من ( بحر المنسرح ) و الذي كان فارسه الأوحد في هذا الزمان
و كان مما قاله عليه أبو همام
( غادرتكم، لا تروق صحبتكم
غمامكم راعدٌ، و لا مطرُ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.............................
غادرتْنا، لا تروقُ صُحبتَنا
غَمامُنا راعدٌ، ولا مطرُ
وسعتنا، شاهدًا بلا صخبٍ
فَمَا وَسِعْنَا خطاكَ.. نَضَّجِرُ
نحنُ عيالُ الدروبِ، لا شجرٌ
يُظلُّنا حينَ اغتالَكَ الشَّجرُ
المظلمونَ الفانونَ في شُغُلٍ
لِيَظهرُوا بعدَ أَنْ خَبَا القمرُ
................
أبا حروفِ الندا و قِبلتَنا
أستاذَنا.. أين بعدَكَ البَشَرُ ؟
بلْ أينَ شعرُ الأُلَى يُحَرِّضُهُم
شيطانُ لَغوٍ ولا.. و ما شَعَرُوا ؟
قدْ سوَّدوا ملءَ ما تُطاوعُهُم
صفحاتُ شرٍّ لاحتْ بها نُذُرُ
يا سيِّدَ الفصحى.. لا نصيرَ لها
ـ من لغةٍ صلعاءٍ ـ فينتَصِرُ
كتبتَ للشِّعرِ روحَ دهشتِهِ
فخلَّدتْكَ الكتابةُ.. الصُّوَرُ
.............
بَكَتْكَ ناياتٌ في مَعابدِها
و في " هديرِ الصمتِ ".. انحنى وترُ
مِن " زهرةِ النارِ ".. قد نبا خبرٌ
بأنَّهُ العاشقُ الذي خَبَرُوا
أندَلُسِيُّ الهوى بِقُرطَبةٍ
مقامُهُ واسعٌ بهِ اعْتَمَرُوا
منسرحٌ نورُهُ.. مقامُ ندىً
مُنبَسِطٌ كفُّهُ لِمَنْ حَضَرُوا
...............
كارمنْ على تختِها.. وشاعرُها
على حِصانِ ـ من ماءةٍ ـ نَضِرُ
يقطفُ في حِجْرِها المُنَى مَدَدًا
يصوغُهُ فتنةً تزهو و تَزْدَهِرُ
و الأعينُ الزرقُ.. طعنةٌ قَتَلتْ
سوادَ عينٍ في البحرِ تنتحِرُ
كارمنْ على تختِها.. و شاعرُها
مسافرٌ .. ما أقساك يا سفرُ
..................
الهاجعُ الآنَ في قصائدِهِ
يجترُّ معزوفةً.. بها الخَطَرُ
و لوحتْ من وراءِ ساترِها
يدٌ .. وداعًا يا.. فانمحتْ سُتُرُ
فهل وداعًا تكفي.. فأذكرها
و القلبُ فيهِ الوداعُ يَنفَطِرُ ؟
فيا أبا همَّامٍ عزمتَ.. و مَا
عزمٌ به أختبي و أصطبرُ
فهل لزوميةٌ على رئتي
يا حجرَ الموتِ.. أنتَ يا حَجَرُ ؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد إسماعيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق