بقلم/ ناصر العزبي
تقديري لـ " أحمد خليفة " على كل ماكتبه بجروب متابعات مسرح الثقافة الجماهيرية كذلك نقله لرد فعل أو وجهة نظر المخرج أحمد البنهاوي .. ولا أختلف معه ، ولكني أوضح من وجهة نظري للمرة الثانية ، أن البنهاوي يتعدى ولم يغير في النص وما فعله لم يتعارض مع فكر المؤلف أو يخالفه في توجهه ، كما أنه لم يلو زراع النص أو يتحايل عليه ، بل أن ونوس لو كان بيننا لفعل ذلك ، فـ لونوس مرحلتبن من الكنابة من حيث طبيعة شخصياته ، مرحلة قبل عام 92 وفيها الشخصيات سلبية تكتفي بالفرجة ، ومرحلة تالية كتب فيها نص منمنمات كانت الشخصيات لا تجد خلاصها إلا في الموت أو الفعل اليائس يأتيها الموت أو قد يكون شهادة ، حيث أن معظم شخصيات المنمنمات تموت .. ، ولو عاش ونوس فترة ثورتنا لانتقل بشخصياته إلى مرحلة ثالثة وهي الفعل وعدم السلبية أو الاسلسلام وذلك يبدأ في أول درجاته بالرفض القوي للظلم والثورة ، ... وما فعله البنهاوي ليس فيه أي تعد على النص .. ، ولم يغير كلمة ، ولكنه قام بتكثيف رؤيته وتكثيف الأحداث بما يتفق مع ظروف ومتغيرات المرحلة الراهنة فوجدناه يستبعد المنمنمتين الثانية والثالثة ويقدم فقط المنمنمة الأولى المكتوبة في 13 تفصيلة ويتوقف فقط عند المنمنمة رقم 11 قبل استشهاد الشيخ "التازلي" كما استبعد منها التفصيلاتين " 8، 10 " مكتفياً بتسع تفصيلات فقط منها لينهي مسرحيته بعدم موت الفعل الثوري أو استشراف أثره ، وهذا التصرف لم يلجأ إليه من قبيل تكثيف زمن العرض الذي تفرضه قواعد العروض بالهيئة بألا تزيد عن 90 دقيقة، وإنما وفقاً لرؤيته التي حددها وأراد تأكيدها كمخرج ، وما تطلب ذلك من استبعاد شخصيات أساسية من النص الأصلي "جمال الدين وياسمين زوجته وإبراهيم صديقه أوعشيقها، كذلك ابن زيدون والمصري شرف الدين وسعاد ابنة التازلي والتي تزوجت شرف، والمجذوب شعبان" وجميعها شخصيات محورية في الفصلين الذين استبعدهما، حيث ركز على الخطر الذي يهدد الأمة وأهمية التوحد والتكاتف من أجل التصدي لهذا الخطر، وكشف فساد الصفوة وما يعتريها من وهن وكذلك سلبيات الرأس مالية الحاكمة وجورها على المصالح العامة في مقابل مصالحها الخاصة، ولم يرى البنهاوي داعي لتشويش رؤيته بالجانب الجاف الذي يتناول محنة العلم واختلاف رؤية ونوس لابن خلدون، وكذلك محنة رفض الصفوة لإعمال العقل وما يتعلق بتلك القضيتين .. ، وقد أضاف المخرج ـ من خلال عملية إعداد للنص ككل ـ مشهدين "افتتاحي وختامي" اعتمد فيهما على الحوار الموَّقع والغناء والشكل الاستعراضي، وقد شاب الأول طول مدته أو التمهيد الطويل دون الدخول السريع للأحداث ، أيضاً عاب الختامي أنه جاء مبتسر، وقد عمل المخرج على وجود إحالات مقبولة طوال العرض إلى مرحلتنا الراهنة على سبيل المثال "انشر على الفيس بوك" ، "سلطان لا يحمي بلاده يفقد شرعية حكمه" ،كذلك فإن تحويل المسرحية لفرجة شعبية ولعبة التمثيل داخل تمثيل ساهمت على استمرار يقظة جميع الممثلين وتواصلهم الدائم مع الجمهور بما ينبههم ويساعد على اليقظة الدائمة لذهنهم وعلى سبيل المثال جاء على لسان المنادي "يا أهلي البلاد ؛ جهزوا الديكور"
" مداخلة مرفقة "
وما أشارت إليه اللجنة في تقريرها وكانت صائبة فيه هو ما يتعلق بأمر اسم المؤلف في بامفلت العرض اذ جاء بحجم يقل عن اسم المخرج مثلما كان الأمر في عرض الغجري بما جعل بهيج اسماعيل يثور ، كذلك بشأن عدم كتابة اسم المعد أو الإشارة إلى أن النص تعرض لإعداد مثلما هو في عرض منمنمات ، أو التدخل السافر بلوي زراع النص وربطه بالثورة دون علاقة مثلما هو في عرض دمياط " الملك معروف " ، وهذا إحقاقاً للحق ، وأرجو ألا يفهم من مقالي هذا انقلاباً على الأصدقاء أعضاء اللجنة وإنما هو عرض موضوعي لردود أفعال لايجب تجاهلها ، وأخيراً أكرر تحيتي للجنة التحكيم لما ورد فيه عن أن النتيجة تمثلها ، وهو ما يؤكد على معيار النسبية الذي يوضح أنه لا توجد أحكام مطلقة وإنما دائماً تبقى مساحة للخلاف وخاصة أن بينهم أصدقاء أجلاء تعاملت معهم طويلاً " السلاموني، و د.عطية ، وعبد المنعم " فعذراً أصدقائي ان اختلفت معكم ولكني أؤمن بالنسبية والاختلاف لذا لزم نشر الرأي
ولربما عدت لإضافة تفاصيل في حال المداخلات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق