الثلاثاء، أكتوبر 28، 2014

في الثانويةِ ..حسني عبد الحميد الإتلاني






كان شاطرا في الحساب
كنت شاطرا في تهجي القصيدة
قال لي ـ وهو ينظر في كتابه
وأنا أنظر في جدول صفير 
وجهه حلو كوجه حبيتي
وطيّب كقلبها ـ
: يا صديق
الشعر لا يطعم كسرة خبز جائعا
والقراءة تضعف النظر
ضحكت منه وما سخرت
........................
فى الجامعةْ ...
كان شاطرا في ارتياد قاعة المحاضرات
كنت شاطرا في ارتياد عالمي المجهول
ألف ليلة وليلة
شعراء المهجر
الكمنجات تبكى على العرب الخارجين من الاندلس
الطائر الجريح
الملاح التائه في خضم اللذة لا خضم البحر
أصيح يا خليج يا واهب اللؤلؤ والمحار والردى
يجيبني الصدى
كلما زيفوا بطلا قلت يا قلبي على وطني
قال لي وهو يبحث في مرجع داكن
وأنا ساهم في اصطياد قصيدة
: يا صديق
الشعر لا يطعم كسرة خبز جائعا
وال..............
ضحكت منه وما سخرت
...........................................
بعد سنين
استوقفني
عربة فارهة
رجل لامع تختفي عيناه
خلف نظارة مذهبة
تتدلى ذراعه اليمين
خلف بضة جميلة
كبطلات التليفزيون
قال لي ..
يا أيها المجنون
قد شاب رأسك من قبل الأوان
الناس حولك سائرون
سائرون
وأنت في نفس المكان
.....
كان أستاذا لامعا
في رواق الجامعة
كنت أستاذا ضائعا
أعلم الصغار ألفباء الكتابة
في غيابت الجبل
كنت أستاذا ضائعا
حاملا كراريس الصغار
دفتر تحضير
جوربُ نظارة غليظةٍ
جور نال قديم يؤنسني
في رحلة القطار
المقيتة المميتة المرعبةْ
بالها من لعبة
بخيسةٍ بئيسةٍ ومجدبةْ
......................
ياسيّدي: الحق لك
الحق لك
الشعرُ لا يطعمُ كسرةَ خبزٍ جائعا
والقراءةُ تُضعف النظر
.....
رجعتُ منكفئا
على عمري الذي
فرّ منّي
كضوء شمعة ضعيفة
لزوجتي التي حرمتُها
من لذة العيش
وطفلي الذي حرمته
من متع
لاستزيد في بلاهة
عجيبة
من رفوف المكتبة
من رفوف المكتبة
......
‫#‏حسني_الإتلاتي‬

ليست هناك تعليقات: