عطري صدى الرحيل..
يهرب مني كالضلال المتهاوية أسفل السفوح..
ويتركني شريدة..
في قعر أيامي أتبدد كحلم مُفتقد الوضوح..
عطري الضال لكم تنسمته في خافقي..
في زاهرة مروجي الذي كان في فيئها يفوح..
عطري المترنح في غبار السنون..
يذهب بعيدا.. بعيدا..
ويتركني في لهثي المكبوح..
كلما حاولت تقييده انفلت هاربا وتركني أَطُوح..
كلما اقتربت ..ابتعد ..
كأمل ذائب في الرمادي..
ذاك الرمادي الذي في ضبابه يفتقد الوضوح..
كلما اقتربت انتثر في مشيه كما السُّروح..
فلكم ناديته بقلب مكلوم مجروح..
فتطاول في غَيِّه الجَموح..
منه العقوق ومني الطُّموح..
أروح ببوحي المقروح ..
أناديه في ظلماتي وتباريح زماني المذبوح..
فيشتد علي الخناق ويملأ كاساتي اليأسُ الطَّفوح..
هذا العطر الأرعن..
أضحى عنوان النُّزوح..
في الشفق أراه في دمه المسفوح..
هذا عطري اصوحّت سويعاته..
يناوئني في لجاجه المفضوح..
كطيف ذكرى..
كلمح صورة..
كوميض انطباع..
يأتيني تارة ويروح..
ويتركني في نسياني وتذكري المفتوح..
ألوح..
أناجي..
أرغب..
أبوح..
هذا عطري صدى وعنوان الرحيل..
يفارق نظرات عمري..
ووجه حبي المبتور الأسيل..
فأستوفي شروط معاناتي..
ومكابدات هذا الشرود..
وجنون هذا السُّروح..
فلكم افتقدت وجهه الصبوح..
ورحيق أيامه الخوالي..
وعذب ملمحه ومفتنه ..
ومغاني طيره الصَّدوح..
لامية بودشيش
الدار البيضاء ــ المملكة المغربية ـ
اليك يا من ملكته حياتي أهدي حرفا نابعا من الأعماق ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق