الأحد، مارس 18، 2012

قراءة نقدية للشاعر محمد حسني ابراهيم في ديوان < ابيض واسود :> للشاعر / وسام الديك

الشاعر / محمد حسني ابراهيم



فى ديوانه ابيض واسود يرسم الشاعر وسام الدويك بريشته وبكل ثقة ليثبت شاعريته المتميزة ويؤكد على ان صوته الشعرى صوتا خاص جدا به وبكل مامر عليه من ذكريات سواء بسواء مع الاحداث فهو رغم انه يرى الحياة بالالوان الطبيعية لكنه يستنطقها ابيض واسود لا لكى يمحى اللون بل ليؤكد عليه فى البداية يعطى لنا تصديرا شعريا مموسقا عن عالمه الشعرى
لـسة البنات ف الحارات بيلعبـوا الأولـــــة

لسـة الــولاد ف البـلاد بيغنوا للتراحيــــل

لسة القمر ع الشـــجر،وغيومـــه مجهولة

لو كات بنات الحور...ما كان رماها الليل

لسة الشموس ف الخيال،وخدودنا مبلولة

وبنلعن المفتري،والغربة. ..ف المواويـل

لسة عروســــة النيل بضفــــيرة مجدولـة

ساكـنة الولد،والولد يقلب عليـهـا النيـــــل.

هنا يبدأ معنا فى سرد تفاصيل الحكاية التى بدأت تؤرقه ومر عليها ولازالت فى كل الحوارى البنات التى تلعب والولاد الذين يسعون فى البلاد كى يرجعوا بعد ان يمر عليهم الليل والغيوم المجهولة رغم انهم يحلمون بشموسا فى الخيال لكن الواقع يظهر على الخدود المبلوله ونلعن المفترى والغربة والمواويل ورغم كل هذا لسه عروسة النيل بضفيرتها المجدولة يبحث عنها الولد ويقلب عليها النيل وان كانت البنات فى المقاطع الاولى هى الاحلام او الانثى الانثى فهى فى الاخيرة عروسة النيل بالتحديد هى مصرنا والولد هو المخلص لها .
بعد هذا التصدير ندخل الى عالم الشاعر كى نكتشف منه الكثير من الملامح وهو غزير الملامح لكنى فقط سوف اتناول ملمح هام جدا وهو البساطة فى تناول الصورة الشاعرة وتلوينها بالابيض والاسود او اعادتها لاصلها

الولد الطيب واهداها الشاعر للمخرج عاطف الطيب
النيل مابيروحش الهرم صورة شعرية بسيطة وتحمل بينها الكثير من التأويل النيل هو الحياة بما يحمل من خير لكل مصر والهرم هو التاريخ لكن به حياة ماضية وتاريخ مكتوب على الجدران بحرص شديد او كما ارادوا الحكام وقتها كتابته وفق هواهم والنيل اللى مش هايروح الهرم يبقى بين الناس كى يحيا بهم ويحيوا به صورة غاية فى الدقة والتوصيف معا والقلعة تأتى كى تؤكد على ذلك.
واكمني عشمان البيوت ما تنحنيش
والقلعة ما تطفيش
مآذنها الرصاص
والناس....
ما تسحبش الفوانيس
من شوارع دهشتي
،واكمني عشمان ف التاريخ
باركن عيوني ع "الحسين "
والمدنتين
وارمح ما بين طاقتين بخور
وانده عليه

هنا يدخل الشاعر فى صراع مابين الحقييقى والخيالى والتاريخى ايضا منذ ان كتب القلعة وما لها من دلالات تاريخية وهو ينسج عالم نابض بالحياة او بالمعنى الادق فيه روح وهو عالم يرسمه كما قلنا بكل الالوان والا لما خاف من الناس ان تسحب منه الفوانيس التى تدله على معالم الشارع وهنا وصف الشارع بالدهشة يزيده تأكيد على انه شارع واقعى جدا لكن العالم الخيالى او الروحانى الذى يستمد منه الطاقة هو الحسين والمدنتين وما لهم من تأثير روحى كبير مصحوبا بعالم من البخور او طاقة بخور كما قال كى يستحق ان ينادى عليه من كل الاشياء والعوالم الاخرى مرورا بكل الاحياء او بمعظمها

من "حلوان "
...م "السيدة زينب "
ويقول :»نعم
،مين اللي بينادي
،وما يعرفش إن النيل
ما بيرحش الهرم؟!«
_ يا عم عاطف كلنا... عارفين
ولكننا ...خايفين
على نفسنا ...من نفسنا
ومن الجاي ،ومن العدم
دا النيل بقى بيروح بلاد أكتر كتير
هنا يدلل على ان النيل له القلب الحى النابض الذى يجىء ويذهب لكن فى ذهابه وجع واغتراب وفى رجوعة دموع
النيل مسافر برة مصر
، وبيشتغل أجير
وبييجي في آخر المطاف
يركن دموعة وبؤجته
جنب البيوت
،يرفض وقوفه فوق سلالم كلمتي
أو ف السكوت
يقرفص ع الرصيف
ويقول لي:
»يا ابني
النيل ما بيرحش الهرم
صورة شعرية رغم بساطته السحرية انما تعطى الكثير وبييجى فى اخر المطاف يركن دموعة وبؤجته جنب البيوت
كمية كبيرة من الحميمية بين النيل وبين البيوت وبين الناس وعالم كبير يستمر فى سرده بلغة بسيطة عميقة
وبعدها على الفور يؤكد صلة النيل بمصر بقصيدته اسوانويقول فيها
موصول أنا بيكي
،بقمر أسمر
نَفَسي المقطّع فوق خدودك
كالتراحيل البدائية المهابة
وكذا رجوعك للصحابة
أو صبايا الماء – صلصلة التراب
المستحي منك
يواصل انتمائه داخل جذوره التاريخية والانسانية من بداية المصب وهى اسوان الى تاريخ ضارب فى العمق ويفسر بكل محبته البسيطة االضاربه فى العمق

حزام "إيزيس" معقود على خصرك
وانا مفكوك على الطرقات
2 - حزام الغاب على وسط العرق
ف الغيط وقدام نيران الفرن
3- حزام – عصابة فوق جبين
نفس الأميرة السمرا منقوش
وانا .... لوتس أخير.

ايزيس واسطورتها الرائعة فى لم اوزوريس ويؤكد عليها ايضا انا المفكوك على الطرقات ليقوم هو بدور اوزوريس وبعدها حزام الغاب على وسط العرق كى يعمل من اجلها فى كل وقت ومكان ويأتى بعد كل هذا الجمال بخاتمة اجمل لترقيماته داخل النص الذى ارى سببه اعطاء الاشارات الاوليه كى نصل الى نهاية الاميرة ونجدها فى ظل عصابة تنهبها وتسلب كل جمالها ويستمر الشاعر فى تفجير جماليات خاصة جدا به وبصوته الشعرى الى ان يأتى الى نهاية النص ويعطى لنا استفهام دلالى مفجر اكثر لما يستفهم عنه

يا هل ترى مين اللي أقدم
(نقش العواميد الجرانيت القديمة
ولا الصراخ؟! ) .



وهكذا يستمر الشاعر فى كتابة حالات شعرية متعددة ففى فاطمة تجد مصر تتضح جليا وبعدها قصيدة سكك يسجل فيها ايضا ملامح انسانية غاية فى العذوبة وبعدها قصيدة ببساطة كى يؤكد هنا على ما المحنا له من البداية هو الشاعر الذى يلجأ الى البسيط لتأكيد ماهو اكبر واجمل وادق مجموعة قصائد قصيرة يجمعها ملمح واحد وهو عنوانها ببساطة لكنها تصل بكل سهوله ويسر وتفجر اشياء جميله فى داخل كل منا ليشعر وهو يقرأ انها تتماس معه ومع حالته هو شخصيا
مع بعض المفارقات التى تصنع الفكرة او تعتمد عليها الفكرة على سبيل المثال
أيام ما طلعنا سوا
ف مظاهرة قديمة
شديتك من كتفك
قبل عساكر الأمن المركزي ما تْ...
على إيه؟
دانا حتى مانش فاكر
كنا بنهتف ليه؟
شاعر له صوت متميز وديوان اكثر تميزا فى وسط كم كبير من الاصوات الشعرية شديدة التشابه




ليست هناك تعليقات: