قصة " الخطاب "
للأديب / شريف العجوز الجيزة
أبي العزيز . . .
أكتب إليك مجددا ، فقد إشتقت إليك حقا ، هل وصلك خطابي الأول ؟ ، إنتظرت أن ترد عليه دون فائدة ، كثيرا ما كنت أرتدي الفستان الذي أحضرته لي وأنتظرك في الشرفة لكنك لم تأتِ .
أمي أصبحت طريحة الفراش ، لم يعد الرجل - الذي حدثتك عنه في خطابي الأول - يأتي ، كانوا دائما يتشاجرون ، فقد كان يطلب منها نقودا ،وكانت ترفض فيضربها ، ويوما على شجارهما وكنت أراقبهما من ثقب الباب - رغم أن أمي نهتني عن ذلك كثيرا وعاقبتني أكثر - فلطمها فسقطت على الأرض وسكتت عن البكاء و الحركة ، أسرعت إليها فلكذني فوقعت على الأرض ومضى إلى الخارج .
وجاءت جارتنا على صوت صراخي وطلبت لها طبيب ، أشفقت عليها كثيرا ، فقد قال الطبيب أنها مصابة بإنهيار عصبي ولن تستطيع السير على قدميها بعد ذلك .
دائما ما كانت تبكي يا أبي ، ودائما ما كانت تعتذر و تطلب مني أن أسامحها ، ولا أعلم عن أي خطأ إقترفته في حقي تعتذر عنه بالتحديد فذاكرتي ممتلأة .
عمو نبيل - الذي حدثتك عنه من قبل – تزوج .. هكذا سمعت من جارتنا ولم أعلم ما تقصده من هذه الكلمة لكن هناك إمرأة تعيش معه يسمونها زوجته ، دائما تنظر لي ممتعضة الوجه دون ان افعل لها شىء .
سمعت يا أبي – من التليفاز في مسلسل أتابعه فيه شخصيتين مثلي وعمو نبيل – أن ما كان يفعله معي " عيب " هكذا سمعت من والدة الطفلة الممثلة في المسلسل ، لكن على أي حال فلم يعد عمو نبيل يحضر لي الشكولاتة التي أحبها .
الطقس بارد عندنا .. كيف هو عندك ؟؟ إنما لا أشعر به عندما أتدثر بمعطفك وأملأ كوبك بالشاي وأجلس أمام المدفأة أتذكر عندما كنت تداعبني .. لا تخف على المعطف يا ابي فهو طويل جدا علي لكني أحافظ عليه حتى ترتديه عندما تعود ، ليت يكون هذا قريبا .
سأرسل لك قبلة ثانية في هذا الخطاب ولا أعلم هل وصلتك الأولى أم لا ؟! ... أوه لقد نسيت ! فالفستان الذي أحضرته لي قد قصر وضاق عليا كثيرا وقد غطيت به دميتي ، ووضعتها أمام الشرفة حتى إذا رأتك قادما من بعيد نبهتني لأكون في إنتظارك .
أرجوك يا أبي لا تتأخر أكثر من ذلك ، فأنا أسأل أمي عليك دائما وفي كل مرة تبكي ، لكن لن أمل وسأنتظرك ، ولا تنس قالب الشكولاتة الكبير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق