السبت، سبتمبر 27، 2014

الروائي / مصطفى بيومي وقراءة لـشذرات عبقها الهوى......فاطمة وهيدى..شاعرة من زماننا..




فاطمة وهيدى..شاعرة من زماننا
............................................
فى ديوانها"شذرات عبقها الهوى"،تقدم فاطمة وهيدى تجربة ثرية جديرة بالاهتمام والتأمل،ذلك أن قصائدها القصيرة أقرب إلى طلقات مكثفة تسعى إلى الابتعاد عن الثرثرة،وتراود التعبير عن مفهوم للحب يتجاوز الفرد إلى الفكرة،والذاتى إلى الجمعى،والتقليدى من المشاعر إلى الوقوف على حافة التصوف.
الشعر واحة للحزانى المغتربين الباحثين عن مأوى روحى،يفرون إليه من صخب الأيام المضنى،والحب طموح وحيد لمن يعذبهم نثر الحياة الماسخ،بكل ما يترتب عليه من ركود وجفاف.موسيقى قصائد فاطمة لا تنبع من الموروث الذى لا يتسع له إيقاع حياتنا المضطربة،لكنها تتورط أحيانا فى اللهاث وراء الموسيقى الخارجية الزاعقة،ولأن ما تحسه تجاه فكرة الحب يبدو بعيدا عن المكرور الذى استهلكه الشعراء،فإنها صادقة كل الصدق عندما تقول فى قصيدة من أربع كلمات:
* أين أجد لغة تناسبك؟
العقد شريعة المتعاقدين،والإقرار بعجز اللغة مدخل مضىء يتوافق مع طبيعة الحالة التى تبحث عن آفاق مختلفة وصور تدير الظهر للشائع من الصور:
* من مطلع الشوق وحتى سدرة لقائك
مساحات زرعتها بالحلم
الحلم يزيح الواقع،و"الحلول والاتحاد"هو الطموح الذى تهرول وراءه شاعرة تحلق مع الحب لمعانقة سموات التصوف،فكأنها تتوق إلى الأنا الواحدة شأن الحلاج:
* كيف وصلت لمرآتى
وأقنعتها أن ترسمك
كلما نظرتُ إليها؟
من تمام الحب الذى تنشده فاطمة وهيدى ألا يتحقق الحب ويرسو على شاطىء،فاللذة الأسمى فى اللهفة والانتظار،وفى الظمأ الذى لا ينشغل بالرى،وفى الاندماج الذى لا غاية من ورائه إلا التطلع إلى الإمساك بلحظة خارقة لا يمكن الإمساك بها:
1. * كن كالشوق يا حبيبى
ولا تغادرنى أبدا
قصائد فاطمة بالغة القصر هى الأفضل فى الديوان،والإسراف غير المبرر فى استخدام حرفى"اللام"و"الكاف" يؤدى إلى التشويش والمباشرة،ولعل استنساخ بعض التجارب وإعادة إنتاجها هو المسئول عن التكرار الذى لا يضيف،معارضة بذلك ما تقوله:
* المبدع تتوسل إليه الأفكار ليكتبها
فى دواوين فاطمة وهيدى القادمة،ستصل إلى مزيد من النضج والتفرد،شريطة أن تترك الأفكار تتوسل إليها طويلا،فأكرم الشعراء هم الأكثر شحا فى الإشفاق على الأفكار التى تلح.

ليست هناك تعليقات: