وكالة أنباء الشعر-وكالات
وسط نشاط ثقافي لافت، واهتمامٍ رسمي وشعبي بالغ، تستعد الشارقة، لإطلاق الدورة الـ30 لمعرض «الشارقة الدولي للكتاب»، تحت شعار «في حب الكلمة المقروءة»، الذي يتضمن مشاركة 894 داراً، تعرض نحو 260 ألف عنوان لكتب متخصصة وأخرى منوعة، وفعاليات أخرى تشمل 300 نشاط في فضاءات الحدث المهم الذي ينطلق في 16 نوفمبر ويستمر لـ10 أيام، بمشاركة 35 دولة وضيوف شرف من السعودية والهند، كما يضم جناحاً خاصاً بالإمارات يضم مشاركة 137 دار نشر وجهات محلية حكومية وخاصة.
واحتفالاً بالدورة الـ30 يقدم معرض الكتاب لأول مرة، برنامج الترجمة وصندوق منح الترجمة وذلك لتطوير مجال الترجمة والتواصل الشبكي والبرامج التعليمية، كما تم تأسيس ناد للقراءة على الهواء من خلال برنامج في «حضرة الكتاب» الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للإعلام على شاشة تلفزيون الشارقة، والذي سيستمر طوال أيام المعرض، ويستعرض أهم الكتب وأفضل العناوين التي يقدمها نخبة من المفكرين والكتاب والأدباء المبدعين.
وكشف مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب أحمد بن ركاض العامري لـ«الإمارات اليوم» أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وجه بتخصيص مبلغ 300 ألف دولار اميركي (ما يعادل أكثر من مليون درهم سنوياً) لدعم الترجمة من وإلى العربية، ويؤسس لإنشاء المركز الدولي للترجمة والحقوق في معرض الشارقة الدولي للكتاب، مع عناية استثنائية بالترجمة من العربية إلى اللغات العالميةللتعريف بالحضارة العربية الإسلامية.
وأضاف أن «المعرض سيضم لأول مرة الركن الإلكتروني للكتاب، عبر 35 دار نشر إلكترونية تقدم أحدث الاصدارات العربية في نواحي الثقافة والعلوم والمعرفة كافة، كما ستقدم دار (رفوف) للنشر قائمة لعرض الكتب الكترونياً عبر مكتبة إلكترونية ضخمة».
الثورات العربية
العامري أكد أيضاً أن «الأحداث والاضطرابات والثورات التي تجتاح العالم العربي، لم تؤثر في مشاركات الدول في المعرض باستثناء ليبيا، إذ إن جميع الدول العربية، سواها، لديها أجنحة في المعرض».
وأوضح العامري أن «المعرض لم يعد مهرجاناً ثقافياً سنوياً شاملاً فحسب، بل تحوّل إلى عمل مؤسسي تتواتر آليات عمله على مدار العام، من خلال التفاعل الحيوي مع الناشرين والكتاب الذين يعرضون سلسلة من المشاركات العربية والدولية، وإصدار الكتب الفائزة بجوائز المعرض»، لافتاً إلى أن «المعرض أنشأ مركزاً دولياً للترجمة والحقوق، يهتم بالترجمة من العربية إلى اللغات العالمية، وذلك للتعريف بالحضارة العربية الإسلامية التي تضمها تلك الكتب».
وتابع العامري أن «هناك فعاليات ثقافية وفنية وإبداعية ستصاحب المعرض، إضافة إلى لقاءات واجتماعات لوزراء الثقافة العرب لتدارس سبل تنشيط الفعل الثقافي المؤسسي في العالم العربي، وتقييم تجارب العواصم الثقافية ومعارض الكتب العربية، وعرض التميز الثقافي المؤسسي في كل بلد عربي، والنظر إلى سبل التنسيق وتعزيز العلاقات الثقافية بين البلدان العربية»، لافتاً إلى أن «المعرض حرص في دورته الـ30 على دعم الناشرين الإماراتيين كما سيقدم لهم أحدث وسائل صناعة الكتاب، ومناهج التحرير النصّي والبصري والتوزيع، ومستجدات الطباعة الحديثة، والتعامل مع الوسائط الرقمية التقنية الجديدة، وتحولات دور النشر الإلكتروني في العصر الجاري».
وحول شكاوى المشاركين في الدورات السابقة لمعرض الكتاب، من ارتفاع اسعار المساحات المؤجرة، قال العامري إن «اسعار الأجنحة تعتبر منخفضة إذا ما قورنت بالمعارض في دول أخرى، خصوصاً أن إدارة المعرض تقدم خصوماً على أسعار الأجنحة للمشاركين المنتسبين في اتحاد الناشرين العرب».
ولفت العامري إلى أن «أسعار الكتب المعروضة منخفضة جداً، وذلك يعود للدور الرقابي الذي تقوم به لجنة متخصصة تهتم وتشرف على مراقبة أسعار الكتب ومدى مطابقتها للأسعار المقدمة من قبل دار النشر، إضافة إلى أن إدارة معرض الكتاب تطالب دور النشر بخفض أسعارها بنسبة تصل إلى 25٪ من القيمة الأصلية».
وكشف الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام عن نشاطات المؤسسة في تغطية الفعاليات والأحداث المصاحبة لمعرض الكتاب، قائلاً إن «مؤسسة الشارقة للإعلام بمختلف كياناتها ترتقي بوسام شرف رعايتها لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، إذ سيعمل تلفزيون الشارقة على نقل مختلف أنشطة المعرض وفعالياته عبر تغطية يومية يشرف عليها فريق عمل متخصص ضمن استدويو من قلب الحدث، كما سيحظى المعرض بتغطية متميزة عبر إذاعة الشارقة، ناهيك عن مشاركة المؤسسة بجناح خاص سيضم العديد من الفعاليات والأنشطة ويحتوي على إصدارات تلفزيون الشارقة».
ولفت إلى أن «المعرض يعد حدثاً استثنائياً كونه يهتم بالعلم والثقافة في المنطقة، وهو منبر للحوار بين المفكرين والكتاب وصناع الثقافة، حدثا يعمل على إبراز ثقافات الشعوب المختلفة، لذلك فإن المؤسسة تعتزم على التعامل مع الحدث باحترافية من خلال تسخير إمكاناتها التقنية والبشرية كافة لخدمة هذه التظاهرة الثقافية».
من جهته، قال رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عبدالله بن محمد العويس إن «معرض الشارقة الدولي للكتاب يعد موعداً ينتظره كثيرون من المفكرين والادباء ومحبي القراءة من مختلف المستويات الثقافية، إذ إن المعرض يعد الحدث الثقافي الأول على مستوى الإمارات، الذي يهتم بتعزيز وغرس حب القراءة في نفوس الجميع، لاسيما أن المعرض يتيح فرصة مميزة لشراء الكتب ولقاء أبرز الكتاب والاطلاع على أحدث وسائل صناعة الكتاب وملتقى لهواة المؤلفات العربية من الإمارات والعالم العربي».
ويستضيف المعرض مشاركة نحو 50 ناشراً من أكثر من 16 دولة غير عربية، من بينها اليابان وروسيا والولايات المتحدة الأميركية ورومانيا والمملكة المتحدة والمكسيك، وسيصاحب المعرض 32 عرض طهي حي تمثل مختلف المطابخ العالمية بما فيها الخليجية والإنجليزية واليابانية ودول حوض البحر المتوسط، كما سيقدم المعرض برنامج الطفل الذي يضم أكثر من 200 نشاط ترفيهي، و62 فعالية ثقافية، إضافة إلى المقاهي الثقافية بما فيها مقهى اتصالات ومقهى الشروق ومقهى «جاشنمال»، وتقدم كل منها نحو 30 فعالية، كما سيكون هنالك سبع ندوات حوارية يتناوب على تقديمها 15 مؤلفاً وكاتباً عربياً وعالمياً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق