هذا هو الطرح الأساسي الذي أفرذته صفحات ( كلام مدهون ) ... وأبرز مايعتري الشكل الذي أعتمده الشاعر
السيد كامل وهو شاعر يقدم نفسه كأحد مرتادي مدرسة تقريرية الحالة وتصريحية المضمون لا شك أن بها اللهجة العامية المصرية قد للشعر الكثير من المستحدثات بل وأعطاها مدخلات جديدة على مستوى الدلالة وعلى مستوى الشكل ولكن هل يمكن الأكتفا بها وهل يمكن الأعتماد على رونق العامية بجماليتها دون الألتفات إلى مسألة السقوط في إزدواجية المضمون وتشتيت التلقي خصوصا ً وأن العروض الخليلي يقف كأداة أخرى من أدوات الشكل .
وبين صفحات هذا الديوان شاعر مائز يعتمد أسلوبا ً وقاموسا ً خاصا ً وربما كانت نشئته في إحدى قرى محافظة الفيوم هي ماجعلته متمسكا ً بذلك القاموس مزاولا ً له في كل سطر ٍ من سطور الديوان وربما كان ذالك ما أوقفه تحت طائلة السقوط العروضي لمرات ٍ قليلة نتيجة لإندثار التدافع الصوتي مع النطق
أعتمد الشاعر في بعض القصائد شكلا ً يمكن وصفه بالجديد ويمكن وصفه بالغريب أيضا َ وفي نصوص أعتمد فيها على زيادة تفعيلة كاملة على الشطر الشعري في إطار القصيدة العمودية فرأينا مثلثي الكامل والوافر تأخذ الشكل الرباعي التفعيلة فإذا تطرقنا إلى قصيدة ( رميت أحلامي على كفي ) وجدناها قصيدة على بحر الهزج لم يرد فيها إلا تفعيلة أو أثنين في شكل ( مفاعلتن ) فأصبحت على الوافر ولو لم ترد لكنا أمام أبيات عمودية تامة على الشكل التقليدي لبحر الهزج وربما جا هذا الأستخدام كمرادف موضوعي لهذا الشكل في الشعر الخليجي .
وإن تفرغنا إلى المحتوى وجدنا ولع الشاعر بالجناس وتوالي التقفية قد أثر إيجابا ً على بعض النصوص وعلى بعضها الآخر سلبا ً فأصبحنا أمام نوعين من النصوص أولهما يمتاز من حيث المضمون والتكنيك وثانيهما يقع في شي ٍ من ترهلية الشكل وتشتيت التلقي
ما أحب أن أختتم به هو أن أشيد بتلك التجربة الصادقة بالشاعر السيد كامل وأن أشد على يده متمنيا ً له الأفضل ثم الأفضل .
أسامة سند
شاعر عاميه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق