) حصن الثقافة الأخير في مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق