الأربعاء، أبريل 16، 2014

فطريات على جسم ملاك الموت. قصيدة للشاعر أسامة سند




راجع من أول وجديد
لمكانى اللى اتعودت عليه فى العزله وأنا مش فاكر إمتى أساساً كنت خرجت وكنت بمحض إرادتى موافق مش متضايق مش خايف من صوت الأغراب اللى زمان كانت أمى بتنصحنى " إن طرق رسول الله البابَ فلا تفتح إن كنت وحيداً " وفتحت الشبابيك على أول صدى للريح وسافرت معاها سفر هدهد سليمان ف عيون بلقيس كان أول يوم ماتشوفش الشمس الرهبه ف عينى وما تحسش على جلدى الرخو الرعشه اللى بيعرفها الطير قبل ما يتجرأ ويغامر فيطوف أنا مش ميت م الخوف ولا حاجه لكنى لأول مره باحس بحريه شبه اللى بتاع البيانولا بيلمحها الناس ف ملامحه وعلى شرايينه اللى الدم بينفر منها عروقه ف لفتها والروح مزيكا بتسرح جواها تدفيها وتغنى معاها الغنوه بكل هدوء " المــوت يداعبنــى عبثــاً .. ويغــــازل روحـى معترفــاً لا يُسمــحُ للزنبـــقِ أبداً .. أن يلبــس لونــاً مختلفـــــاً ولهــذا يمكن أن ترقــى .. إن كنت شغوفاً كى تشقى وسيحيا إثمك كى تبقى .. نهمـــاً للإثــــم ومقتــرفــاً لا يُسمح للزنبق أبداً .. أن يلبس لوناً مختلفاً " وماكنتش فاهم كل كلام الغنوه ساعتها بجد وكملت السكه لوحدى ومشيت بتحدى الموج اللى بيحدفنى كأنى يتيم وصرخت كأنى غشيم وانا بفتح دراعاتى لإعصار المتاهات ع الآخر وبلف كأنى طاحونه بتتقرقض من على منقار أبو قردان من ساسها لراسها لحد ما بيكمل على عرقوبها الوقت أتمزع من جلدى واتألم وابقى فراغ مش قادر أشوف "سلفنى عنيك يا أبو سعدى اللى إتخزقت من رمح دياب سلفنى يا مرعى دراعك لو لساه موجود فى مكانه" مالقيتش إجابه ولا عكاز راجع من أول وجديد لمكانى اللى اتعودت عليه وقصيدتى اللى انا مكتبتش فيها حروف " أتذكر دوماً لا يُسمح للزنبق أبداً .. أن يلبس لوناً مختلفاً وأنام .

ليست هناك تعليقات: