الجمعة، أكتوبر 25، 2013

علي أسنه شعاع شمس.... قصة لهاني عفيفي



علي أسنه شعاع شمس

استقبل كبد السماء توا قرص الشمس قاصا شريط الربيع وحفل زفافي في آن واحد، فثوره بركان الآلام التي أعانيها أكد لي هذا الرجل الغريب الأطوار أنها سوف تخمد بإتمام تلك الزيجة، فأسفل نخله جوز الهند سنستقبل إنا وعروسي التهاني بالزواج السعيد فشعاع الشمس الذي سيتسلل توا من بين سعفات النخلة وثمارها فوق راسي سيقوم بحرق الوساوس وقطع جذور الكوابيس منها مع دخوله لعدسات الكاميرات التي ستخلد اسعد لحظات حياتي، كنت متوجها إنا وكتبي للجلوس أسفل تلك النخلة كي استمتع برائحة ثمار جوز الهند إثناء القراءة فما إن اقتربت منها حتى رأيت مشهدا هو الأكثر استفزازا لي طوال حياتي فقد كانت تئن من فرط التلذذ بالألم مع ذكرها كذلك كان رد فعلي مساوي للذتهما في القوه لكنه كان في الاتجاه المعاكس فقذفت حجرا خر علي أثره الذكر صريعا فتوقفت قذفته علي أثرها مما حول الإحساس من رحمها إلي عقلها فتغير اتجاه أحاسيسها من مناطق اللذة في العقل إلي مواضع الألم والحزن من جراء تلك الكارثة فكان موقفا شاقا عليها من قمة المتعة إلي ذروه الكارثة,كانت تلك نفسها هي لحظه سقوط شعاع الشمس من اعلي النخلة فأضاء ذلك الحزن داخل عيونها اللتان لم تكونا سوي شاشه تظهر كل العمليات والتحولات داخل عقلها .... لم تفارق تلك النظرة مخيلتي لأيام عده وكأن عيونها تلك مراه عاكسه ترد ما بداخله إلي قلبي .... ظلت جالسه بجوار جثمانه بلا حراك حتى تحللت الحياة من عيونها مع تحلل الجسد ، فالأشهر تمر علي قلبها بكل ثقلها وهي أسفل النخلة ونباحها المكتوم يفتت كرات دمي ويفجر الكوابيس التي لم تجد مهجرا لها في رحلتها الأولي خير من ذلك الزراع الآثم ... لم أذق حلوي العرس التي لم تكن موجودة أصلا واكتفيت فقط بان تأملت مخالبها وأنيابها وهي تفترس قطع العظام برقه حفظتها عن ظهر قلب فقد مرت شهور عده وانأ اتامل شعرات فرائها الناعم وعيونها البنية التي ما تزال تذكر هذا الذي قتلته والتي أيضا قرأت فيها علامات السعادة وكأنها فهمت من نظرتي لها إنني لم افعل ذلك إلا من اجلها فقد رأيت فيها ارفع من أن تعامل كبئر للمتعة ، انطلقت الألعاب النارية مع دقات الثانية عشر ظهرا احتفالا بالعرس وحاجبه شعاع شمس أول أيام الربيع الذي تعامد توا مع الأرض ففي منتصف أول نهار في الربيع الماضي كتب هذا الشعاع أول حرف في قصه حبي فلمعه ذلك الشعاع علي جسده المبتل انعكست علي عيوني فأعطتهما بعدا جديدا لرؤية الحياة فأصبحت أري أنغام صوته الموسيقي الذي لم يستطيع أي مخلوق علي الأرض تفسيره حتى اليوم ، فالمراه حينما تصل إلي منتصف العمر ولم تستطيع اتخاذ قرار الزواج بالرغم من امتلاء محيطها بالرجال وذلك لسبب وحيد هو أنها لم تري ولو حرفا واحدا من كلماتهم التي تفهمها جيدا ، فرد فعل خلايا جلده العصبية و ذلك الحنان الذي يفيض من عينيه حينما تغازل زعنفته الظهرية الأصابع الصغيرة لأطفال سعداء بعرضه الراقص الرائع جعلاني اصبوا لان أكون حبيبه عمره مثلما أصبح هو لي ، ركن الدلافين في حديقة الطفل مكاني الأوحد بين ضلوع العالم والذي أصبحت انجذب إليه بقوه داخليه منبعها ذلك الشعاع المرتد من عيونه وخلايا جلده إلي قلبي لا قوه تلبيه رغبات أطفال صديقاتي كسابق عهدي بالمكان ، حينما لم تستطيع غيوم الشتاء القضاء علي ذلك الشعاع الرفيع كتبنا علي ثلوج الشتاء ناصعة البياض قرارنا بتغليظ ذلك الخيط النوراني الرفيع بيننا ، تعودت النظر إلي تلك الدائرة الجهنمية لحظه توسطها صفحه السماء الزرقاء ففي هذا الوقت بالتحديد يسقط شعاع الحب وبالرغم من ذلك فلم استطع رؤية ذلك الشعاع إلا في أول أيام الربع فكان من الطبيعي أن اختار تلك اللحظة بالذات لزفافي فمنذ أن وقع بصري في عيونها و أنا أميز ذلك الشعاع الحبيب فيهما الذي غمرني وإياها في لحظه واحده ... رتب موظفو الحياة البرية الحفل بامتياز في نفس يوم اللقاء الأول بيننا محافظين علي أدق أجواء ذلك اليوم فبعد عام كامل قضيته بينهم لم أنجز فيه شيء من برنامجي الدراسي هناك سوي دراسة قطيع الغزلان معطيا كل وقتي وكامل تركيزي لها...الانثي الأكبر في القطيع فحدوث التفاعل الكيميائي بيني وبين عيونها محفزا إياه إصرار ذلك الشعاع علي الظهور بيني وبين عيونها والذي بقوه خيوطه الصيفية أصبحت حياتنا أكثر جمالا، كان من الممكن بل ومن الطبيعي أن لا يتطور ما بيننا عن كونه علافه عاطفية وحسب حتى غافلنا الخريف وظهر في حياتنا فلم تحتمل قسوة الجفاف ومشقة الحب الغير ممكن فحبنا جعلها تنسي واجباتها كقائده للقطيع فلم يكن منها سوي الهرب لتختفي فجاه عن أنظار الجمع حتى لا تقرا فشلها السياسي في عيون من هم مسؤلون منها ونسيتهم .... ظللت ابحث عنها حتى جمعنا شعاعنا من جديد فقد ظهر لي مخترقا جبال من السحب الشتوية الكثيفة كدليلا لي علي طريقها كي أصمم في كل خطوه أخطوها خلفه أن لا نفترق ثانيه ، حاله من الدهشة استولت علي موظفو المحمية من جراء قراري الغريب لكن أيديهم كانت خاليه إلا من تجهيز مراسم الزفاف كما أردت وأسفل الشعاع الذي أحببت .

هاني عفيفي

ليست هناك تعليقات: