الاثنين، أغسطس 15، 2011

بعد إتهام قصيدته بتقليد النص القرآني.. الشاعر د. سعد الدين كليب للوكالة: إن من يرى في النصّ القرآني مثلاً أعلى, لا يمكنه أن يتجرأ أو يسخر.. ولن أرد على أصوات التكفير



السبت, 2011.08.13 (GMT+3)

د. سعد الدين كليب

وكالة أنباء الشعر /سورية / زياد ميمان


بعد الجدل الكبير الذي أثير حول نصه الشعري الذي وصفه البعض باعتماده أسلوبا مقلدا للنص القرآني ، وانقسام المثقفين بين مؤيد ومعارض لما اعتمده الشاعر د. سعد الدين كليب من حيث التقنية الكتابية والموضوع ، تحدث الدكتور سعد الدين كليب للوكالة قائلا:هذا النصّ واحد من نصوص أدبية- شعرية كتبتها في أوقات متقاربة, تحت ضغط الإحساس الراهن بالخوف على سورية, من نزيف الدماء المتواصل والذي لا يكاد يتوقف, ولا يكاد الحلّ السياسي يلوح في الأفق حتى البعيد منه. أي هي نصوص سورية الروح في خوفها وفي أحلامها, وفي جمالها وجلالها معاً. وأعتقد أن الجمال والجلال المعجزين في النصّ القرآني, هما اللذان دفعاني, ربما في اللاشعور, إلى التناغم مع الأسلوبية القرآنية, من دون أن أهدف إلى المضاهاة أو المماثلة, فهذا لا قِبَلَ لأحد به. ولكن هذا لا يمنع , وما منع من قبلُ, أن تتمّ الإفادة من النصّ القرآني, على هذا المستوى الأسلوبي أو ذاك. بل إن الكتب الدينية المقدسة, في كل الأديان السماوية والأرضية, كانت دائماً مادة بين يدي الأدباء والشعراء, يفيدون منها كلّ منهم بطريقته. وإذا لم تتمّ الإفادة من القرآن الكريم, من قبل, بالطريقة التي ظهرت في نصوصي الأدبية تلك, فإن هذا لا يعني أنه لا يمكن الإفادة منه بتلك الطريقة."


وأضاف الدكتور سعد الدين كليب: إن تلك النصوص هي نصوص أدبية وليست دينية, وهي نصوص انفعالية مجازية وليست تشريعية أو توحيدية, حتى يخطر في بال أحدهم أنها مضاهاة للقرآن الكريم أو أنها تجرؤ عليه أو سخرية منه. إن من يرى في النصّ القرآني مثلاً أعلى, لا يمكنه أن يتجرأ أو يسخر. ثمّ إن سياق تلك النصوص هو سياق التعظيم والتكريم لسورية, فكيف تستقيم السخرية في موقف التعظيم ؟!. إن موقفاً عظيماً كالذي تعيشه سورية يحتاج إلى أسلوب دالّ على العظمة, ولا أعتقد أن ثمة أسلوباً أعلى وأعظم من الأسلوب القرآني, يمكن أن يقدّم لي ما أسعى إلى إيصاله من مشاعر العظمة والخوف معاً نحو سورية. مع الإشارة إلى أن تلك النصوص استفادت من التقنيات الأسلوبية العامة في القرآن والآيات المكية خاصة, ولم تدخل في محاولة محاكاة سورة بعينها. وهذا في ذاته كاف لنفي المحاكاة بمختلف أبعادها غير الأسلوبية".


وفيما يخص ماتضمنه النص من تعبيرات تطابق ما ورد في النص القرآني مايجعلها موضع رفض قال الدكتور سعد الدين كليب: بالنسبة إلى بعض التعبيرات المجازية, من مثل: ولقد جعلنا, أو إنا أرسلنا, أو القسم بالبحر والجبل...فتدخل في باب التناص الديني..مع العلم أنني من أكثر الشعراء في سورية, ربما !, إفادة من النص القرآني عبر التناص أو التضمين..إلخ. وذلك في شعري المنشور منذ ثلاثين عاماً. وما الجديد اليوم إلا رفع حالة التمثّل للأسلوبية القرآنية العامة. وفي الإطار نفسه أقول: إن ضمير الجماعة المتكلم لا يعود إلى الذات الإلهية إطلاقاً. إنه يعود إلى ذات وطنية عليا, ذات الجماعة الوطنية التي تتعالى على المصالح الشخصية أو الحزبية أو الأيديولوجية, مثلما تتعالى على النزعات الضيقة طائفياً أو دينياً أو سياسياً. ويمكننا أن نرى فيها ذات الوجود الحضاري- التاريخي لسورية أو بلاد الشام عامة. أما أن نرى فيها ذاتاً إلهية فهذا أعجب العجب.


وحول رده على ما تعرض له نصه من ردود فعل وتعليقات علق الدكتور سعد الدين كليب بالقول : لست هنا معنياً بالرد على الانتقادات الحادة أو الاتهامات أو أصوات التكفير المختلفة, ولكن فقط أردت إزالة اللبس من أذهان بعضهم ممن لا يتمترس وراء الإلغاء..ومع ذلك فإن لهم الحقّ في أن يروا ما يرونه, مثلما لي الحقّ تماماً فيما أقوله. ولكن كنت أتمنى أن يتمّ النظر إلى النصوص من منظور الروح الوطنية من جهة, ومنظور الأدب الذي يشكّل المجاز أداته الجمالية الأولى, من جهة أخرى. وهو ما حصل فعلاً عند معظم القراء من مختلف الشرائح الثقافية. وفي كلّ الأحوال, فإننا لا نستطيع أن نفرض طريقة محددة في التلقي الجمالي أو الثقافي للنصوص الأدبية عامة. ولكن لا ينبغي أن ننسى دائماً حرية الإبداع وحرية النقد معاً."

ليست هناك تعليقات: