الأربعاء، نوفمبر 10، 2010

موسم انتخابات يا جماعة.....مقالي بجريدة الفيوم اليوم - العدد القادم



بقلم / صبري رضوان

بدأ موسم الانتخابات ، بدأت أسواق الأصوات فمن سيبيع ومن يشتري ؟ من سوف يحظي بجلسات النميمة والفتنة وإفشاء الأسرار وانتشار الشائعات ؟ من سوف يكون المتحدث الرسمي للمرشح فلان الفلاني ومن سيقود المسيرات الانتخابية التي تجوب الشوارع وتمر علي البيوت بينما لا يخجل المرشح -علان العلاني - من السلام باليد علي الأطفال والشباب والرجال – كل طوائف الشعب – أصبحوا فجأة وبقدرة قادر من محبيه الذين يحتضنهم ويقبلهم ويعدهم ويمنيهم فلكل مشكلة عنده حلول جذرية لأنه الملهم النبيه الذي لا يهرب من ناخبيه بعد انتصاره الساحق ولن يعيش بعيدا عنهم تحت قبة البرلمان المغرية لأنه ابن الدائرة الأصيل الذي يحترق كالشمعة من اجل إضاءة حياة الآخرين
بدأ السوق الكبير الذي لا يستطيع احد ان يخرج منه دون مكاسب حقيقية حتي المرشحين الذين لم يوفقوا في جولتهم يكتفون بأنهم اشتهروا وعرفهم الناس والغريب ان البعض من هذا الشعب الطيب يطلقون لقب النائب علي بعض المرشحين الذين لم يحصلوا علي أصوات تؤهلهم إلي البرلمان ويعتبرون مجرد ترشيحهم شرف عظيم المدهش أن البعض أيضا يذهب إلي هؤلاء لقضاء مصالحهم , بدأ هذا السوق ليربح منه أصحاب مطاعم الدجاج المشوي ووجبات التيك اواي وأصحاب المطابع واللافتات والمطبلين والمصفقين من بعض أصحاب الصحف المحلية والمستقلة للحصول علي إعلانات للمرشحين فيظهر الوجه الآخر لهؤلاء جميعا من منتفعين ومرتزقة ومنافقين يلهثون خلف المرشحين من أجل مائة جنيه أو دعوة علي الغداء في احد مطاعم وسط البلد ليكتب مادحا ومؤيدا لهذا المرشح السخي الذي لايرد أحدا صفر اليدين . والعجب العجاب عندما تجد بعض هؤلاء _ كدابين زفة _ فتراهم عند هذا المرشح اليوم وتراهم يهتفون للمرشح المنافس له غدا فلا مبادئ ولا يحزنون المهم عندهم ألا يخرجوا من هذا السوق بلا جيوب منتفخة أو بطون ممتلئة ,
بدأ السوق الذي لا يعرف قائمة أسعار فأي سعر يصلح وأي هبات مقبولة وأي عطاء سوف يرضي أما الخاسر الوحيد فهو دم الحرية الذي يهدر وقلب الديمقراطية الذي ينفطر وهؤلاء البسطاء من الشعب الذي لايهمه من كل ذلك شيئا سوي أن يجد رغيف الخبز المدعم واسطوانة الغاز وقطرة المياه النقية
وهؤلاء لن يبيعوا أصواتهم ولن يكونوا تجار انتخابات او سماسرة إعلانات لأنهم بالأساس بعيدون تماما عن هذه اللعبة ولا يعرفون أخبارها فإذا سألت احدهم عن عدد الأحزاب لا يعرف ولو سألته عن اسم حزب لا يعرف ربما لأن الأحزاب نفسها لا تعرف الشعب
بدأ السوق وسوف ينتهي
كلمات ع السطر

= الأسد لا يكون قويا إلا إذا شعرت الحيوانات الأليفة بالضعف
= من الحكمة ألا تجادل السفهاء . ومن الفطنة ألا تحارب الأغبياء



ليست هناك تعليقات: