السبت، يناير 03، 2015

فى ذكرى مولده " صلى الله عليه و سلم " بكائية بين يدى الحبيب... للشاعر أحمد الشافعي




ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى ذكرى مولده " صلى الله عليه و سلم "
بكائية بين يدى الحبيب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشعر أعيانى و غارت أبحرى
و كأنما الكلمات تسبح فى السديم
شىء تحطم فى الضلوع و إنه
قلب تهاوى إذ تثاقل بالهموم
والدمع فى العينين بحر هائج
و دماؤنا تغلى بجمر من حميم
من للمعذب كى يكفكف دمعه
و يهدهد الأحزان كالأم الرؤوم
من يضرب النوام فى أجنابهم
حتى يفيقوا من سباتهم المقيم
من يزرع الأزهار فى قلب الفلا
من يطفىء النيران فى جوف الجحيم
طافت بذهنى صورةٌ ، يا حسنها
لكأنه المختار و الصحب الكريم
و كأننى أنا واقف و النور يغ
مرنى فلا أقوى على النظر المديم
و رفعت وجهى والدموع تفجرت
فى العين سيلا بعد أن كانت غيوم
ياليت شعرى هل أنا حقا هنا
عند الحبيب بجانب الرجل العظيم
حلم تحقق أم تراه توهما
عقلى مريض أم ترى عقلى سليم
و كأننى فى حالتى تلك التى
تمضى خيالا مثلما يمضى النسيم
ينتابنى الإحساس أنى سامع ٌ
صوت الرسول بنعته الحلو الرخيم
ينساب فى الأذنين رقراقا كما
ينساب نور البدر فى الليل البهيم :
"
أبنىّ ماذا قد أصابك يا فتى
هوّن عليك و كفكف الدمع الأليم "
حاولت كبت الدمع لكن خاننى
وانهل أمطارا على وجهى تهيم
ذكراك يا خير الأنام أريجها
أزكى النفوس و طبّب القلب السقيم
ذكراك أحيت فى النفوس مشاعرا
كادت تموت بخنجر الزمن الأثيم
لكننى ما رمت مدحك سيدى
فالنجم يكفيه العلا مدحا يدوم
و الزهر يمدح نفسه بأريجه
و الليث تمدحه الشجاعة فى الهجوم
إنى رسول الله جئتك معلنا
هما تولى كبته الصدر الكظيم
و الهم جد الهم حقا سيدى
ما أخفقت فى حمله نفس الحليم
إنى رسول الله أبكى أمة
تبدو كأيتام تكفلهم لئيم
نبدو غثاء قد تقطع حبلنا
و الحبل لو ندرى طريق مستقيم
نشكو المهانة و الكرامة عهدنا
و الضيم يقسو حين يشكوه الكريم
سالت دمانا و المرارة أنها
سالت بأيدينا فلا تلم الخصوم
إن كان سيف الغدر فينا مشرعا
فالخصم إن يفتك بنا ؛ فهو الرحيم
فى كل شبر سال منا أنهرا
تروى كسيل حل فى جدب عقيم
هانت دمانا يا رسول و إنها
عزّت لدى الرحمن فى الذكر الحكيم
أين الخلاص طبيبنا و رسولنا
اصنع لنا ترياقنا من ذى السموم
فكأنما طيف ينادينى لكى
أتأمل التاريخ و الزمن القديم
لما أتتهم رسل ربك بالهدى
ضلوا و قالوا سوف نبقى فى النعيم
فجزاؤهم بالعدل كان هو الردى
بالقصف أو بالخسف أو ريح السموم
فاعلم بنىّ بأن ربك قادر
يجرى نظام الكون فى شكل قويم
إن كان أهل الأرض قد بلغوا مدىً
فى العلم ، من أعطاهم فيض العلوم
من سخر الدنيا و مهد أرضها
حتى يسيح بملكها لب الفهيم
أبنىّ إن الله ليس بعاجز ٍ
إن شاء أعطى أو هو الأخذ القصيم 
فإذا رأيت الظلم أصبح فاشيا
فاصبر ؛ فإن الظلم حتما لا يدوم
و اهرب بدينك واتبع فى هذه
ما قد أتى فى الذكر عن أهل الرقيم
أبنىّ من يرد ِ النعيم جميعه
يصبرْ إذن إن مسه بعض الجحيم



ليست هناك تعليقات: