حبل غسيل .. للأديية منال محمود
حبل غسيل
بقلم :- منال محمود
عادة غريبة تكاد سالى هي الوحيدة التي تمارسها ، لم يذكر أحد أمامها من قبل انه يفعل هذه العادة ، وهى لم تخبر أحد من قبل عن عادتها الغريبة تلك .
مدرسة سالى الثانوية بعيدة عن مسكنها ، تركب المترو وتنزل لتسير مسافة قصيرة بعض الشئ ، صديقاتها انتقلن لمدارس آخري ،هى لم تصاحب بعد صديقات جدد تذهب وحدها إلي المدرسة ، في البداية كان الطريق موحشا مملا ،اعتادته مع مرور الوقت ، ثم بدأت عادتها الغريبة .
مراقبة شرفات المنازل التي بها غسيل علي الحبال ، بدأت بالمقارنة بين غسيل وغسيل من ناحية النظافة وترتيب الملابس و الألوان ، ثم انتقلت إلى مرحلة تفضيل بعض الشرفات عن الأخري ومتابعتها ، لفت انتباهها ذات يوم بعض عمال الطلاء وهم يقومون بطلاء شرفه في شقه ، شدها لون الطلاء البنفسجي . الذي تحبه ، تتابع الشقة بشغف بالغ دون معرفة السبب ، بدأت فرحتها حين لاحظت غسيل منشور على الحبال الحديثة ، ألوان زاهية من ملاءات أسرة ، وملابس داخليه رجالى بيضاء في المقدمة ، وقمصان نوم حريرية نسائيه ذات الوان زاهية ، تهفهف علي استحياء خلف الملابس الرجالية وضعت بقصد في الخلف . خمنت سالي أن الشقة لعروسين جديدين .
أصبحت سالي مغرمة بالنظر إلي هذه الشرفة دون معرفة السبب ، بدأت تتابع حالة العروسين والشقة عن طريق حبل الغسيل ، فى يوم شاهدت علي الحبل قطع غريبة من الملابس الرجالي عبارة عن جلابية صوف وكالسون وشال رجالي وعمة بيضاء ، من تكرار نشر هذه الملابس الرجالى خمنت أنها قد تكون لوالد أحد العروسين ، فى مرة شاهدت ملابس نسائية مختلفة مقاسها كبير نوعا ، ربما أنها حماة أحدهم جاءت للزيارة ، من نوعية الملابس استنتجت سالي أن العريس أو العروسة من أصول ريفية .
انتهي العام الدراسي الأول واتت الأجازة شعرت سالي ببعض الحزن لأنها لن تستطع متابعة الشرفة ، أخذتها الأجازة بعض الشئ إلي أن أتي العام الجديد ، تنتظر بلهفه معرفة الجديد عن شرفتها الخاصة ، نظرت بفرحه عندما رأت علي الحبل ملابس طفل صغير ، العروسة أنجبت طفلة ، كان على حبل الغسيل فساتين صغيرة غاية في الروعة ، تراجعت الملابس الداخلية الرجالي إلي الحبل الثاني لاحظت سالى غياب الألوان النسائية الزاهية والقطع الحريرية الهفهافة التي كانت تحبها ،حلت محلها عباءات بيتية ذات ألوان قاتمة ، ثم لاحظت اختفاء ملاءات الآسرة البيضاء الفاتحة الألوان لتحل محلها ملآءات الأطفال وعليها رسوم الشخصيات الكارتونية .
أصبح حبل الغسيل يشبه غيره من الحبال الأخرى ، رأت سالي حبل الغسيل خالى من ملابس الطفلة والزوجة ، وعليه ملابس الزوج فقط معلقه بدون عناية أو ترتيب وقليلة النظافة ، قالت سالي ربما أن الزوجة غادرت المنزل ، وسألت نفسها هل هي غا ضبة ؟ أم في زيارة إلي أهلها ؟ مرت الأيام وحبل الغسيل لايحمل سوي ملابس الزوج أو ملابس الرجل أو المرأة الكبيرين.
في يوم جديد شاهدت سالى ما أسعدها ، عادت ملابس الزوجة وابنتها كما لاحظت عودة الألوان والقطع الحريرية مرة أخرى ، لكنها ليست بالطبع مثل البدايات ، مر العام الدراسي سريعا وبدأت الأجازة الصيفية وكانت فرحه لهذه النهاية السعيدة للزوجين .
في بداية العام الدراسي الجديد اصبحت سالي شغوفة لمعرفة ما طرأ على الزوجيين، لاحظت لأيام ملابس حريمي سوداء على حبل الغسيل ، قلقت على الزوج ، لكنها رأت ملابسه مرة أخرى ، وتوقعت أن الرجل الكبير هو من مات فملابس المرأة الكبيرة يتكرر نشرها على حبل الغسيل ، بدأت ملابس الزوجة تتغير مرة أخري ، وأصبحت هناك ملابس فضفاضة واسعة ، ما جعل سالي تعتقد أن هناك حمل جديد وأصبحت سالي منتظرة المولود الجديد ، وتدعو للزوجة أن تنجب طفلا ذكر، فالريفيين يحبون إنجاب الذكور .
مرت الأيام ورأت ملابس مولود صغير لكنها لم تعرف هل هو ولد أم بنت ، حزنت سالي عندما رأت الملابس بعد ذلك تدل علي أن المولودة بنت ، فقد شعرت بما تعانيه الزوجة .
أصبح حبل الغسيل لا يخلو من قطع الملابس الصغيرة ، في أيام كثيرة لا ينشر فوقه إلا ملابس أطفال ، عادت الألوان القاتمة والأقمشة العادية لملاءات الآسرة ، قلقت سالي من تكرار ما حدث من قبل ، كان ذلك في نهاية العام الدراسي الأخير لدراسة سالى الثانوية وبعده ستنتقل إلى الجامعة ، وبالطبع لن تمر من أمام الشرفة مرة آخري .
قررت سالى بعد تفكير أن تذهب إلي الشقة وتقابل الزوجة وتطلب منها أن تعود الألوان إلي حبل غسيلها حتى لا تفقد بيتها وزوجها مرة آخري ، لا تعلم لما كانت لديها هذه الرغبة؟ .
آخر يوم فى المدرسة ، ذهبت إلي باب العمارة صعدت السلم وصلت إلي باب الشقة التى تتابع شرفتها ، ضغطت علي الجرس ، فتحت الباب سيده كبيرة وخلفها بنات يلعبن في الصالة سألتها السيدة في دهشة " عايزة مين يا بنتي " تلعثمت سالي ، فهى لا تعلم اسم من تريد استجمعت شجاعتها وقالت مرفت موجودة يا طنط ؟ ، لأ يا بنتي مافيش هنا حد بالاسم ده ، لمحت سالي الزوجة وهي تعبر الصالة وفي يدها إحدي الطفلتين وسبت غسيل ،ويبدو عليها الأهمال والتعب ، كانت ترغب بشدة أن تتكلم معها ولكن في هذه اللحظة جاءها صوت السيدة " عايزه حاجة تاني يا بنتي " لا يا طنط شكرا .
غادرت سالي ،نزلت، إلي الشارع ، نظرت لأعلى فرأت حبل الغسيل انقطع والزوجة تحاول إصلاحه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق