وكالة أنباء الشعر - خاص
بعد خمس مجموعات شعريّة ومشاركة مشرّفة في مسابقة أمير الشعراء، ورواية أولى ناجحة بمقاييس الجوائز والتتويجات (إذ تحصلت روايته الأولى على جائزة الشارقة للإبداع العربي) أقدم الشاعر التونسي الشاب مجدي بن عيسى على إصدار عمل روائي هو الثاني في رصيده السردي، بعنوان " خيالات نورا المدهشة " عن دار التنوير في لبنان.
في مغامرته الروائية الجديدة يعرض الكاتب لقضيّة التعايش والتسامح ضمن مدينة متعدّدة الأبعاد اجتماعيا وتاريخيّا، إنّها مدينة بحرية مفتوحة، عرفت عبر تاريخها الطويل إقامة غرباء بين أهلها، وتسعى بطلة الرواية إلى خلق روح جديدة في المدينة قادرة على استيعاب التناقضات والاختلافات في وحدة أخلاقيّة حميمة قوامها المحبّة والتسامح، مستعملة قدرتها الخارقة على التخيّل وإبداع الممكنات وجعلها حقيقة تسعى في الناس من حولها. يقول الناقد المغربي محمد معتصم في مراجعة أولى لرواية بن عيسى: "لقد اتخذت شخصية «نورا» حادثة عطب حاسوب الشاب الإيطالي الوسيم روفايلو مدير معمل نسيج في ملكية أمه ماريا، والذي تعمل فيه فتيات من فئات مختلفة (الشخصيات الروائية المتخيلة): ريفيات قادمات إلى المدينة بحثا عن فرص للعمل ولتحسين ظروفهن المادية، وفتيات من «قاع» المدينة وينتسبن لعائلاتها الأصيلة، وأخريات ساقطات أو عفيفات، وعثور عادل المخنث على ملف سري يحتوي على صور خليعة لبعض فتيات المعمل، اتخذت نورا من الفضيحة ذريعة لإرسال خيالها الواسع كي يعمل بجد لإثارة زوبعة في المدينة بحثا عن وعي جديد ووجود مختلف".
ثمّ يضيف متحدّثا عن التقنية السرديّة في الرواية:"لقد اهتدى الكاتب إلى تقنية في السرد جعلته سلسا في تحولاته، مترابطا في محكياته الصغرى والفرعية «النتوء السردية»، وجعلت تلك التقنية الكتابية السرد منسجما مع المقاصد والرسائل التي تقف خلف صناعة المتخيل الروائي، كما جعلت السرد متناميا ومسترسلا، فلم تؤثر المحكيات الصغرى الفرعية على مسار المحكي المحوري الإطار، هذه الطريقة في الكتابة ساهمت في نقل قضايا كبيرة فكرية تعتمل في المجتمع (المدينة: العاصمة) وتخامر أذهان الناس، من قبيل الفرق بين مفهومي التسامح والتعايش ليس في الفكر وحسب بل في الواقع والتطبيق، وقوة الخيال في تجديد الوعي والتحفيز على طرح السؤال الباني وسؤال التغيير، وسلطة الأمكنة وأرواحها الحية التي تحميها من العبث والجنوح"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق