* أشرف لم يسط على نصي و أنا لم أتهمه بذلك مطلقا لكن نصه ” لعبتي المفضلة ” لا ينتمي مطلقا لعالمه الشعري
كما نشرت المدونة رد الشاعر أشرف يوسف علي اتهام الشاعر إيهاب خليفة بسرقة قصيدته _ توك توك شارد _كان حفيا بالمدونة أيضا ان تنشر رد خليفة والذي أرسله الي موقع جريدة البديل الجديد التي تفضلت كذلك بنشر نص القصيدتين محل الخلاف
وتحيط المدونة كل الاطراف علما انها لا تنحاز لجهة او طرف لحساب اخر ولا يعنيها في المقام الاول سوي الموضوعية والمصداقية في نقل الخبر دون ابداء رأي لصاحب المدونة في اي من القضايا وهذا نص رسالة الشاعر ايهاب خليفة للبديل الجديد :-
أرسل الشاعر إيهاب خليل ردا على رسالة الشاعر أشرف يوسف المتهم بسرقة قصيدته إلى الكاتبة الكبيرة عبلة الرويني والذي نشرته البديل قبل أيام هذا نصه :
تحية غير عابرة وبعد :
نشرت صفحتكم الغراء رسالة منسوبة إلى الشاعر أشرف يوسف لتوضيح ملابسات اتهامي له بسرقة فكرة قصيدة لي والرد عليَّ في ذلك ! وقد وجدتني غير قادر على رعاية الصمت في حديقة الانزواء، فبعد أن صار شعراء النثر المصريون أعضاء في مصحة قصيدة النثر العقلية ( على حد قول يوسف ) وبعد أن قرر أشرف إهدائي ( بصفتي ” عاطل إبداع ” القصيدة محل التلاسن وأخرى عليها في أوكازيون أشرفكو الذي يسد فراغ القصيدة المصرية من حيث الكم ) وبعد ادعائه أن اتهامي تصفية حسابات في حارات مثقفين ضيقة ، فإنني أعرض ملابسات الأمر برمته وأضعه ميراثا لقضية تتأزم بين يديك وأيدي القراء :
في الحقيقة لا أنكر على يوسف حق الرد عليَّ حجة بحجة ودليلا بدليل لكن بشكل عابر ديواني الذي زعموا أنه صادر في العام 2008م ” مساء يستريح على الطاولة ” منشور في العام 2007م برقم إيداع 14844 وبترقيم دولي 7-38-5130-977 حيث أوردت جريدتكم معلومات غير دقيقة في هذا السياق وقد كتب عنه حينها في الجمهورية غادة نبيل بتاريخ 1سبتمبر2007 مقالة بعنوان خصام النفس و في أخبار الأدب مرتين الأولى بتاريخ 5/8/2007 والثانية لعمر شهريار بعنوان الهامش كبديل عن مركز زائف بتاريخ 12-8-2007 والدستور هالة الدحروج بتاريخ 25-7-2007 ولا أزال أحتفظ بتلك الكتابات في مكتبتي بالقاهرة لمن يريد الاطلاع عليها .
و إنني أتساءل مادام أشرف يعتز بالصمت فلماذا لم يرتكب تلك الحماقة التي تعزز تساميه وتعففه و مادام يوسف غير راض عن وجوده في مختارات إبداع لماذا قبل هذا الأمر ؟! وهو الذي ينفي عن نفسه تهافته على الأثمان السريعة ، لماذا لم يعلن عن مكالمته مع البهاء حسين إلا حين أثرت موضوع القصيدة ، ألا ترون معي أنه لولا أنني نبشت هذا القبر المنسي ما تورط في إفصاحه عن خبايا نفسه تجاه مختارات إبداع !
في الحقيقة لن أسجل رأيي في المختارات ولا في الجدل الدائر حولها ولا في توقيتها إلا أنني أؤكد أنها أعظم ثمار حملة الإطاحة بلجنة الشعر فهي محاولة لإثبات ليبرالية حجازي وتفتح أفقه رغم أنه وصف شعراء النثر بأنهم أنصاف شعراء وقصيدتهم بأنها نصف شعرية في وقت متزامن مع قرب صدور المختارات ! لكن ما علينا …
الإشكالية ليست في النص فأشرف لم يسط على النص ، هذا واضح منذ البداية و أنا لم أتهمه بذلك مطلقا
لكن هذا النص ” لعبتي المفضلة ” لا ينتمي مطلقا لعالم يوسف الشعري من حيث المنحى الجمالي وسمات عالمه الشعري الخاصة وبل ينتمي من حيث جوهره لعالم شعري آخر و لكي أوضح سمات عالمي الشعري أعرض ما كتب عنها وهو ضروري جدا في هذا السياق :
كتب عمر شهريار ما يلي : تتجلى ثنائية المركز والهامش في ديوان مساء يستريح على الطاولة فالذات الشاعرة تصدر لنا استحالة التجاذب والتجاور بين طرفين بينهما قدر لا يمكن من التنافر الجدير بإفساد أية محاولة للتحاور والجدل . ومن ثم فلا مناص من قبول هذه الثنائية وفق تراتبها الهيراركي السائد أو محاولة هدمها كلية وإبراز مدى فاعلية الهامش وقدرته على خلخلة المتن وهذه هي إستراتيجية التي تتبعها الذات الشاعرة على مدار الديوان ، فتجدها تحتفي بالصلصال والنمل والصراصير و التوك توك وأكياس القمامة وهذه الأشياء المهملة لا يتم التحدث نيابة عنها من قبل ذات خارجية بل تتحدث هي عن نفسها لإبراز قدرتها على إنتاج شعريتها الخاصة .
وكتبت هالة دحروج ” تمضي باقي قصائد الديوان تحاول استنطاق الأشياء و أثناء ذلك تكشف عن أبعاد أخرى للحياة غبر لغة رقيقة ومنسابة ”
وكتبت غادة نبيل ” الحشرات والهوام وكائنات أخرى تتمشى وتعاني ويتم تبني صوتها وتقمصها في ديوان ” مساء يستريح على الطاولة ” حيث أصوات تخرج كما لو أنها من آخرين أو من الجماد وليس منه … ”
و أخيرا أنشر مجتزأ للشاعر شريف رزق من مقال منشور له بعنوان ” الشعريات الرئيسية ” فيه رد كاف لأمثال يوسفكو الذي ازدرى شعري وألحق قدراتي العقلية بمشفى العباسية يقول شريف رزق – وهو ناقد له وزنه في الحياة الثقافية المصرية حيث يصنفني كأحد رواد الشعرية الرئيسية في مصر وكرافد مستقل :
”
تُمثَّلُ الأشياءُ – بتعبير مُحيي الدين بن عربيِّ(-638هـ) أُمةً من الأمم ، وهيَ – هنا- كائناتٌ نصِّية ،ويأتي التعبير عنها ضمن الاهتمام بتفاصيل الواقع المعيش ، بما يحويه من أشياء ظلَّت مُهمَّشةً ومُستبعَدةً ، ومن الشُّعراءِ الذّين عكفوا على شعرية الأشياء ، على نحوٍ ملحوظٍ ؛ إيهاب خلفية(1972- ) ؛ فلهذه الأشياء ، البطولة ، في مشهده الشِّعريِّ ، ولها أبعادٌ وجوديةٌ ومواقفُ مُجتمعيةٌ ودراميةٌ.إنَّه يكتبُ عن أشياءٍ عابرةٍ ، مُهمَّشةٍ ، أو مهملةٍ ؛ ففي ديوانه : “طائر مصاب بإنفلونزا” : 2006 يكتب عن : طائر مصاب بأنفلونزا – ما قالته الأطعمة داخل الثَّلاجة – ثورة الصَّراصير المنشورة بتاريخ 12/9/1999 في جريدة أخبار الأدب والكتابة الأخرى ،وفي ديوانه “طائر مصاب بإنفلونزا” : 2006 ، وفي ديوانه : “مساء يستريح على الطَّاولة” : 2007 ، يكتب عن : ” توك توك شارد جنب الكورنيش- كيس قمامة أسود- نملة ، وفي ديوانه :” قبل الليل بشارع”: 2008 ، يكتب عن : نوافذ – مقشَّات – ضرس – ورقة – ظلال تسير بمفردها – حذاء يرثي سيدته التى غابت- كراسة رسم ، وغير ذلك .ومنها قوله في قصيدته : “ما قالته الأطعمة داخل الثَّلاجة” :” في كلِّ مرةٍ
يخطف الإنسانُ شيئًا ،ننامُ ونستيقظ على رفٍّ خاوٍ ،وليس سوى الأنينِ
مكانَ الزجاجاتِ التي اختُطفتْ ،ليس سوى الأسى وراء كلِّ طبقٍ
نتحطَّمُ
وأعصابنا منهارةٌ
إثرَ كلِّ بابٍ يُفتحُ ،من منَّا سيأخذونه إلى هناكَ
حيثُ آلاتُ التَّعذيب الثَّقيلةُ
السَّكاكينُ
والضُّروسُ التي تطحن.” ومنها قوله في قصيدته : “كيس قمامة أسود” :” خرجتُ من كلِّ بيتٍ
مطرودًا
ومصحوبًا باللعنةِ
مُحمَّلاً بالأسرار
كثيرون يلمسونني
لكن لا يُقاسمني أحدٌ
شبقَ المحرقة .”
هذا هو المنحي الفني يا سادة الذي أقحم أشرف نفسه فيه وعند دراسة شعره سيبدو جليا اغتراب نص لعبتي المفضلة عن عالمه الشعري بالكلية .
لكن الأكثر أهمية هي رواية ” الصيف الغادر” وهي صفحة عابرة في سيرتي الذاتية ويرجع بنا رواية الصيف الغادر هذه إلى صيف العام 2006 م حين دعاني يوسف لمنزله بالمنصورة وكنت عائدا من السعودية في إجازة قصيرة و كنت قد أصدرت ” طائر مصاب بإنفلونزا ” طلب أشرف عشرين نسخة من هذا الديوان ليوزعها لي على الأصدقاء فشعرت بنبله ، وتوجهت إليه لآخذ رأيه في مشروعي الشعري القادم ” مساء يستريح على الطاولة ” ومعي نماذج لبعض قصائدي، التقينا وشعرت بمعاناة أشرف حين وجدت علبة سجائره فارغة ، قرأ علي َّ قصائد جديدة له عن العراق وقال لي هذه نقلة جديدة في عالمي الشعري ثم قرأت عليه قصائدي الجديدة وكان منها القصيدة موضع الاختلاف ، لم يعلق أشرف كثيرا على القصائد فشعرت بحزن لكنه طلب تصوير نسخة منها !! نزلنا وكان مع أشرف منشورات مقاطعة للمنتجات الصهيونية وحين وصلنا إلى مكان قريب من محمود الزيات وقف أشرف في الشارع يوزع تلك المنشورات على الناس قلت لنفسي : ” لقد تغير يوسف بعد الحادثة كثيرا ” عدت و أنا أقول لنفسي شاعر لا يملك ثمن علبة سجائر ويوزع منشورات ضد المنتجات الصهيونية إنه لصديق عزيز ! ” هذا هو الصيف الغادر يا سادة فقد سافرت وعدت بعد عام لطباعة ديواني الجديد و لم ألتق يوسف إلا في العام التالي في مكتبة مبارك حيث كانوا يحتفون بشعري و ديواني الجديد ! هذه روايتي عن الصيف الغادر صدقوها أو لا تصدقوها ! تهكموا عليها وقولوا حروب وهمية ومصطنعة أو قولوا لعل هذا حدث فعلا ومن دون قصد أو بقصد ، قولوا هذا ليس دليلا دامغا في قضية كهذا أو قولوا إن الصيف الغادر غائر كخنجر في قلب المهزلة ! ” إنني لم أهرم يا يوسف ولن أستقل نعشا طائرا إلى النسيان ! ” ولعلنا نذكر في هذا السياق بمزيد من التقدير اعترافات المازني عن صديقه عبد الرحمن شكري وكيف غدر به لأنه نهاه عن التقليد والسرقة في قصة أوردها رجاء النقاش ”
يقول المازني عن صداقته ثم خصومته مع عبد الرحمن شكري: لقد عرف القراء حكايتي مع عبد الرحمن شكري، وكيف كنا صديقين حميمين، ثم وقعت الجفوة فتعادينا… صحح لي عبد الرحمن شكري المقاييس، و إقام الموازين الدقيقة، وفتح عيني علي الدنيا وما فيها، وكنت أعمي لا أنظر… وكان يصونني من العبث ويزجرني عن التقليد ولا يرضي لي الضعف، اذكر مرة أنني نظمت أبياتا من العتاب أو الغزل وبعثت بها إليه فردها بكتاب قال فيه: إنها لا تليق برجولتي، فشق علي ذلك، وأجبته جوابا مرا، فأغضي، ومرت الأيام، وهدأت نفسي، وراجعت الأبيات، فلم أجد فيها غير ما رآه، فمزقتها.
تلك كانت قصة الخصومة بين عبد الرحمن شكري والمازني والتي شن فيها المازني حملة عنيفة علي شكري تحت عنوان صنم الألاعيب والتي فيها وصف المازني شكري بالشعوذة والجنون .
انتهى كلام الناقد الكبير رجاء النقاش وأقول ليوسف أرى أن المسألة تتكرر فأشرف ينعتني بالجنون و بالبلطجة الشعرية وافتعال الحروب الوهمية وتلميع الضآلة في الوقت الذي يعلي من شأن نفسه فهو مشغول بأحلام كبيرة ضاق عنها قلبه الرحب ” أتناسى هموم قلبي الصغيرة والغلاء والإخوان والحزب الحاكم والمعارضة الفاسدة؟ ” يا أشرف اتئد وعد بوعيك إلى العام 2006 حيث كنا نفترش الأرض وكل منا يؤاخي الآخر بلا خيانات تذكر وأنت عائد من عند محمود الزيات والقصائد المصورة التي كانت في جيب بنطلونك الخلفي ” لمن كانت تلك القصائد ؟! تذكر أنني كنت أنظر لك من خلفك بعد أن وزعت منشورات مقاومة المنتجات الصهيونية وأقول لنفسي هذا هو ” المثقف الحق ” آه من خسارتي فيك يا أشرف وصدمتي في صداقة أربعة عشر عاما ما الفائدة إذا كسبت العالم وخسرت رجلا كان يؤمن بك !
والبديل تنشر نص القصيدتين محل الخلاف
لعبتي المفضلة
أشرف يوسف
يالقدري.. ضيعتُ حياتي عاشقاً للبط ء
يقودني آخرون ضعافٌ مثلي
يهابون الميكروباص وعربةَ النقل
ونقطةَ المرور البعيدة
سواءٌ كنتُ مندفعاً بأقصى سرعةٍ أو أنتظر في المرآب.
خطاي إلى الأحلام- ملعبي الأخير-
شقاوة ُعفريتٍ غلام
يلفظونها آخر الليل بالماء والصابون الملقى
بلا خجلٍ أو استئذان على كنبتي الخلفية
وعجلاتي الثلاث.
مشيتُ في الوحل.. ومشيتُ على التراب..
ومشيتُ تحت السماء..
أكتملُ بركابي الغلابةِ ويكتملون بي
وألعنُ سائقي في السراء والضراء.
لا أملَ ولا يأسَ لديّ
عملتُ لسنواتٍ بهلواناً
كلُّ ما عليّ هو الانتظار
هييه الانتظار – لعبتي المفضلة-
كان يجعلني أعرف حيلَ الكلام
“ألغي و أمسح وأعدِّل” النداء
بين إيثاكَتين متقابلتين يفصلهما وحلٌ
وأشجار.
أما فيما عدا ذلك- يا صاحبي الطيب-
لم أكن لأغامرَ وأخرجَ في أسفارٍ طويلة
فأنا في النهايةِ ..”توك توك”.
” توكْ توكْ” شارد جنب الكورنيش
إيهاب خليفة
لا أبواب لي
ولا رخصة
يرونني خطِرًا
كالرجال الذينَ لهم لِحًى
لأن الهواءَ يدخلُ من هنا
ويخرجُ من هناك
حيثُ هنا وهناك
واحد .
سائقي يسمعُ أغاني شعبان عبد الرحيم
ويدخنُ سجائرَ لا طعم لها
سائقي يبغضُ الشرطة
التي تركبُ ولا تدفعُ
والزبائنَ الذينَ يطنشون .
الحبيباتُ غادرْنَ
تاركاتٍ له الياسمينَ
والقبلَ التي استعصى الهواءُ
المشبعُ بالجاز على حملِها
الحبيباتُ يركبْنَ سياراتٍ غامضة ً
في شارع جامعةِ الدول
ولا يرجعْنَ أبدا .
فوقَ إطاراتٍ سوداءَ ثلاث
أقلبُ أو لا أقلبُ
بمظلةٍ واهيةٍ
أبتلُّ أو لا أبتلُّ
بلا كشافاتٍ
أصدمُ أو لا أصدمُ
كلُّ لجنةٍ مروريةٍ أذى
كلُّ موعظةٍ حفرة
كلُّ ازدراءٍ مطب .
سأمرُّ في كلِّ الميادين
بلا حرج
لا لجان ولا شرطة
أتوقفُ حينَ أريدُ
أركنُ بمقتضايَ
معي سارينة تلفتُ الانتباهَ
معي سماعاتٌ
لا سائقي وضع حزامًا
ولا كفَّ عن التدخين .
دعوني أدمِّرُ الفتارينَ
دعوني أرى إطاراتي تُصَفَّى
وتنطلقُ واحدة
إثرَ واحدةٍ
إلى المجهول
دعوني أرى مظلتي تُثقب
ثقبًا بعدَ آخرَ
والسماءَ تصحو
وسائقي يموت .
وحدي ذاتَ يوم
بلا أحدٍ في داخلي
سأمضي نحْوَ لجنةٍ مروريةٍ
لسْتُ فريسة تطاردُهَا غابة ٌ
لسْتُ “بن لادن”
وليطلقوا الرصاص
وليطلقوا الرصاص
فليسَ لي محطة الآنَ
سواي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق