القاهرة 06 اكتوبر 2011 الساعة 12:11 م
حرمان أعضاء مجلسي الشعب والشوري في الدورة الأخيرة من أعضاء الحزب الوطني والمحليات أمر يثلج صدور الكثير منا. ليس لانتمائهم فقط للحزب الوطني ولكن لمشاركتهم في أكبر عملية تزوير وضحك وخداع علينا.
اغتصبوا أصواتنا وصمتنا ورفضنا لهم ولحزبهم وحولوه إلي حصانة تحميهم من غضبنا. أو هكذا تصوروا!!
لذلك يكون هذا العقاب بالعزل هو الحل..!!
لكن يظل السؤال قائما: تري وما هو مصير من دخل من قبل علي قوائم الحزب في الانتخابات السابقة. وماذا عن اعضاء الحزب ممن لم يشاركوا في هذه التمثيلية. لكن وجودهم ساهم في انجاح هذه التمثيلية وشاركوا في تمثيليات سابقة.
نعم أعرف ان الكثيرين من اعضاء الحزب دخلوا إما طمعاً أو خوفاً. أو إجباراً وكرهاً.
لكن هل يستوي الذين سقطوا في براثن هذا الحزب ومن اعتصم بالشرف!! والحرمان من كل المزايا الذين يستحقونها لأنهم بعدوا عن الحزب.
والسؤال المهم هل يقتصر "الفلول" أو من يستحقون العزل علي اعضاء الحزب الوطني فقط؟!
طبعاً تفتح الإجابة عليّ أبواب جهنم. لكن الأمانة تقتضي أن نقولها وأجرنا علي الله..!!
ألا يعتبر بعض قادة و"أركان" أحزاب المعارضة قبل 25 يناير الذين شاركوا في تمثيلية الديمقراطية من "الفلول". بل وأعتقد أن حسابهم يجب أن يكون عسيرا في هذا المجال.. لماذا؟
لأن العدو الواضح أو آسف من شارك في الفساد بالانتماء للحزب الوطني أمره سهل وميسور. فهو معروف لنا كان ويمكن تجنبه أو التعامل معه بحذر.
لكن الأخطر منه هو من كان يركب "سفينة المعارضة" ويشترك في تمثيلية نقد الحكومة رغم أنه يأخذ تعليماته من جهاز أمن الدولة أو من قيادات الحزب الوطني. أو يتبرع بدوره للوقوف في صف عبده مشتاق.. يعني كان يقنعنا بأنه معارض في الوقت الذي كان ينفذ بعض بنود اجندة الحكومة؟!
نعم بعضهم حصل علي الثمن بعضوية في "الشوري" أو في توكيل شركات أجنبية أو الحصول علي قروض في مشاريع وهمية أو فتح قنوات تليفزيونية أو اشترك في عمليات "النخاسة"!!
لذلك ألا يستحق هؤلاء أن نطبق عليهم قرار أو قانون العزل والغدر؟!
فالذي غدر بنا جميعا ويستحقون العزل ليسوا أعضاء الحزب الوطني فقط. ولكن كل من ساهم في هذه التمثيلية السخيفة.
وكذلك قادة الإعلام والصحافة. فغسيل العقول وإباحة التزوير والفساد جريمته أكبر من الفساد نفسه لأن من يسرق مليون جنيه لا يكون أبدا مثل الذي أقنع الملايين بأن هذه السرقة ليست حراما لأنها ببساطة ليست سرقة ولكنها عمولة أو اتعاب.. إلخ من مصطلحات. حللت الحرام وحرمت الحلال.
لذلك أطالب الحكومة بتفعيل هذا القرار علي كل من شارك في فساد مصر طوال 30 عاماً.
ولماذا 30 عاما. لأن من كان قبلهم أعتقد أنه الآن في أرذل العمر وينتظر حسابه من الله الذي لا تخفي عليه خافية.
نعم أعرف أن البعض سيقول أن ذلك بمثابة حرب اجتماعية جديدة لسنا في حاجة إليها الآن. لكن الأمر ببساطة أن الثورة مثل الفيضان يقذف كل من يقع أمامه أو تسبب فيه. لذلك علي الحكومة أن تكون بقانونها هذا "الفيضان". حتي لا يأتي الفيضان من جموع الشعب الثائر الذي قد يختلط فيه الحابل بالنابل!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق