رأس
مقطوع
ــــــــــــــ
رأسي..
خَزَانةُ أفكارٍ أرهقَها غبارُ الأيامِ المثقوبةْ
بهِ الكثيرُ من الذكرياتِ الحادَّةِ، و الصُدَاعُ أيضًا
و ثرثراتُ الأحلامِ التي جرحَها نهارٌ عابثٌ
بهِ عَبَرْتُ صحراءَ أربعةِ عقودٍ و نصفْ
شوكةً شوكةً، حَجَرًا حَجَرًا
لمْ يتذمرْ قطّ، لم يتركْنِي أنامُ ليلةً بدونهِ قطّ
لم أسافرْ في أيِّ اتجاهِ حزنٍ إلا و كان يدُلُّنِي
بيقينٍ مفرطِ
.
سمعتُ به بكاءَ اليتامى و المهزومين
و دمدماتِ معاركَ لا طائلَ منها
غيرُ دماءٍ أكثرَ تراقُ على عتباتِ الآلهةِ الصُمِّ
غنيتُ بهِ لرؤوسٍ أعْلَى
و لقاتِلِي نَفْسِي
لحبيبةٍ شَرِبَها السرابُ ذاتَ مطرٍ مالحٍ، و لمْ تَعُدْ
أفشيتُ بهِ سرَّ قلبي لنوافذَ معلقةٍ في الهواءْ
و قلتُ بهِ كلامًا مرًا، للسواقي التي تنوحْ
رأيتُ بهِ العصافيرَ و هْيَ تأكلُ أجنحتَها
لأنَّ السماءَ
لا تقبلُ لجوءَها اليوميَّ
رأيتُ صورتِي تسوخُ في مرآةِ الوقتِ العبثيةِ
.
رأيتُ اللهَ ساعةَ طردِ أبويَّ من الجنةْ
و التفاحةَ التي رَمَتْهُمَا بسهمِ شقاءٍ أبديٍّ
و شَمَمْتُ بهِ لغةَ المسافرينَ و ألحانَ عرقِهمِ الحارقةْ
لونَ الحُكَّام الباهتِ في أوراقِ خُطَبِهِمِ الميَّتَةِ
و مؤامرةَ ظلِّي عليَّ؛ كلَّ شمسٍ
و رائحةَ خبزِ الجوعى في بطونِ الكهنةِ
ظلَّ رأسِي مّعِي.. و ظَلَلْتُ مَعَهُ
لم يفارقْنِي مرةً واحدةً
إلا عندَ كتابةِ قصيدةٍ
و عندَ بكاءِ أمِّي
من أَلَمٍ لَمْ يشخصْ عِلَّتَهُ الطبيبْ
.
فلماذا تقطعونَه هكذا ؟
و تلْهُونَ بهِ فوقَ مراقصِ عهرِكُمُ العارمْ
و تتركونني وحدي ؟
بلا رأس وفيٍّ ..
يصاحبُنِي دونَ أنْ يسألَنِي
و يطاوعُنِي
في موتِيَ القادمْ ؟
ــــــــــــــــــــــــــــ
من ديوان ( سأخبر الله بكل شيء )
بهِ الكثيرُ من الذكرياتِ الحادَّةِ، و الصُدَاعُ أيضًا
و ثرثراتُ الأحلامِ التي جرحَها نهارٌ عابثٌ
بهِ عَبَرْتُ صحراءَ أربعةِ عقودٍ و نصفْ
شوكةً شوكةً، حَجَرًا حَجَرًا
لمْ يتذمرْ قطّ، لم يتركْنِي أنامُ ليلةً بدونهِ قطّ
لم أسافرْ في أيِّ اتجاهِ حزنٍ إلا و كان يدُلُّنِي
بيقينٍ مفرطِ
.
سمعتُ به بكاءَ اليتامى و المهزومين
و دمدماتِ معاركَ لا طائلَ منها
غيرُ دماءٍ أكثرَ تراقُ على عتباتِ الآلهةِ الصُمِّ
غنيتُ بهِ لرؤوسٍ أعْلَى
و لقاتِلِي نَفْسِي
لحبيبةٍ شَرِبَها السرابُ ذاتَ مطرٍ مالحٍ، و لمْ تَعُدْ
أفشيتُ بهِ سرَّ قلبي لنوافذَ معلقةٍ في الهواءْ
و قلتُ بهِ كلامًا مرًا، للسواقي التي تنوحْ
رأيتُ بهِ العصافيرَ و هْيَ تأكلُ أجنحتَها
لأنَّ السماءَ
لا تقبلُ لجوءَها اليوميَّ
رأيتُ صورتِي تسوخُ في مرآةِ الوقتِ العبثيةِ
.
رأيتُ اللهَ ساعةَ طردِ أبويَّ من الجنةْ
و التفاحةَ التي رَمَتْهُمَا بسهمِ شقاءٍ أبديٍّ
و شَمَمْتُ بهِ لغةَ المسافرينَ و ألحانَ عرقِهمِ الحارقةْ
لونَ الحُكَّام الباهتِ في أوراقِ خُطَبِهِمِ الميَّتَةِ
و مؤامرةَ ظلِّي عليَّ؛ كلَّ شمسٍ
و رائحةَ خبزِ الجوعى في بطونِ الكهنةِ
ظلَّ رأسِي مّعِي.. و ظَلَلْتُ مَعَهُ
لم يفارقْنِي مرةً واحدةً
إلا عندَ كتابةِ قصيدةٍ
و عندَ بكاءِ أمِّي
من أَلَمٍ لَمْ يشخصْ عِلَّتَهُ الطبيبْ
.
فلماذا تقطعونَه هكذا ؟
و تلْهُونَ بهِ فوقَ مراقصِ عهرِكُمُ العارمْ
و تتركونني وحدي ؟
بلا رأس وفيٍّ ..
يصاحبُنِي دونَ أنْ يسألَنِي
و يطاوعُنِي
في موتِيَ القادمْ ؟
ــــــــــــــــــــــــــــ
من ديوان ( سأخبر الله بكل شيء )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق