( صرخات في مكبر صمت )
شعر / بهجت الدقميري
......................................................
( إن الذي سمك السماء بنى لنا )
ألف ألف خندق
فليفخر كل بحبال
قد طالت و تدلت
من فوق سوارى الألوية المعقودة
فأطلت / و تمطت حول رقاب قد مدت
تتسمع أصداء
جرفتها الريح المذعورة
طلقات رصاص
ينكمش الكل بقاع الخندق
نتشدق بهجائيات الأزمنة الأولى
ينبعث حزينا صوت
يتسرب من شرخ جدار البحر
ينساب على حبات الرمل بخندقنا
عبر المذياع
يزداد صهيل خيول الريح
فتغوض حروف الأغنية
بقاع الخندق
وفى رجفات الصمت نغوص
تتلصص منا أناملنا المعروقه
تفتش في شرفات الجسد المرهق
نتخبط في أنفاق حفرت فينا
نستأنس بخفافيش الليل الناعس
يزداد الشبق بفرس النهر
فيسفد فيها كل حيوان بالغابة
الدب .....الذئب ....النمر
حتى الثعلب يسفد فيها
فتغوص ... تغوص بقاع الفخر
و فى رجفات الخوف نغوص
يفاخرنا صوت يخنقه الصمت
فنخرج من ظلمات الكهف حيارى
ننفض عن أعيننا ضباب الأمس
وننزع كل الفطر العالق بالأقفية البكر
نتسكع في طيات خطابات المحبوبه
نستحضر صورتها نتغزل فيها
نغتال معلقة العبسي
و نسرق كل نفائس قيس
كي نخدع عبلا أو ليلى
بثياب العرس
بخمار أحمر ...
و قميص القز..
و فراش أسود ...
من جسد الأمس
كي نقف حيارى
أمام مرايانا المصقولة
كوقوف التيس ...نهز الرأس
أفراس النهر سباها الليث
و نحن بكل حماس الأمس
نهز الرأس ...
فهزوا الرأس
و هزوا ....
حتى تسّاقط رطب اليأس
فنصنع منها نبيذ الكلمات المسحوره
و نشرب نخباً يملأ أنفاق فتوتنا
نبني بالوهم الكاذب أهراما
تخفى جراحات بكارتنا
نئد الطفل الصارخ
في رحم الفرس سفاحاً
و تُصلب كل شرايين القول
الفعل .... الإسم ...الموت
الموت شعار مسيرتنا
كي نهرب من صمت للصمت
فتغنى كل عذارى القرية
عند النهر
فالقارب أصداف الكلمات
القارب أصداف الكلمات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق