الخميس، مايو 01، 2014

منازلُ القمر قصيدة لم تنشر من قبل للشاعرة / كريمة ثابت

الشاعرة كريمة ثابت

                    منازلُ القمر

١هلال : 
حين تسلّل قمرٌ من كوّةٍ في الجدار
 ودخل إلى غرفتي كان قلبي وحيداً وبارداً 
هدهد بضوئه الحنون قصيدةً عجوز
 بأنامله مسح دمعةً كادت تحاور خدّي
 نسيتُ وقتها أنّ لكل قمرٍ محاق
 وأنّ الليالي المظلمة آتيةٌ 
لا ريب فيها إذن
 لصالحتُ المصابيحَ وأغلقتُ النافذةَ 
وسحبت الغطاء على قلبي!
٢تربيعٌ أول
: للقمر يدٌ ليست كالأيدي
 وله عيونٌ ليست كالعيون 
حين صبّ زيت محبته 
وأسرج فتيل الروح 
هدلت يماماتٌ كانت تعاني الخرس
 وأضاءت كواكبُ معتمةٌ 
بمجرّةِ الروح مسح برقيته القلب 
وتلا وِرد السكينة!
٣أحدب أول : 
لليمامة حجرات مظلمة مليئة بالهديل
 القاتم والأنين المكتوم
 غلّقت الأبواب ذات حزن و شدّت الجناح
 على مفاتحَ تنوء بها العصبة أولو القوة
 وجلست حزينةً تجاوبُ الملكوتَ صمتَه 
وتردّد ورد الصبر!
٤بدر: 
كان كابوساً رائعا 
غلّق الأبواب على روحها
 وأحكم اصطياد نبضها في الظلام الدامس 
اختبأ قمرٌ حنون لم يكلفه الأمر سوى (دبّوس ضوء) 
يفقأ به فقّاعة الظلام
 فيزغرد النور وتخرج اليمامة من الكابوس لتقول لضوئه :
 هيت لك !
٥)أحدب ثان:
 للقمر جناحان ولليمام أرواحٌ تعبةٌ
 والقمر لا يضن بضوئه
 ولا يدخر للعجاف حنطة محبته 
خزائنه ممتلئة وعطاؤه ممدود
 هناك سماوات تناديه وأقمارٌ أشقاء
 يتسلون معه بلعب (الدومينو ) في مجرات بعيدة 
ويمامات يدعونه ليمسح العتمة من فوق أرواحهن
 زيت القنديل لم ينفد
 والفتيل مشتعلٌ لكن الكابوس في ركن الغرفة 
متربص بالروح!
٦تربيع ثان:
اليمامة تفتح الكوة كلّ ليلة و
تنتظر القمر أن يهدل من جديد
 تلون الغرفة بالبهجة 
وتدخر زيت القنديل 
تخشى أن يهلك الفتيل والقمر بعيد !


ليست هناك تعليقات: