السبت، ديسمبر 13، 2014

أنا نصف شاعر .... محمد العثمان






كيف يمكن للحرب أن تقنعني أن ( موزارت ) لم يكن مجنوناً ، و رامبو كان مِثْلِيّاً
هذه الحرب علمتني أن أحيد عن أنوثتي 
وأسلب ذكوريتّي من خصوبة الموتى ، 
أنا نصف شاعر ، أحيد عني عندما أكتب ما يريدني أن أكتبه
وأحيد عن الرؤيا عندما أريد أن أفجّرها كنهر جارف.
أنا نصف شاعر ، لكنه مجنون في كلِّ شيء ، حتى لا أستطيع أن أفكر لأكثر من سبع ثوانٍ بأي أمر .
لكنّ الحرب عودتني أن أطيل التفكير بجواربي عندما انشغل بالبرد .
وعودتني ان أُكثرَ التمعن بظهر جارتنا المقوس وكأنه هلالٌ منفعلٌ وغاضب .
هذه الحرب لم تكن أبعدَ من تمرين لمواهبي الدفينة.
لقد كانت أكثر ملحاً في الطعام لمن مل روتين الحياة الزوجية
وسكراً زائداً لمن تشظى عند باب حبيبته المتروجة منذ أكثر من ثلاث سنوات .
هذه الحرب أقنعت الكثير ، أنّ غيري هو كائن عضوي ــ يكبر عندما تكبر بداخله الطموحات، ويموت عندما تغترّ به ــ
وأنني ذكرٌ نصف عاقل ونصف شاعر .
أجيد الجنون عندما لا أكون عاقلا ، ولا أجيد الشعر حينما أكره الكلام والتصريع .
لا يمكن لهذه الحرب أن تفعل أكثر مما تريد أن تفعله .
و لا يمكن لجنوني أن يهذي أكثر مما سيهذي .
أنا أعرف جيداً كيف يمكن أن أقنع جنوني بعقلانية موزارت ، وبعشق رامبو للجميلات ،
وأن أقنع الحرب بأن هنالك حب ...
سأقنعها أن تكون كلّ شي بحرفين فقط (حُر ) أو ( ربّ) ، كل شي ، كل شي لكن ألا تجتمع في هذه الحرف الثلاثة .
12 /12 / 2014 . م .ع

ليست هناك تعليقات: