السبت، أغسطس 27، 2016

عصام سعد يكتب : حكايتي مع محكمة الجــــــان





حكايتي مع محكمة الجــــــان
بقلم / عصام سعد حامد
لم يكن الكتاب الذي اشتريته من الكنوز أو ما شابه . فهو يباع على قارعة الطريق بأبخس الأثمان . عنوانه وسعره هما الدافع للشراء ولا دافع غيرهما . الكتاب كان يحمل اسم ( المبروك في جلب سلاطين الجن والملوك) , عند تصفحي له . وجدت فيه فصلاً عن كيفية استحضار ملوك الجان , به عزيمة تقرأ سبع مرات . قرأتها بالعدد المذكور . بعد أن استوفيت شرط البخور المطلوب وهو " تفاح الجان" , وجدت في هامش الكتاب تبياناً عن هذا الاسم الغريب للبخور , اكتشفت أنه متاح لدي وهو( الكزبرة اليابسة ) , بعد أن قرأت العزيمة بالعدد المذكور في حضرة البخور الميسور, لعدم فهمي أو علمي لمعنى ما قرأت . على نفسى ضحكت . من غرابة ما فعلت , أغلقت الكتاب قائلا ً ( بلاش كلام فارغ . أروح أنام أحسن ), وضعت الكتاب بجواري , نمت.
رأيت نفسي خلف القضبان المعروفة لأي محكمة , أمامي على منصة الحكم خمسة قضاة ومستشارين . من فقهاء القانون في عالم الجان . يمثلون هيئة المحكمة . وقف أحد ملوك الجان موجهاً حديثه للسادة القضاة المعتلين لمنصة القضاء
قائلا ً: ( المتهم قام باستدعاء ملوك الجان من عروش ممالكهم عمدا.ً بلا سبب يذكر, لم يقم بصرفهم ليعودوا إلى عوالمهم وممالكهم . مما دعاهم لصرف أنفسهم وفى ذلك مخاطرة عظيمة على أرواحهم بل وإلحاق الأذى بهم نتيجة تصرفه غير المسئول . كما هو مبين بالأدلة المقدمة لحضراتكم ...... وبناءاً عليه . نرجو إحقاق الحق , الحكم عليه بما يتناسب مع جرمه الفادح في حق ملوك وسلاطين الجان....)
نظر إلىّ رئيس محكمة الجان,
سألني : هل ما ورد في قول الزميل صحيح ؟ 
أجبت : نعم . لكنى لست متخصصا ً في هذه الأمور . كنت أجرب فقط .
تداولت هيئة المحكمة فيما بينها ...., نطق رئيسها بالحكم : ( حكمت المحكمة حضورياً بإبطال خاصية الكلام من لسانه لمدة سبع سنوات ـ رفعت الجلسة )
نهضت في الصباح , أردت أن أنادى على زوجتي , اكتشفت أن لساني معطل عن الكلام , حاولت كثيرا ً. لم أستطع على الإطلاق , اعتدلت في فراشي , تناولت ورقة وقلم , كتبت ( لا أستطيع الكلام إتصلى بإخوتي . أريدهم حالاً. ) , اتصلت زوجتي بكل إخوتي, حضروا على وجه السرعة , قرءوا ما كتبته لهم . وهو ما حدث منى الليلة الماضية , الحلم الذي رأيته , محاكمتي في محكمة الجن , الحكم الذي صدر ضدي..... ذهبوا معي إلى العديد من الأطباء . الذين أبدوا دهشتهم من حالتي . اللسان سليم من الناحية الطبية والإكلينيكية , كذلك الحبال الصوتية سليمة , كلاهما يتحرك بطريقة طبيعية . اللسان يقوم بوظيفته في مضغ وبلع الطعام والماء , لكنه لا يؤدى دوره في عملية الكلام , لم يتوصل الأطباء لشيء سوى عجزهم عن فهم الحالة . فلجأنا إلى أطباء الأمراض النفسية والعصبية الذين أبدوا عجزهم أيضا ً, بعد إجراء العديد من التجارب عليّ علاجياً وكهربيا ً وليزر ووخز بالإبر....... وغيرها من طرق العلاج . فشلت كل المحاولات فشلاً ذريعاً في إعادة النطق لي , ذهبنا إلى العديد من الشيوخ والرهبان . كلا ً منهم إجتهد بقدر طاقته وعلمه لعلاج حالتي . لكن للأسف .....
وبعد مضى ثلاثة أعوام . من الذهاب هنا وهناك , استنفذنا كافة الطرق العادية وغير العادية .
أبلغنا أحد العارفين بمشكلات الجن : أن العلاج ممكن . لكن المشكلة تكمن في أن محكمة الجن . أصدرت هذا الحكم وهى على حق في حكمها , بالتالي فإن أي شخص ينجح في علاج الحالة . يصاب هو نفسه بنفس الضرر .
, هذا هو السبب في امتناع الكثيرين من ذوى الحكمة في هذا المجال . أن يجتهدوا بصدق في علاج الحالة . 
بالتالي . لا مفر من الصبر حتى تنتهي مدة الحكم . وأمركم إلى الله ورسوله .
كنت أستمع لهذا الكلام , انتبهت جيداً لعبارة ( أمركم إلى الله ورسوله ) .
إذاً . المسألة خرجت من نطاق أهل الأرض , تيقنت في نفسي . أنه لا علاج لي حقاً. إلا بالله ورسوله , قررت استئناف قضيتى أمام محكمة القضاء الإلهى . نهضت , توضأت , صليت صلاة العشاء , جلست بعدها أذكر الله , أستغفره . ثم دعوته أن يشفيني , قمت للصلاة . بنية قيام الليل والاستغفار وقضاء الحاجة , أطلت في السجود , قلت في سجودي ((( يا الله يا علىّ يا عظيم يا ذا الجلال والإكرام يا رحمن يا رحيم يا رب العالمين . اللهم أنت القائل وقولك الحق ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء......) يا ربى . حكمت محكمة الجن ونفذت بقدرتها . ووحدك صاحب الحكم والقدرة المطلقة . يا رب الأنس والجن . اللهم إني أسألك وأتشفع إليك برحمتك وقدرتك وبرسولك محمد صل الله عليه وسلم خاصّة وبالأنبياء عامة . أن تتصدى لهذا الحكم , اللهم أعذرني لجهلي وقلة حيلتي . طرقت كل الأبواب إلا بابك , هذا لفرط جهلي , بابك لا يرد أحداً. يا رب العالمين بك وحدك أستجير مما لا طاقة لي به . وحدك القادر . ولا قادر سواك يا الله { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} . {ربى إني قد مسني الضر وأنت أرحم الراحمين } بحق نبيك وحبيبك محمد . يا غياث المستغيثين . أغثني . اللهم أطلق لساني . اللهم لا تذر أحداً من خلقك يحرمني من لذة النطق بكلمة التوحيد.........))) , أخذت أدعو الله . وأنا ساجد حتى غلبني النعاس , نمت علي مصلاتى , رأيت في منامي سيد الخلق محمد صل الله عليه وسلم يقول لي : ( أبشر . لقد أحسنت التوجه والدعاء . قضيت حاجتك . لتكن أول كلمات ينطقها لسانك في الصباح.)
" لا إله إلا الله محمد رسول الله " . استيقظت وأنا أكررها بصوت عال .
الكاتب / عصام سعد حامد مصر ــ أسيوط ــ ديروط

ليست هناك تعليقات: