السبت، مارس 29، 2014

بطاقة تعارف .. قصة الاديب / محمد لطيف الفائز بالمركز الثاني في مسابقة " مي زيادة "


بطاقة تعارف 
                    للأديب / محمد لطيف 
وما الحياة الدنيا الا صفقة ، ولانى فقير بدروب اللغة فلا أعلم هل الصفقة من الصفاقة ام من الصفقات لكن ...........، وهم الفتى ان يحكى تاريخ بدايته للحياة او قل تاريخ أفولها حتى ابتدرته الأنثى الواقفة على شبح العوالم قائلة ان الموروثات تبيح المضرورات ، كانا كليهما فى حالة اقل انسانية مما تبدو عليه فى الحقيقة ، فهما مارسا معا افعال البغاء على مدار اعوام ثمانون ولم يكتمل جنين حلمهما بعد ، كان الفتى محطم ، او هكذا بدا للعيان ، اما الانثى فكانت اكثر شقاوة واقل حذرا ، خططا سويا لاشباع طبقات معينة فى مدارج الروح ، لكنهما ايضا سويا فشلا فى اتمام الامر بشكل لائق ولأنه اقل حرصا على حياة دونية ، او قل اكثر فشلا فى الاستمساك بفضائل الخيرات _ كان قد تهرب حقيقة من واقع الشتات الذى يلم به وبنا نحن القائمون على مفردات سرده العقيم ، ولانها اكثر حبا للبغاء ، تلك الانطلاقة الخفيفة للروح خارج عوالمها المنظمة فهى صارحته منذ بادى الأمر برغبتها فى كسر الانفعال ،
حالمان بالاستبداد الانسانى ، تاركين افعالهما الفاضحة محشورة بين اسوة حسنة واخرى سيئة ، اما الحسنة فهى انهما تركا علامات من الحيرة والاشتياق لمن خلف بعدهما ، واما السيئة فقد اذهبتها الرغبات المتكررة فى ترك نوايا اكثر تحسنا ، او قل تحسبا لرؤى اللغة انما عانقا العالم بشكل اقل تفردا مما سبق للعالمين الالمام به
هكذا صارت الحياه اقل تعقيدا ، واقل مدارة ، وربما اكثر صراحة واوضح من انفعالات تبدو وللوهلة الاولى واضحة .
اخلع حلمك ايها الفتى المدلل فلست فى الوادى المقدس بل كأنك فى الوادى المدنس فاترك بقايك للمارد الشيطانى يعبث بالمصير الابدى لحياة الملهمين ، وابحث بين بقايا نضالك عن امل اجوف ، قالها الرجل وهو يلوك المفردات بحسرة ، والانثى كانت شبقية كعادتها فنهرته وخلعت ثوبها ومفاتنها ثم القت بهم لطيور البحر تلقم من فئته .
من فوق قمة الجبل الذى لايعصم من الخوف كعادته وعلى شواطئ الحنين تذوب الرغبة وتنفلت عقائل الموارد الشيطانية .
حينما بدا الموكب بين ثنايا الجبل ، وفى غفلة من ضمير العالم _ وفى سرعة تتواتزى والقهر تنبت للفتى الهرم ذقن صغيرة مدببة ومحاطة بشعر قصير ، بص الفتى للفتاة الانثى فارتدت ثوبها ع اللحم ، وفى سرعة تفوق حلبات المصارعة فوق الفرش الوثيرة الممهدة _ فوق صدرها الهزيل الممصوص أخذت طرحتها فخنقت رأسها ، فاصل قصير من التهريج الآدمى يلوح فى الأفق ، عصابة من الألم ومن المخاوف تحوطهما ، اقترب الموكب ، فى طريقه الوعر ، فى العادة وقبل انشقاق الليل بخيوط الصبح كانا يندفعان فى السهول الجوانية للروح ، متنعمين بلذة مؤقتة ، محاولة احتواء مالا يمكن احتوائه ، مظاهر من فساد طبقى ، احزان ثقيلة على روح مشتاقة ، عنف قديم وقهرى متبق فى الحلق ، يسقط يسقط ، كان صوت الجماهير يشق الفراغ المحيط ، هبطا الكائنان من عليائما انحشرا فى الصفوف ، صرخا معا ، ارحل ارحل ، اخذ الفتى الهرمى يد فتاته الهرمية ، جامعين سنواتهم الثمانون من الشتات ليتقدما الموكب الهائل ، وكزته اسفل ابطه ، الموروثات تبيح المضرورات ، ابتسما حينما كانا فى مقدمة الموكب فى طريقه الابدى الموصل للثورة .

ليست هناك تعليقات: