بعد 10 سنوات من بداية التفكير فى المشروع من جانب الراحلين السيناريست محسن زايد والفنان أحمد زكى، يقترب فيلم «الفاجومى» من الخروج إلى النور بعد أن بدأ تصويره.. ولكن هذه المرة من بطولة خالد الصاوى وصلاح عبدالله وكنده علوش وجيهان فاضل وفرح يوسف وسيناريو وإخراج عصام الشماع.
ورغم أننا جميعا ــ وقبلنا صناع فيلم الفاجومى ــ نعلم أن الفيلم هو سيرة ذاتية لحياة الشاعر ومكتوب على أفيش الفيلم أنه مأخوذ من مذكرات أحمد فؤاد نجم إلا أن المخرج الدكتور عصام الشماع قرر أن يستعين بأسماء مستعارة لأبطال الفيلم فأختار اسم «أدهم نسر» لأحمد فؤاد نجم واختار اسم «همام موسى» للشيخ إمام عيسى واسم منة مراد لشخصية عزة بلبع وهكذا.
الشماع برر لجوءه إلى هذه الطريقة فى التعامل مع الفيلم أنها ليست السابقة الأولى، وأن المخرج يوسف شاهين لجأ إلى ذلك فى أفلامه، التى تروى سيرته الذاتية، وأطلق على نفسه اسم يحيى واختار لرفقاء سيرته الذاتية أسماء من خياله،
وأضاف الدكتور عصام الشماع: بصراحة أكثر نحن كنا مجبرين على اللجوء إلى هذه الحيله لنتفادى الاصطدام بمشاكل الواقع فى ظل وجود معظم من ستتعرض لهم الأحداث على قيد الحياة خصوصا زوجات أحمد فؤاد نجم وبعض الشعراء والمطربين والسياسيين، ولذلك كان اللجوء إلى ظلال الشخصيات الحل الأمثل إلى جانب أن ذلك يمنحنا فرصة أكبر للتعامل مع الأحداث والشخصيات بحرية، وهناك شخصيات ستظهر فى الفيلم ليست لها أساس فى الواقع مثل شخصية جارة أحمد فؤاد التى تجسدها جيهان فاضل.
وأضاف الشماع: «السيناريو سيتجاوز أحداثا كثيرة، وسينتقى أحداثا أخرى من عام 1958 وحتى قرب نهاية السبعينيات، ولو اتخذنا المنهج التأريخى ما استطعنا التعامل مع كل هذه الأحداث».
الفنان خالد الصاوى قال: «نحن لا نصنع فيلما وثائقيا عن أحمد فؤاد نجم حتى نطالب بالتعرض للشخصيات والأحداث بمسمياتها الأصلية.. لو أردنا أن نؤرخ لأحمد فؤاد نجم لذهبنا إلى مجال الفيلم الوثائقى، لكننا قررنا أن نتجه إلى استخلاص العبر والمثل من حياة شخصين أثرا فى تاريخ الحركة الشعبية، وكانا موجودين فى كل لحظات الكفاح الوطنى فى هذه الفترة وسجللا نبض الشارع وحركوا الناس..
نحن نسعى إلى صناعة فيلم يستلهم من سيرة هؤلاء عبرا ومثلا تتعلق بالحرية والتعبير عن الرأى وتعظيم قيم الانتماء والوطنية دون الوقوع فى فخ النميمة عن أشخاص محددين والتفاصيل التى لا تفيد أحدا.
وأضاف الصاوى: نحن نتناول حياة شاعر من منطلق الاعتبار والفهم وليس من باب التأريخ أو النميمة وحتى نستطيع التركيز على المناطق المهمه فى حياة أحمد فؤاد نجم حتى لا تطمس القصه ولا نزيفها فلو اخترنا مطابقة الواقع، لكننا أجبرنا بشكل أو بآخر على تزييف بعض الأحداث أو الشخوص، وهو ما كان سيؤدى إلى تزييف القصة برمتها خصوصا أن نجم بنفسه موجود ومتابع لصناعة الفيلم.
الفنان صلاح عبدالله قال: المهم ليس الأسماء لكن المهم أننا نرصد تاريخ شخصيتين كلما يمر الزمن يبرهن على أهميتهما، وهذه هى عبقريتهما الحقيقية، وأعتقد أن أهمية الفيلم فى أن يخرج للنور بشكل يتناسب مع قيمة أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، ولو كان اسمى فى الفيلم «همام موسى»، فكل المشاهدين يعرفون أننى أجسد دور الشيخ إمام عيسى، وبصراحة دار بيننا حوار طويل قبل التصوير لحسم موضوع الأسماء، ولم نجد بديلا عن اللجوء إلى استخدام أسماء مستعارة للخروج من مشاكل قد تتسبب فى توقف الفيلم أو عدم اكتماله لأن كثيرا من الشخصيات فى الفيلم ترمز لشخصيات حقيقية.
من جانبها، قالت الفنانة جيهان فاضل: «لعل شخصيتى الوحيدة فى الفيلم التى ليست لها أصل فى الواقع فهى تمثل رمزا للأنثى فى حياة أحمد فؤاد نجم، وهى جارته ومالكة البيت الذى سيعيش فيه مع صديقه أحمد فؤاد نجم فترة طويله من حياته، وستربطها به علاقة خاصة جدا، ومن خلالها سيسرد قصصا قد تكون حدثت بينه وبين نساء أخريات ولكن جميعها ستكون من خلال شخصيتى».
الفنانة فرح يوسف قالت: أعرف أننى أجسد دور المطربة عزة بلبع ولكن اسمى فى الفيلم منة مراد ودورى مأخوذ بالكامل من تجربة عزة بلبع مع احمد فؤاد نجم وقصة حبهما وزواجهما وتضحيتها بأسرتها الأرستقراطية للارتباط بالشاعر الفقير نجم مكتفية بتوحدهم فى مشروع وطنى وفكر ثورى واحد، ولكن المخرج يرى أنه من الأفضل أن اظهر باسم منه وأنا ملتزمة برؤية المخرج.
المنتج حسين ماهر قال: «لست صاحب فكرة اللجوء إلى ظلال الشخصيات، ولم أكن ضدها ولكننى وافقت عليها لأنها مخرج ذكى من العديد من المشاكل، التى كانت من الممكن ان تعرقل الفيلم، وكل ما يشغلنى هو أن اقدم نوعا من السينما ذات المضمون الهادف والراقى وهذا الفيلم هو باكورة إنتاجى وأحد أحلامى منذ عشر سنوات عندما كان مرشحا له أحمد زكى ولذلك لا أهتم إلا بأن يخرج الفيلم للنور سواء بأسماء الشخصيات الحقيقية أو أسماء مستعارة لأن ذلك يخضع لوجهة نظر المخرج عصام الشماع.
وعن رأيه فى هذا التناول لحياته قال الشاعر أحمد فؤاد نجم: أؤمن بمقولة معروفة فى المسرح وهى أن المخرج ملك العرض وعصام الشماع مخرج الفيلم من حقه أن يتناول الأحداث والشخصيات بطريقته طالما كان أمينا فى عرض الخطوط الرئيسية لهذه الشخصيات وقد جمعتنى بكل العاملين فى الفيلم جلسات طويلة وأجبت لهم عن كل التساؤلات وحكيت لهم كثيرا عن كل شخصية فى حياتى سيتعرض لها الفيلم وسأتركهم بحريتهم فى التعبير عن هذه الشخصيات وعن رحلة حياتى ولن أراقبهم أو أحضر التصوير ولا يهمنى أى شىء سوى أن يكون هناك مضمون جيد للعمل ككل دون النظر للتفاصيل.
نقلا عن جريدة الشروق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق